عرضت الأسبوع الماضي تحت هذا العنوان شهادة صادمة للدكتور وسيم السيسي تستهدف إفاقة المصريين وخاصة جيل الشباب منهم علي حقائق التاريخ وضلوع القوي الكبري, وعلي رأسها أمريكا وبعض دول أوروبا, في تمكين إسرائيل والتآمر لتفتيت دول منطقة الشرق الأوسط لصالحها.. واليوم أواصل الخوض في هذا الملف باستعراض شهادة المعلق السياسي الأمريكي جيمي دوري الذي يقدم برنامجا تليفزيونيا باسمه يستضيف فيه شخصيات عدة سياسية أو اقتصادية أو علمية أو كوميدية, وهو محلل لنظريات المؤامرة التي نعيش فيها وكاشف للحقائق الصادمة التي تنطوي عليها… يقول جيمي دوري في شهادته التي شارك بها في الأول من هذا الشهر في برنامج من تقديم تاكر كارلسون علي فوكس نيوز والتي التقطتها لتزامنها مع قيام الولايات المتحدة بإسقاط المنطاد الصيني الذي عبر أراضيها مدعية أنه ضالع في مهمة تجسس, الأمر الذي وصفته الصين بأنه في منتهي السخف… وأتي هذا التطور في أعقاب محاولات عدة من جانب الولايات المتحدة لاستفزاز الصين وجر شكلها مثل الإصرار علي إتمام زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلي تايوان في نهاية العام الماضي بالرغم من تحذير الصين أن تلك الزيارة تمثل تهديدا سافرا لسيادتها… فماذا قال جيمي دوري؟:
** أمريكا تؤجج الحرب مع الصين مثلما أججت الحرب في أوكرانيا… دعوني أقول لكم أيها الأمريكيون إن عدوكم ليس الصين… وعدوكم ليس روسيا… إن عدوكم هو المجمع الصناعي العسكري الأمريكي الذي يكاد يمحو هذا البلد (أمريكا) لحساب تربح مئات المليارات بل تريليونات الدولارات.. وإني أتساءل: كم مرة سيكون لدينا وزير دفاع يقول: لا يمكننا احتساب تريليوني دولار لدي البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) وهو ما حدث مرتين في حياتي حتي الآن؟.. الكارثة أنه لا يمكن إيقاف هؤلاء الذين يحركون آلة الحرب لأن آلة الحرب هي التي تدير هذا البلد (الولايات المتحدة) فبالتأكيد ليس الرئيس جو بايدن هو من يتخذ هذه القرارات… وأريد تذكيركم أن الولايات المتحدة هي مصدر الإرهاب في العالم, وهي التي أشعلت النار في الشرق الأوسط خلال العشرين عاما الماضية, وها هي تشعل حربا بالوكالة في أوكرانيا, تلك الحرب التي أثارتها واستدرجت دول مجموعة حلف شمال الأطلنطي ناتو لتتبعها فيها, بدليل اعتراف رئيس الوزراء الألماني السابق بذلك.
الآن تحاول أمريكا أن تتفوق علي الصين وتعوق تقدمها علي أمريكا في مجالات شتي, عن طريق تأجيج الحرب ضدها بادعاء أن الصين تهدد أمريكا.. وأكرر أن الصين ليست عدوا لأمريكا ولن تغزو أمريكا… قد تكون هناك حروب اقتصادية بين الصين وأمريكا مثلها مثل كل الحروب الاقتصادية بين دول العالم, لكن الحروب الاقتصادية تحسمها اتفاقيات المصالح المشتركة وليس إشعال النزاعات الاستفزازية وتأجيج المعارك العسكرية.
أمريكا أشعلت حرب الغاز المسال في أوكرانيا للتأكد من أن ألمانيا وروسيا لن تتوافقا أبدا معا.. أتعرفون لماذا.. لأن أمريكا تخشي سيادة روسيا من خلال مواردها الطبيعية وقواها البشرية باتحادها مع ألمانيا وما يمثله ذلك من اتحاد التقنيات الحديثة مع رأس المال.. وهذا هو السبب وراء ضلوع أمريكا في تفجير خط أنابيب نورد ستريم الذي ينقل الغاز الروسي المسال إلي ألمانيا عبر بحر الشمال, وهو أيضا سبب تأجيج أمريكا للحرب في أوكرانيا.
إن كل ما يحدث مبعثه رغبة جامحة لدي أمريكا للهيمنة السياسية والاقتصادية علي العالم, واعلموا تماما أنه إذا ذهبت قوات المارينز الأمريكية المحمولة بحرا إلي أي مكان فلأنها ذاهبة لتؤمن استيلاء أمريكا علي بعض الموارد الطبيعية من بلد آخر.. إن أمريكا حاليا تحتل ثلث مساحة سوريا, لكن هل سألتم أنفسكم لماذا ثلث المساحة هذه؟.. لأنها المساحة التي تحتوي مخزون النفط السوري, وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي الذي سبق اعترافه بذلك.
إن الجميع في أمريكا, وحلفاءها من المجموعة الأوروبية وغيرهم حول العالم يصرخون بأن الرئيس الروسي بوتين شخص سيئ للغاية لقيامه بغزو أوكرانيا, لكنهم يتجاهلون -أو تم خداعهم والتعتيم عليهم- بأن سيناريو استفزاز روسيا جار منذ تسعينيات القرن الماضي للحيلولة دون صعودها ضمن القوي العالمية واستدراجها للحرب بغية إنهاكها عسكريا واقتصاديا في واحدة من أبشع فضائح ازدواجية المعايير في عصرنا الحديث.
*** وتتوالي الشهادات الكارثية التي يتحتم أن نعيها والتي تسلط الضوء علي حقيقة نظريات المؤامرة ومن هو شيطان هذا العصر!!!