قالت نجلاء طارق المتخصصة في شئون الشرق الأوسط بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية، في حوار خاص لوطني، إن إلغاء شرطة الأخلاق في إيران بمثابة بداية النهاية للنظام وسياساته وبالتالي على المدى البعيد سيكون هناك تأثير غير مباشر على الشرق الأوسط ومصر، فبتغير النظام وقدوم نظام ينتهج سياسات مختلفة سيمهد الطريق لحدوث تقارب بين إيران ومصر وبالطبع هدوء بين الشرق الأوسط وإيران، وكل ذلك شريطة أن يؤول الأمر إلى سقوط النظام الحالي وقدوم نظام جديد ينتهج سياسات مختلفة.
وأوضحت أن إلغاء شرطة الأخلاق في إيران سيستتبعه في الأيام القادمة المزيد من التنازلات التي ستسفر عن العديد من التغيرات في سياسة النظام الإيراني، لا سيما تقلص قبضة رجال الدين، خاصة وأن النظام يواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية والتي تحتم عليه اتخاذ قرارات سريعة وعادلة. ملمحة إلى أن تلك التنازلات ستحدث بسبب ارتفاع سقف مطالب المتظاهرين وسيقوى ويرتفع أكثر وأكثر بتقلص خوفهم من بطش النظام، فضلًا عما يلاقوه من دعم دولي.
وأكدت نجلاء أن النظام الإيراني إن استمر ولم يسقط بشكل كامل، فلن يستمر كما هو بنفس سياسته القمعية. لافتة إلى أن النظام الإيراني الحالي من أشهر الأنظمة المعروف عنها قمع الحريات والتهاون في حقوق الانسان وخاصة المرأة.
وأشارت أن تلك الاستجابة التي أبداها النظام الإيراني بعد استمرار المظاهرات لثلاث أشهر، تعد بداية النهاية لذلك النظام، مؤكدة أن ذلك القرار ينم عن استشعار النظام من عدم قدرته على إحكام زمام الأمور بالقوة كما اعتاد ولابد وأن ينتهج سياسة أخرى وهي التهدئة هنا.
وأفادت نجلاء طارق، المتخصصة في شئون الشرق الأوسط، أن إلغاء شرطة الأخلاق سيكون له تأثير سلبي على التيارات المتشددة في الشرق الأوسط، وإن لم يكن هذا التأثير ظاهرًا فهو يحمل في طياته الكثير، حيث سيصيب اتباع تلك التيارات بالارتباك، وسيزيد من قوة المعارضة الفكرية لها. موضحة أن تلك المعارضة ستسند إلى انتهاء الظلم والقمع بقرار النظام الإيراني الذي يعتبر من أقوى النظم المتشددة دينيًا.
وقالت: “ستأخذ المعارضة ذلك القرار حجة قوية لها في وجه التيارات المتشددة.”