ولدت فضيلة توفيق عبد العزيز والمعروفة بـ أبلة فضيلة في 4 أبريل 1929 من أب مصري وأم تركية، وكان ترتيبها الأول بين ثلاث بنات بعد الأخ الأكبر، وهي شقيقة الفنانة محسنة توفيق، وكانت تسكن في شارع الملكة نازلي “رمسيس حالياً”، درست في مدرسة الأميرة فريال وكانت من زميلاتها فاتن حمامة.
عشقت القصص منذ نعومة أظفارها، فقد كانت والدتها تجمعها مع أشقائها لتحكي لهم الحواديت الفلكلورية، وكذلك كان يفعل جدها، التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة؛ تحقيقاً لرغبة أسرتها في أن تزامل أخوها الأكبر، ولأن الحقوق كانت كلية الوزراء، وزاملت فيها عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق.
وفي إحدى الحوارات التي أجريت معها قالت، إن والدتها التركية كانت
تجمع بين الطيبة والحزم وكانت تقوم بتفتيش حقيبتي المدرسية فإذا وجدت قلما لايخصني تسألني عن مصدره وأذكر في طفولتي أيضا أنى كنت أجمع جيراني الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات و كنا نسكن في شارع الملكة نازلي “رمسيس حاليا” وتعلمت في مدرسة الأميرة فريال وكانت في نفس المدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد وأيضا كانت فاتن حمامة زميلتي وكان والدها سكرتير المدرسة، والتحقت بكلية الحقوق تحقيقا لرغبة الأسرة ومن دفعتي كل من، الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقي والدكتور فتحي سرور، كان الزميل عاطف صدقي يتوقع بعض الأسئلة ويطلب أن نهتم بها ومن العجيب أننا كنا نفاجأ بها في الامتحان.
عملت بعد تخرجها بمكتب وزير المواصلات حامد باشا زكي، وفي يومها الأول والأخير بالعمل حاولت الصلح بين الخصوم فى إحدى القضايا فعاتبها حامد باشا، وقال لها مهنتنا تعتمد على الخلافات، وأنت لا تصلحين للعمل في المحاماة، ونصحها بالعمل في الإذاعة التي كانت تتبع وزارة المواصلات وقتها
واتجهت للإذاعة وقابلت الإذاعي بابا شارو (محمد محمود شعبان) في عام 1953م، وأعربت عن أمنيتها في العمل بالإذاعة، وبالفعل قدمت أوراقها وتم تعيينها كمذيعة لنشرة الأخبار، وتدربت على يد الإذاعي الكبير حسنى الحديدي، أحد أشهر مذيعي نشرة الأخبار بالإذاعة المصرية.
ثم بدأت مشوارها الإذاعى كمذيعة عام 1953، وكان أول برامجها الإذاعية “س” و “ج ” استضافت فيه كبار الفنانين ، كما قدمت نشرة الأخبار بالإذاعة وتتلمذت على يد الإذاعى الكبير حسني الحديدي، وتعلمت من يوسف الحطاب التمثيل، وفي عام 1959 انتقل بابا شارو للعمل في التليفزيون ومن هنا عملت في برامج الأطفال.
ثم قدمت برنامج الحكايات الشهير “غنوة وحدوتة”، حيث تعلق الكثير من الأطفال بصوت أبلة فضيلة خاصة جيل السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ، ومن أشهر حكايتها للأطفال الغلباوي، كوب اللبن، بنت الفلاحة، ، حكاية الكسلان، الكتكوت الصغير، أرنب وتعلب
تولت عدة مناصب فكانت مدير عام برامج الأطفال 1960م، ثم مدير عام برامج الأطفال 1970م، ونائب رئيس الشبكة التجارية عام 1980م، وقدمت على مدار مشوارها الإذاعي عدة برامج منها برنامج مستقبلي، ولكن يظل برنامج غنوة وحدوتة أشهر برامجها على الإطلاق.
تزوجت من كبير مهندسي الإذاعة المصرية إبراهيم أبو سريع وأنجبت ابنتهما الوحيدة ريم والتي عاشت معها في كندا حتى وافتها المنية .
حصلت أبله فضيلة على وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية الأسبق حسني مبارك، وشهادة تقدير من الاتحاد السوفيتي ونقابة الصحفيين المصريين، ومن المركز الكاثوليكي للسينما باعتبارها صاحبة أجمل رسالة في عالم الطفولة، وتم تكريمها كأم مثالية للإعلاميين في عيد الأم لعام 2016م.
نعتها جهات وشخصيات عديدة منها الوطنية للإعلام كأحد الإعلاميين الذين قدموا رسالة سامية عبر سنوات عديدة ، و مسيرة من العطاء المخلص في العمل الإذاعي، كذلك نعتها نقابة المهن السينمائية والتي ودعتها بكل الحزن والأسى، كما نعاها المجلس القومي للمرأة،في تاريخ الإذاعة المصرية، مشيرة إلى أن الفقيدة استطاعت أن تترك بصمة وأثرًا كبيرًا وعلق صوتها في أذهان أطفال أجيال كاملة، وأيضا تنسيقية الشباب والتي أكدت أن برامجها ظلت محفورة في وجدان وأذهان المصريين والعالم أجمع.
