هل نشجب إجراءات الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة مرات متتالية, الأمر الذي تسبب لدينا في هروب الأموال الساخنة منذ شهور قليلة وحلت الأزمات لولا وقوف دول الخليج بسد الفراغ المالي.. ولازلنا نواجه الأزمة تلو الأخري؟.
من غير الإنصاف تغافل عدم اهتمام الحكومات منذ بداية عهد 1952 بزيادة الرقعة الزراعية, بل علي العكس تماما فقدنا- بفساد المحليات بامتداد عشرات الحكومات- نحو مليوني فدان من أجود أراضي الدلتا بالبناء العشوائي؟!
وفي السنوات الأخيرة تسعي الدولة لزيادة الرقعة الزراعية بغزو الصحراء برغم أزمة وفرة المياه, وفي الصدارة أزمة سد النهضة الإثيوبي.
الدولة بامتداد السنين الأخيرة تعمل علي بدائل عديدة, فيتم وقف الري بالوسائل التقليدية وتحويل ملايين الأفدنة بالدلتا للري الحديث بالرش أو التنقيط, وتحجيم زراعة بعض الأصناف كالأرز وغيره ذات الاستهلاك الأكبر للمياه, فضلا عن تحلية المياه, والدولة خاضت فيه أشواطا كبيرة ناجحة, وكذلك توفير المياه من الآبار العميقة ومعالجة مياه الصرف وزراعة أصناف عالية المحصول.
لو أولت الحكومات السابقة خطة تحقيق الأمن الغذائي رعايتها ما كان ارتباطنا بالدولار الأمريكي بهذا الشكل المخيف, بعد أن أصبحنا نستورد معظم استهلاكنا ولا نجيد إدارة ما لدينا من ثروات طبيعية.
أما لو كنا نزرع ما نأكل, ونصنع ما نستهلك ونستورد القدر اليسير من المستلزمات الأ ساسية فلا شأن لنا بما يجري للدولارأو غيره من إجراءات للحماية من موجة التضخم الهائلة التي تصيب العالم العام الماضي ولازالت.
انطبق حالنا بمثل الطفيل والعائل, حيث عيش الطفيل في علم الأحياء علي العائل بشكل كامل, فإن ألمت بالعائل نوبة برد أصيب الطفيل بالتبعية بالسعال!!
ولأن الطفيل محكوم عليه بالحياة في فلك العائل لذا عشنا ومعنا عشرات الدول في ظل أزمة حرب أوكرانيا مختلف أشكال الضغوط, من أجل حشد أكبر قدر من التصويت ضد روسيا لهذا القرار أو ذاك داخل أروقة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويا ويل من لم يصوت لصالح القرارقرار الإدانة, أو حتي امتنع عن التصويت وقوفا علي الحياد!!
صاحب القرار هو من لا يعيش علي المنح والإعانات والقروض, وهو الدولة الناجحة التي تزرع وتصنع معظم احتياجاتها.
ولدينا في مصر ثروة بشرية كبيرة, لو وجد كل مواطن قادر علي العمل مهنة تناسب قدراته ومؤهلاته لكان حالنا مختلفا تماما, وهو ما نتابعه من جهود للدولة عبر السنوات الثماني الأخيرة, لكنها في حاجة الإسراع وتيرة العمل والبناء التنموي.
الآن أصبح تعدادنا 104 ملايين نسمة بالداخل, و8 ملايين بالخارج.. ودائما ينعت الخبراء الثروة البشرية بأعظم وأهم الثروات.
لكن لا يصح أن يزداد التعداد بسرعة الصاروخ وتمضي التنمية الحقيقية بسرعة العربة.. ماذا نشجب؟