رغم الفوائد العظيمة التي ظهرت مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن الأمر أصبح شائعا جدا في استخدامها لنشر المعلومات المضللة, سواء عبر الحسابات الزائفة أو الحسابات التي تديرها الرووبوتات أو الحسابات شبه الآلية بهدف نشر المعلومات الخاطئة والأخبار الزائفة والشائعات.
وهو ما ينبه لضرورة وجود حاجة لخلق الوعي وتثقيف مستخدمي الإنترنت لاكتشاف المعلومات المضللة, فبالإضافة لدور الخوارزميات والأطر التكنولوجية المتنوعة في كشفها لابد من تثقيف كل المتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعي لتمييز نوعية المعلومات التي يقرؤونها.
أدي انتشار الإنترنت وظهور التقنيات والتطبيقات الجديدة, في ظل نمو المستوي التعليمي إلي زيادة متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه كل مستخدم علي الإنترنت, حيث يبحث الأفراد عن أي معلومات يحتاجون إليها, ليصبح الهاتف المحمول والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مصادر شائعة للمعلومات, في الماضي , كان علي الناس انتظار صدور الصحيفة أو البحث عن قنوات إخبارية تلفزيونية لمعرفة الأخبار, لكن الآن, لا حاجة للانتظار إذ يذهب الأشخاص إلي الويب مباشرة للحصول علي تحديثات الأخبار, بل إن الأفراد الذين لا يبحثون عن الأخبار والمعلومات يجدون أنها هي التي تبحث عنهم, فعند تسجيل الدخول إلي حساباتهم علي وسائل التواصل الاجتماعي أو عند تصفح الويب تظهر الإشعارات ويتم عرض موجز الأخبار.
ومن هنا برزت وسائل التواصل ا لاجتماعي كمصدر مهم لتبادل المعلومات, أدي هذا لحدوث تغيير في سلوك استهلاك الأخبار حيث تم هجر النماذج التقليدية لعمل الإعلام, ونتيجة لذلك سعت العديد من المنافذ الإخبارية للتكيف مع الظروف البيئية الجديدة, مقابل نمو سريع ومذهل لقنوات جديدة تتدفق منها الأخبار ويتم توزيع المعلومات عبرها بشكل أسرع من قدرة الفرد علي استيعابها, ولما كان الأمر متدفقا بكم كبير ظهر تداخل في المعلومات التي يتم توزيعها, فالبعض صحيح والبقية خاطئة أو غير صحيحة.
وبناء علي هذا ظهرت مفاهيم متداخلة سماها البعض المعلومات الزائفة وغير الصحيحة وغير المؤكدة والأخبار الزائفة والمعلومات الخاطئة والتزييف العميق والشائعات, وفسروا الأخبار الزائفة أو المعلومات المضللة علي أنها تعمد تطوير ومشاركة معلومات خاطئة أو غير صحيحة أو تم التلاعب بها بقصد تضليل وخداع الجماهير بهدف إلحاق الضرر أو اكتساب مزايا شخصية أو مالية أو سياسية, فالأخبار الزائفة هي معلومات ملفقة تشبه محتوي وسائل الإعلام الحقيقية, لكن النية والعملية التنظيمية لا تتفق مع وسائل الإعلام الحقيقية, فالمعلومات المضللة هي مشاركة غير مقصودة لمعلومات خاطئة, بينما أشار الدارسون للشائعات علي أنها معلومات أو اقتراح لم يتم التحقق منه وموضوعها وثيق الصلة بالأفراد الذين يشاركون بنشاط في عملية النشر, وعامة لا تنشأ الشائعات من الأحداث الإخبارية, علي عكس المعلومات المضللة والأخبار الزائفة, فقد تكون الشائعة صحيحة, وتكون أكثر انتشارا عندما تكون المواقف غامضة أو غير مؤكدة.
وعامة, يتم نشر المعلومات المضللة والأخبار الزائفة والشائعات باستخدام وسائل الإعلام الجديدة, حيث تسعي مواقع الويب والبرامج التي تقوم بجمع وعرض المعلومات من المصادر المختلفة لتكوين ما يسمي بمزارع المحتوي وتعمل علي إنشاء أو تجميع معلومات مثيرة ومنخفضة الجودة ومضللة في الغالب لزيادة حركة مرور الويب وزيادة النقرات, وتستخدم الكلمات الرئيسية في البحث بحيث يتم وضعها في مرتبة عالية علي محرك جوجل, والهدف الأول والأخير هو جذب عدد كبير من الزيارات لتحقيق عائدات من الإعلانات عبر الإنترنت, وتعمل مزارع أو مصانع المحتوي علي توليد محتوي كبير وكثيف جدا كمن يقوم بالمضاربة في بورصة المحتوي, من أجل تحقيق أرباح سريعة وعابرة ولكنها منخفضة الجودة وزائفة أو مضللة, وهو ما ينبهنا لضرورة عدم فتح أي موقع غير معروف لنا, حتي لو كان عنوان الموضوع مثيرا, لأنه حتي مجرد فتحنا مثل هذه المواقع يساهم في زيادة انتشارها, ومن ناحية أخري ستتبعنا الخوارزميات لتقوم بترشيح مواقع مماثلة.