في إطار حملة الـ ١٦ يوم من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة، والتي يطلقها المجلس القومي للمرأة تحت شعار “كوني”، نظمت اللجنة التشريعية بالمجلس التدريب التفاعلي الثالث الخاص بـ”دعم مهارات عضوات هيئة النيابة الإدارية في مجال التحقيقات في قضايا العنف ضد المرأة “، بالتعاون مع وزارة العدل، وهيئة النيابة الإدارية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، و يستمر على مدار يومين.
وقد افتتح فاعليات التدريب كل من المستشار سناء خليل مقرر اللجنة التشريعية، والمستشارة أمل عمار مساعد وزير العدل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل أعضاء المجلس، والمستشار الدكتور محمد رامي نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية ومدير مركز التدريب بالهيئة.
بحضور الأستاذة نهى مرسي المديرة العامة للإدارة العامة للجان بالمجلس، والدكتورة دينا شكرى أستاذ الطب الشرعي بجامعة القاهرة ورئيس القسم بكلية الطب بالقوات المسلحة وعضو المجلس الاستشاري للطب الشرعي بالمحكمة الجنائية الدولية بلاهاى، والمستشار أحمد النجار رئيس محكمة الاستئناف ومستشار وحدة مناهضة العنف بالمجلس.
وقد أكد المستشار سناء خليل، أن المرأة هي أساس الأسرة التي تعد نواة المجتمع، وشدد على أن قضايا المرأة في مقدمة قضايا حقوق الإنسان والتي تولي الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بها، مؤكداً ضرورة حمايتها من العنف والتمييز.
فيما أشارت المستشارة أمل عمار، إلى أن ورشة العمل تهدف إلى إلقاء الضوء على الاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها مصر في هذا الإطار، واستعراض الاستراتيجيات الوطنية، وإبراز دور النيابة الإدارية في حماية تلك الحقوق وإجراءات التحقيق في مثل هذه الجرائم لتستكمل بها منظومة الحماية للمرأة.
وتحدثت عن جهود وزارة العدل لحماية المرأة من العنف، ومن بينها صدور قرار وزير العدل رقم ٣١٧٨ لسنة ٢٠٢٠ بإعادة هيكلة قطاع حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وإنشاء إدارة خاصة لحماية حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها، وقرار وزير العدل بإنشاء دوائر لنظر قضايا العنف ضد المرأة في كافة المحاكم الجزئية والابتدائية، و يتم حاليًا تهيئة قاعات محاكم الاستئناف لاستقبال قضايا العنف ضد المرأة والتي يندرج معظمها تحت جرائم الجناية بعدما شدد المشرع العقوبات لأغلب الجرائم الواقعة ضد المرأة.
وفي إطار حرص الدولة على مكافحة كافة أشكال العنف ضد المرأة نفاذًا لنص المادة الحادية عشر من دستور ٢٠١٤ ،حيث تم إطلاق العديد من الاستراتيجيات الوطنية في هذا الإطار والتي تتضمن( الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة والإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة ٢٠٣٠ والإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ٢٠٢١- ٢٠٢٦)، مؤكدة حرص المشرع على الإنفاذ الوطنى للاتفاقيات الدولية المصدقة عليها مصر وخروج حزمة من التشريعات الحامية لحقوقها .
وأكد المستشار الدكتور محمد رامى على أهمية التدريبات لأعضاء النيابة الإدارية والتي بدورها تساهم في زيادة المهارات العلمية، وخاصة التدريب على مهارات التحقيق والتصرف المتعلقة بحماية المرأة من العنف مما يؤكد اهتمام الجهاز القضائي في الدولة بحماية حقوق المرأة ومواجهة أي محاولة للمساس بها ، لافتًا أنه يتم عقد الدورة للمرة الثالثة خلال مدة وجيزة ويشهد إقبالًا كبيرًا من السيدات والسادة الأعضاء الذين يحرصون على المشاركة فيها، و استشهد بالدستور المصري لسنة ٢٠١٤ في المادة ١١ منه الذي حرص على أن تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وفقا لأحكام الدستور، وكذا على كفالة حق المرأة في تولي الوظائف العامة دون تمييز ضدها وعلى التزام الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف .
وفي سياق هذا التدريب قامت الاستاذة نهى مرسي بالحديث عن الدستور المصري ونشأة المجلس القومى للمرأة واختصاصاته و الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة ٢٠٣٠ ومحاورها .
كما عرضت الدكتورة دينا شكرى دور الطب الشرعى فى إثبات جرائم العنف ضد المرأة وتعريف الطب الشرعي و ظاهرة العنف ضد المرأة وأشكال العنف ضد المرأة و صور الاتجار بالبشر، وحالات العنف الصامتة و نصائح حال وجود اعتداءات ومسار الناجيات من العنف مشيرة إلى الدليل الطبي الوطني للتعامل مع ضحايا العنف ضد المرأة بسبب النوع وخطوات التعامل مع الحالات المصابة في الطوارئ.
واستعرض المستشار أحمد النجار البعد القانوني والإطار التشريعي ضد المرأة و عرض جرائم العنف ضد المرأة فى القانون المصري من بينها جريمة التعرض والتحرش و هتك العرض وغيرها من الجرائم.