قال دياز ، الهلال في حالة جيدة للقتال على لقب كأس العالم للأندية، سيكون المدرب الأرجنتيني المخضرم على رأس الجهاز الفني للزعيم السعودي في البطولة العالمية، حيث يستهل الهلال مشواره في هذه النسخة بمواجهة الوداد المغربي، ويرى أن فريقه يستطيع تحقيق اللقب.
يشتهر رامون دياز بعقليته المبنية على روح الفوز، وهو ما أكده بالملموس خلال مقابلته الحصرية مع الفيفا حيث أتى على ذكر كلمة الانتصار ثلاث عشرة مرة في حديث دام عشرين دقيقة، مُركزاً على عبارات من قبيل “إمكانية الفوز”، “اللعب الجيد وتحقيق الفوز”، “الفوز بالدوري”، الفوز بالألقاب”، “عدم ارتكاب الأخطاء لتحقيق الفوز”..
ذلك أن المدرب الأرجنتيني المخضرم عازم كل العزم على قيادة الهلال لتجاوز التحدي المقبل بنجاح وتألق، واضعاً نصب عينيه رفع لقب آخر مع الأزرق، وتجديد العهد بالاحتفال ومنصات التتويج.
بدا السيد رامون مثل السلطان الذي يتجول في سراياه عندما زرناه في الرباط بفندق فيرمونت الذي يشبه قصرًا من القصور الفخمة، حيث لم يتوقف عن المزاح وهو يمشي في الممرات بينما يحضر لاعبوه جلسة التصوير الرسمية قبل بداية مشوارهم في كأس العالم للأندية ضد الوداد الرياضي صاحب الضيافة. بدا مرتاحاً ومبتسماً، بقدر حرصه على أدق التفاصيل، حيث لم يفوت الفرصة لمعاينة مباراة الأهلي وأوكلاند سيتي بكل اهتمام.
لم يتغير الشيء الكثير في رامون دياز، ذلك الرجل الذي بدأ كتابة مسيرته التدريبية باستلامه دفة فريق ريفر بليت عام ١٩٩٥. فبعد ثلاثة عقود تقريباً، لا تزال نفس الابتسامة مرتسمة على محياه، بل ولا يزال يعمل بنفس الإيقاع والنسق، محافظًا على روحه المرحة المألوفة، وجاذبيته المعهودة، وطموحه الذي لم يتزعزع قيد أنملة.
من هو رامون دياز؟
رامون دياز: يجب أن أكون ممتنًا لكرة القدم لأنها أعطتني الفرصة لاكتشاف العالم والتعرف على خصوصيات أخرى وبلدان مختلفة. لقد زرت جميع أنحاء العالم تقريباً، والآن بعد أن أصبحت مدربًا، أحاول أن أنقل تجربتي للشباب. إنني أعيش لحظات جميلة جداً في المملكة العربية السعودية، حيث أعمل حالياً، إذ فزت بالدوري ثلاث مرات والكأس مرتين. النتائج مهمة للغاية في كرة القدم، وقد تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة مع أعضاء طاقمي. نحن نعرف البلد جيداً، وكيف تُدار الأمور هناك، كما نُدرك حجم النادي الذي نعمل فيه: إنه أكبر نادٍ في آسيا، حيث الفريق مطالب دائمًا باللعب جيداً وتحقيق الفوز. لقد حاولنا اللعب بأسلوب هجومي، وتقديم عروض كروية جيدة، وقد مكننا ذلك من تحقيق نتائج جيدة حتى الآن.
ما الذي دفعك لفرض نفسك في مشهد كروي استعصى على غيرك من الأرجنتينيين؟
لأنني أعرف النادي. كنت من الأوائل الذين أتوا إلى هنا، ومن الجيد أن يأتي آخرون مثل (خورخي) سولاري وغيره من المدربين، لكن لحسن حظي أني وصلت إلى النادي في وقت كان يطمح فيه إلى تحقيق قفزة نوعية. لقد تغيرت السعودية كثيراً، على جميع المستويات، وأخص بالذكر الجانب المتعلق باستثمارات الأندية. في السابق كان الأمر يقتصر على أربعة أجانب، أما اليوم فهناك ثمانية. لديك الآن إمكانية اختيار أفضل اللاعبين. ليس لديهم مشاكل مالية، لكن المشكلة تكمن في تأقلم اللاعب مع النظام والطقس الحار. قد تواجه حالات شديدة التعقيد ولكن إذا عرفت كيف تتأقلم مع الأجواء وكان هدفك هو البقاء لفترة طويلة، فلا شك أنك ستستمتع بالتجربة.
في أي مرحلة من مسيرتك توجد الآن؟
أنا أعيش فترة جيدة جدًا لقد فزنا بالدوري والكأس أيضًا. كما أن النادي يمر بأفضل حالاته، حيث تُوج بطلًا لآسيا مرتين، وأحرز درع الدوري المحلي ثلاث مرات، ناهيك عن فوزه بالكأس في أكثر من مناسبة. أضف إلى ذلك أن لاعبيه يشكلون الغالبية في المنتخب الوطني، بنسبة ٨٠٪ من اللاعبين السعوديين. نحن في فريق يتمتع بروح تنافسية عالية، وهذا يمنحك فرصة سانحة للفوز. إنه ناد يتيح لك الإمكانيات المالية لاختيار من تريد من اللاعبين كما يوفر لك الظروف الملائمة للفوز. لدينا فريق يلعب بشكل جيد، ولاعبون يزخرون بقدرات فنية عالية، ثمانية منهم أجانب من الطراز الرفيع، لذلك أنا أستمتع بالعمل هنا مع هذا النادي الذي أحبه وأقدره كثيراً.
ماذا يعني خوض منافسات كأس العالم للأندية؟
إنه أمر يبعث على الفخر. أن تكون هذه هي المشاركة الثالثة للنادي فهذا شيء رائع. الفريق لديه خبرة على المستوى الدولي، وبالطبع نريد أن نحقق أفضل ما يمكن، ونريد المضي قدمًا في البطولة. يمر الفريق بفترة جيدة، ويقدم أداءً جيداً، حيث يتنافس على صدارة الدوري. لقد فاز بكل الألقاب الممكنة في السنوات الأخيرة، ولذلك فإن التطلعات عالية هذه المرة.
كيف يمكن للفريق فرض نفسه أمام الوداد في مباراة يخوضها المنافس على أرضه وأمام جماهيره؟
باللعب وفق أسلوب الهلال المعتاد. من خلال التحلي بقوة الشخصية، ومحاولة الاستحواذ على الكرة. فريقنا يتمتع بخبرة كبيرة، ويزخر بلاعبين موهوبين للغاية. وبالتأكيد سيتعين علينا التركيز طوال المباراة وتجنب ارتكاب الأخطاء، إن أردنا الفوز.
ما هي توقعاتك لكأس العالم للأندية؟
بالنظر إلى الظروف التي يمر بها الفريق حاليًا، أعتقد أننا سنجتاز المباراة الأولى. بعد ذلك سيتعين عليك مواجهة فلامنجو أو ريال مدريد، لكنني أفضل أخذ الأمور خطوة خطوة. أعرف أن الفريق يمر بمرحلة جيدة، والكل جاهز لخوض التحدي، واللاعبون الأجانب يزخرون بإمكانيات جيدة، وقد اعتادوا على اللعب في مثل هذه المناسبات. لقد حقق الهلال في السنوات الأخيرة دوري أبطال آسيا مرتين، وتُوج بطلاً للدوري السعودي ثلاث مرات، كما حقق بطولة كأس الملك. تعج صفوف الفريق بلاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة، ونأمل أن يقدموا أداءً جيداً يليق بتطلعات مشجعي الهلال.
هناك إصابات عديدة في صفوف فريقكم: هل هذا يغير شيئًا من مخططاتكم؟
نعم، بسبب الإجهاد الذي طال اللاعبين في كأس العالم، هناك بعض الإصابات المهمة في الفريق. لكن هذا النادي كبير ولديه ما يحتاجه من بدائل، مثل الشبان الصاعدين الذين سيكون بإمكانهم استغلال هذه الفرصة ليقولوا كلمتهم. لقد خططنا لكل شيء ونحن جاهزون لبدء المشوار.
فازت السعودية على الأرجنتين في قطر 2022، بينما كان المغرب هو مفاجأة البطولة. كيف يتم استغلال مثل هذه الانجازات للنهوض بالكرة العربية عمومًا، وكيف تتعاملون مع مثل هذه الحالات في نادي الهلال؟
نحن مقتنعون بأن الفريق قادر على التنافس، وسوف ينافس بقوة لا محالة. كيف لا وهو يضم ثمانية أجانب، ولديه ما يقرب من ٢٠ لاعبًا في المنتخب الوطني. لن يكون الأمر سهلًا بطبيعة الحال، لكن إذا كنا نؤمن بالفريق، فيجب أن نؤمن باللاعبين الذين يشكلون هذا الفريق. نعلم أن هذا الفريق سبق له أن شارك في كأس العالم للأندية، وفي دوري أبطال آسيا، الذي تُوج بلقبه الموسم الماضي. الهلال ناد كبير، ولاعبوه بلغوا درجة عالية من النضج، ولهذا فإنهم سيقدمون أفضل ما لديهم.
هل تلاحظ تغييراً في عقلية اللاعبين السعوديين؟
نعم، لقد تغيروا كثيرًا، على مستوى العقلية وطريقة العمل على حدٍ سواء. لقد انضم إلى النادي العديد من الأجانب: لاعبون ومدربون من أعلى مستوى. أغلب لاعبينا الأجانب يلعبون في منتخبات بلدانهم، سواء تعلق الأمر بكولومبيا أو بيرو. فريق مؤلف في مجمله من لاعبين دوليين لهم وزن وقيمة في منتخباتهم. لقد تطورت كرة القدم كثيرًا هنا وستستمر في التطور مستقبلًا لأن البلاد حددت أهدافاً عالية جدًا لجلب الأفضل على الإطلاق. لديهم الإمكانيات المالية لجلب الأفضل إلى المملكة العربية السعودية، حيث أصبحت كرة القدم أكثر تنافسية وجمالية.
يوجد في فريقكم أحد أفضل نجوم الدوري، وهو سالم الدوسري الذي كان اسمه على كل لسان في كأس العالم بعد هدفه الخرافي ضد الأرجنتين: ألك أن تصف لنا هذا اللاعب؟
لديه موهبة عالية. إنه سريع جدًا، ويزخر بإمكانيات عالية. يعرف كيف يدير إيقاع اللعب، ويحتكم في الكرة جيداً، ولديه مهارة ممتازة في التسديد. إنه هداف جيد. نحن على ثقة تامة بأنه سيُبرز كل مواهبه.
هل فوجئت بتطوره، علمًا أنك تعرفه منذ مدة طويلة؟
لا، لأنه لاعب ذو موهبة. كما أتيحت له فرصة اللعب في فياريال، حيث اكتسب خبرة جيدة. أتيحت لسالم ولعدد من اللاعبين فرصة الاحتكاك على المستوى الدولي. لقد تطورت كرة القدم السعودية كثيراً إلى درجة جعلتها قريبة جداً من أوروبا، ومن مستوى كرة القدم الدولية.
أداء رائع من الصقور الخُضر أمام الأرجنتين، وهدف رائع من سالم الدوسري الذي قدم أداءً تاريخيًا.
في الختام، هل مازال يراودك حلم لم تحققه بعد؟
أريد الاحتفال بالفوز مرة أخرى مع هذا النادي، أريد أن أفوز بلقب آخر، وبعد ذلك سنقرر ما سنفعله.
ما ستفعل بماذا؟
لا أعرف، سنقرر ما سنفعله في المستقبل … أُفضل التركيز على الحاضر، أما التفكير في المستقبل فسيأتي وقته لاحقاً.