قالت قناة “CNBC” إن الاتحاد الأوروبي، عارض بشدة المبادرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن لخفض التضخم، وقد شكل “جبهة موحدة” لمعارضة هذه المبادرة، وذلك خوفا على صناعته.
وذكرت القناة أن أوروبا تخشى أن تضر مبادرة الإدارة الأمريكية شركاتها واقتصادها، مشيرة إلى أن القانون الذي تبنته الإدارة الأمريكية كان موضوع نقاش هذا الأسبوع من طرف 27 وزير مالية من الاتحاد الأوروبي.
ونقلت القناة عن مصدر لم تذكر هويته أن “كل الوزراء اتفقوا على أن هذا الإجراء الأمريكي يشكل مصدر قلق على المستوى الأوروبي، وأنه من الضروري النظر في صياغة رد على ذلك”، مضيفًا أن هناك إجماعا سياسيا بين جميع الوزراء السبعة والعشرين على أن هذه الخطة الأمريكية تهدد الصناعة في دول الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لقناة “CNBC” فإن أكبر مخاوف الاتحاد الأوروبي هي الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية المصنوعة في أمريكا الشمالية، والتي يمكن أن تخلق مشاكل لشركات صناعة السيارات الأوروبية التي تركز على السيارات الكهربائية.
ويتضمن القانون، الذي وقعه بايدن في أغسطس الماضي، توسيع الإعانات الضريبية لشراء السيارات الكهربائية، التي يتم تجميعها في أمريكا الشمالية واستخدام بطاريات أمريكية الصنع من مواد محلية المصدر.وتنص الوثيقة التي تسميها الإدارة الأمريكية قانون خفض التضخم، على تخصيص 370 مليار دولار لأهداف الطاقة النظيفة والمناخ، و64 مليار دولار لخفض تكلفة الأدوية والتأمين الصحي.
ووصف الاتحاد الأوروبي هذا العمل بأنه تمييزي ضد منتجات مماثلة مستوردة من دول أخرى. وقال المفوض الأوروبي للسوق الداخلية، تيري بريتون، إنه لا يستبعد اتخاذ إجراءات جوابية إذا لم تعيد الولايات المتحدة النظر في هذه التدابير.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعرب، في وقت سابق، عن استيائه من إجراءات التحفيز للشركات المصنعة الأمريكية، مشيرًا إلى أن هذا القانون يتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية وهو “غير ودي”.
وقال ماكرون إن الدول الأوروبية تحتاج إلى التوصل إلى رد قوي على قانون مكافحة التضخم في الولايات المتحدة.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه يتعين على أوروبا الرد بحلول نهاية مارس 2023، مشيرا إلى أن القطاع الصناعي في أوروبا يحتاج إلى أن يظل قادرا على المنافسة على خلفية الإجراءات المتخذة في الولايات المتحدة.
هذا، وقد دعا عضوا البرلمان الأوروبي ماركوس فيربير وبيرند لانج، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى اتخاذ موقف متشدد تجاه الولايات المتحدة بسبب قانون خفض التضخم الذي أصدره الرئيس جو بايدن.
وفي حديث لصحيفة Berliner Morgenpost، دعا فيربير المتحدث الاقتصادي باسم أكبر حزب شعبي أوروبي في البرلمان الأوروبي، إلى التمسك بخط متشدد تجاه الولايات المتحدة.
ووفقا له، في حال عدم إحراز تقدم مع واشنطن بخصوص القانون المثير للجدل، يجب على المفوضية الأوروبية، استخدام كافة الوسائل المتاحة والتفكير في تكثيف الإجراءات لحماية التجارة.
وقال فيربير: “سيكون هذا بالتأكيد خيارا نوويا، وهو أمر في الوضع الحالي يبقى غير مرغوب فيه على الإطلاق”.
وأشار البرلماني، إلى وجود خيبة أمل كبيرة من تدابير واشنطن الحمائية، وشدد على أن القانون المعتمد في الولايات المتحدة يهدد بمزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب في أوروبا.
من جانبه طالب لانج، رئيس لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي، سلطات الاتحاد الأوروبي برفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية بأسرع وقت ممكن. وقال: “هذا سيؤكد أن الإجراءات الأمريكية لا تتوافق بتاتا مع قواعد منظمة التجارة العالمية”.
هذا فيما قال وزير التجارة في كوريا الجنوبية، آن دوك جن، أمس، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي وسيئول العمل معا للرد على قانون خفض التضخم الأمريكي (IRA) الذي اتخذته إدارة الرئيس جو بايدن مؤخرا.
وقال وزير التجارة في حوار مع الموقع الإخباري الأوروبي “Euractiv”: “هناك مساحة كبيرة للاتحاد الأوروبي وكوريا (الجنوبية) للعمل معا لجعل هذا القانون (IRA) أكثر توافقا مع قواعد منظمة التجارة العالمية، ولا يخلق مشاكل لأجزاء استراتيجية من صناعتنا”.
وأوضح أن سيئول وبروكسل يمكنهما العمل مع الإدارة الأمريكية لتقليل “الأثر التمييزي” للقانون.
في الوقت نفسه، أقر وزير التجارة الكوري بأن تحقيق تغييرات في هذا القانون في المستقبل المنظور يمكن أن يكون مهمة صعبة للغاية، مشددًا على أنه في حال تبين أنهم (الأوروبيين) لا يستطيعون فعل أي شيء، أو إذا لم يبدوا أي رغبة في العمل معنا لإيجاد الحل المناسب، فستضطر الحكومة الكورية إلى إيجاد بديل آخر.
المصدر: روسيا اليوم