قدم مركز جسور للدراسات الإستراتيجية ورقة بحثية بقلم إليان بطرس، مدير برنامج دراسات العلاقات الدولية، تعليقًا على أحداث العنف التي جرت رفضًا لنتائج الانتخابات، حيث هاجم أنصار الرئيس السابق يوم الأحد 8 يناير 2023 مبنى الكونجرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي وبعض منشآت الدولة والوزارات في العاصمة برازيليا، ويأتي هذا الهجوم بعد تنصيب الرئيس لولا دا سيلفا بأيام وسفر الرئيس السابق إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي كان من المفترض أن يكون متواجد أثناء حفل التنصيب ويسلمه الوشاح الرئاسي وفقًا للبروتوكول.
وأوضحت الورقة وجود رفض مطلق من قبل المجتمع الدولي لما قاموا به أنصار الرئيس السابق بولسونارو وهناك تأكيد على دعم الرئيس لولا وحكومته التي يشيد الجميع بأنها أتت بطريقة ديمقراطية ونزيه، وبالتالي لابد من احترامها واحترام مؤسساتها، لافتًًا أنه بالرغم من اعتبار الرئيس السابق بولسونارو هذا الهجوم تجاوز ولكنه يلام على حشده وعدم تقبله فوز لولا بالرئاسة حتى أنه سافر إلى الولايات المتحدة قبل أن يسلم الوشاح الرئاسي إلى خليفة لولا دا سيلفا وهو ما يعني عدم تقبله للنتيجة والخسارة وهو أيضًا إشارة إلى أنصاره باتخاذ ذات الموقف تجاه الحكومة الجديدة.
وقالت إليان بطرس في ورقتها: “هذا الانقسام الحاد داخل البرازيل يشير إلى أن بالتأكيد هناك أطراف من داخل الدولة متورطة في تسهيل عملية الاقتحام والشغب فلا شك بأن هناك الكثير من المؤيدين إلى الرئيس السابق داخل قوات الأمن فاقتحام منشآت بهذا الحجم وبهذه الأهمية يشير إلى أن الانقسام مستشري حتى في مفاصل الدولة العليا.
بخلاف الدعم الأمريكي للرئيس السابق وعدائهم لليسار وعدم رغبتهم في أن تقود البرازيل من جديد تنشيط اليسار داخل منطقة أمريكا اللاتينية فبالرغم من موقف الولايات المتحدة ورفضها للهجوم على المنشآت الحكومية إلا أن هذا الرفض والاستنكار لا يعني الرضا الأمريكي عن الرئيس لولا وفوز اليسار وبالتالي قد يكون هذا الهجوم مدفوعًا أيضًا من الخارج وليس فقط داخليًا وإنما الانقسام الداخلي هو ما ساعد على إتمام هذا الشغب.”