وقع زلزال تركيا وسوريا في الساعات الأولي من يوم الاثنين الماضي والناس نيام مخلفا أكثر من 8 آلاف قتيل ومرشح للزيادة وآلاف الجرحي والمشردين في ظل درجة حرارة تحت الصفر! ويقول الخبراء: إن مركز الزلزال قريب من سطح الأرض فيصل عمقه إلي 18 كيلو مترا ولذا جاءت القدرة التدميرية شديدة حيث تبلغ درجته 7.8 علي مقياس ريختر.
مآسي كثيرة نقلتها وسائل الإعلام الدولية والمحلية في تركيا وسوريا في الوقت الذي يعمل فيه المئات من رجال الإنقاذ بحثا عن ضحايا أحياء وسط الأنقاض.
المفارقة التي يصعق لها أي متابع هي أن الفاجعة في تركيا حركت أفئدة وضمائر المسئولين في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ولم تحرك نفس الفاجعة في سوريا ساكنا رغم أن الكارثة واحدة.. فالزلزال واحد والكارثة واحدة بامتداد منطقة تشغل شرق تركيا وشمال غرب سوريا.
نعم الزلزال واحد والمآسي الإنسانية كثيرة ومتكررة علي الجانبين, لكن الكارثة في تركيا وجدت تعاطفا كبيرا من الغرب ولم تحظ علي أرض سوريا بأي تعاطف إنساني واجب وملح بزعم العقوبات رغم مئات العائلات التي وقعت تحت الأنقاض.
فالرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن فور ذيوع النبأ عن إرسال فرقتي بحث وإنقاذ للمساعدة في البحث عن ناجين أحياء تحت الأنقاض في , وكأن أنقاض زلزال سوريا تخلو من ضحايا!!
حتي دول الاتحاد الأوروبي لم تتوان عن إرسال الدعم والمؤن لتركيا ولا حديث عن الكارثة بسوريا!!
الكارثة إنسانية بحتة لا شأن لها بالسياسة فكيف تم توظيفها سياسيا ومن ثم لبت بلدان الغرب الواجب الإنساني في تركيا, وكأن الكارثة في سوريا لا إنسانية ولا تمت للبشر بصلة!؟!
إنها السياسة المقيتة التي تقف وراء الحروب والكروب وعند المحن والكوارث تفرز وتصفن رغم أن الكارثة واحدة والمتضرر إنسان بصرف النظر عن كونه تركيا أو سوريا!!
ألم يكن جدير بسياسة الغرب أن ينحوا السياسة جانبا ويهبوا لإرسال المساعدات والمؤن وفرق الإنقاذ وتخفيف محنة الإنسان التركي والسوري علي حد سواء دون تفرقة؟!!
علي الجانب السوري صدرت الأوامر من موسكو فور وقوع النبأ الصادم ليتحرك 300 جندي روسي من قاعدة طرطوس بسوريا لتقديم الدعم اللازم.. طبعا لم تقف دول عربية عديدة مكتوفة الأيدي وتلقت سوريا أسرابا من طائرات الإغاثة.
أيضا غابت منظمة الأمم المتحدة عن كل ما جري من فرز وتصنيف بين البشر في كارثة واحدة وقعت لنفس الإنسان علي أراضي دولتين؟!
وثمة تساؤل هل بمقدور المنظمة الدولية فعل شيء أو إدانة ما اقترفه الغرب باسم السياسة أم أن المنظمة باتت لا تملك من الأدوات سوي بيانات الشجب والإدانة. وحتي هذه غابت عن المشهد!!
نقول.. لا عزاء للإنسانية بعد سقطة الغرب بالوقوف إلي جانب الضحايا الأتراك بشتي أنواع الدعم وتجاهل الكارثة علي الأرض السورية!!
إننا أمام شيزوفرينيا سياسة كريهة صورت للعالم صورة سلبية عن الإنسانية في القرن الواحد والعشرين.. جنبنا الله شرور السياسة والساسة وألهمنا الصبر عل الشدائد والمحن والكوارث.