انتشر قبل أيام من على مواقع التواصل الاجتماعي خبر اكتشاف أنقاض معبد افروديتيس الوثني و فسيفساء، أثناء عملية ما تمر به في هذه الأيام كنيسة القيامة من ترميم أرضيتها في مدينة القدس، وذلك من الجهة الغربيةً بجانب القبر المقدس ، فهذا الحدث ليس باكتشاف حديث هذا ما أكده اديب جودة الحسيني ،أمين مفتاح كنيسة القيامة المقدسة وحامل ختم القبر المقدس بقوله: نعم ليس هناك اى اكتشاف اثرى جديد ، بل أن الكنائس تعلم علم اليقين ماذا يوجد تحت مسطح كنيسة القيامة بحيث أنه مدون في ارشيف الكنائس من قبل السلف، واليوم تم الكشف عن هذه الاثار، وذلك للمحافظة عليها من الناحية الأولى وأما من الناحية الثانية ليتم تمديد بنية تحتية بحيث لا تتضرر هذه الآثار. وأريد أن أذكر بأن رؤساء الكنائس ذكروا في بداية الترميمات بأنه سيكون هناك مناطق أثرية سيتم إغلاقها بزجاج سميك بحيث يتم رؤيتها من قبل زوار الكنيسة، وهذا ما ننتظره بعد الانتهاء من الترميمات الحالية لأرضية كنيسة القيامة المقدسة .
كما يوضح اديب .. بأن هذه الآثار والتي تم الكشف عنها مؤخراً هي آثار قديمة جدا ويعتقد بانها اثار معبد والذي شيد في العام ١٣٢م أي آثار المعبد الوثني افروديتيس حيث بني هذا المعبد في عهد الإمبراطور هدريان، ولكن القصة تقول انه وحينما بدأ الملك قسطنطين الكبير اعتناق المسيحية هدم المعبد الوثني المشيّد على القبر واكتشاف القبر والجلجثة والصليب من قبل والدته الملكة هيلانة سنة 326 م، وانتهاء الملكة هيلانة من تشييد البناء البيزنطي الذي أقامته على القبر والجلجثة ومغارة الصليب سنة 336 م وتنتهى بهجوم الفرس واستيلائهم على القدس وتدميرهم القيامة سنة 614 م .
وهنا يبرز سؤال و يطرحه الجميع..ماذا تحت مقمورة القبر المقدس؟؟! يقول اديب … تحت هذه المقمورة المقدسة هناك كهوف وسراديب ضيقة وأعمدة حجرية تحمي مقمورة القبر المقدس وشبكات البنية التحتية القديمة والتي يتم استبدالها في هذه الايام ، لهذا اهدي القراء في مصر بعض الصور الحصرية ونشرها من خلال صحيفة “وطني” المصرية والتي نرى بها صور توضح ماذا يوجد تحت القبر المقدس ، هذه الصور يتم نشرها لأول مرة لكي يستطيع القارىء معرفة ماذا يوجد تحت المقمورة المقدس’.
كما أوضح اديب جودة بنظرة تاريخية على موقع الكنيسة موضحاً : أن كنيسة القيامة المقدسة تقع داخل أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة ، نقف أمام مقمورة القبر المقدس وهو عبارة عن قبر منحوت بالصخرة التي نراها في يومنا هذا حيث عثرت عليه القديسة هيلانة عام 326 م حيث تم تهذيبه بأسلوب يسمح له الاستقلال عن بقية الكتلة الصخرية والتي كان يتبع لها في الأصل والتي تم تسويتها منذ القدم وذلك من اجل سهولة اقامة المزارات الدينية والمباني الكنسية التي شيدها الامبراطور قسطنطين الكبير .
حدثنا المؤرخون في الماضي عن مقمورة القبر المقدس حيث وصفوا جمال الأعمدة التي كانت تزين القبر المقدس وتحميه من العوامل الطبيعية والهدم ، حيث ذكر البعض بأن القبر المقدس كان في البدايات طلقاً عليه سقف ذو ثمانية أضلاع من صنع النحاتين الذين نحتوا الصخرة الأصلية للقبر المقدس حيث انه احتفظ بشكله الموصوف عبر القرنين السادس والسابع ومن بعدها تم تدمير كنيسة القيامة عام 1009 حيث كانت مقمورة القبر المقدس تتواجد وسط مكان فسيح منحوتاً في صخرة يحيط بها جدار ومن فوقه شكل مظلة مفرغة تستند على دعائم بارعة .
وفي الفترة عام 1042 – 1048 تم إقامة بناء مستطيل حول القبر المقدس حيث كان على شكل نصف دائرة متعددة الأضلاع من جهته الغربية وتحيط به دعائم ملتصقة في جدرانه المغلقة حيث تم ترميم هذا البناء بأمر الإمبراطور قسطنطين التاسع ( مونوماخوس ) .
ويواصل اديب جودة..كما أدى الحريق الذي شب عام 1808 الى تدمير البناء القديم والذي كانت دعائمه تحمي مقمورة القبر المقدس وفي العام 1810 تم ترميم القبر المقدس من ألواح من الحجر المحلي ذو اللون الابيض والاحمر ، وعناصر زخرفية والتي تزين الجهات الخارجية لمقمورة القبر المقدس ومنها الأعمدة الخارجية والأقواس التي تعلوها ، ويتميز القبر المقدس بالزخرفة المنحوتة من الداخل ومن الخارج ، وهناك باب وحيد للمقمورة المقدسة من جهتها الشرقية والذي يتميز بمقارع فضية رائعة نقش عليها العبارات التالية :من اليمين : افتح لنا يا رب باب رحمتك ،ومن اليسار : وانظر من مسكنك المقدس .أما إذا نظرنا بالواجهة الأمامية لمقمورة القبر المقدس نرى هناك اربعة اعمدة صغيرة ذات قطعة واحدة من اللون الأبيض الارجواني يعلوها تيجان ذات طراز كورنثي أما من الجهة العلوية فهناك عضائد حجرية واعمدة صغيرة وفي وسط الواجهة نقشت عين بارزة فوقها زهرة زخرفية وعند القاعدة العلوية ايضا هناك نقش من تيجان الدعائم الزخرفية للدعامات الخامية ، أما قبة مقمورة القبر المقدس فهي مصنوعة من الرصاص المطلي بالذهب حيث تستند على الاعمدة الصغيرة والدعائم وعلى اكليل معقود والتي تتميز عناصره الزخرفية على شكل الكنيسة بالحس الجمالي الوحيد والذي يتعلق بالتصميم والتنفيذ الرائعين.
وعن أعمال ترميمات أرضية كنيسة القيامة قال أديب: أعمال الترميم تجري على قدم وساق ومستمرة ليلا نهارا ، أما مخطط العمل فهو في أجزاء مختلفة من كنيسة القيامة بحيث يتم إغلاق مناطق محددة والعمل بها وحين الانتهاء من العمل يتم إغلاق المنطقة وتهيئتها لكي لا تزعج الزائرين ، في هذه الايام يتم إغلاق المنطقة الجنوبية لمقمورة القبر المقدس مع إغلاق كنيسة الأقباط ( كنيسة رأس القبر ) حيث تخضع هذه المنطقة لأعمال ترميم كبيرة ومعقدة.