كنا نقول إن المرأة مساوية للرجل في كل شيء وكلاهما يخضع لكلمة إنسان, فالإنسان هو الرجل والمرأة, ولا فرق بينهما, وكذلك لا فضل للرجل علي المرأة ولا للمرأة علي الرجل, وقد أثبت العلم ذلك.
المرأة المصرية حاملة التاريخ العظيم, والذي أحبها واحترمها الرجل ووضعها في مكانها اللائق كزوجة محبة وموظفة ناجحة وطبيبة مشهورة, بل وملكة وإلهة. المرأة المصرية القديمة جدتنا العزيزة المتحررة المحبة الحكيمة العاملة والمربية مازالت الجينات العبقرية موجودة موروثة عند بناتنا الشابات, ومازال نشاطها موفورا, بل ومتطورا إلي الأفضل والأحسن وقد أثبتت فتياتنا وشاباتنا هذه القدرة وهذه العبقرية, فقد شاهدنا في قنوات التليفزيون حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة اشتركت فيه المرأة وقدمت عروضا لم نكن نتوقعها وشعرنا بالفخر والانبهار فلأول مرة تصبح الطالبات نجمات الحفل قدمن عروضا قتالية ومهارات علي أعلي مستوي في ألعاب الكاراتيه والكونغ فو والقفز من الأبراج المرتفعة واستخدام الحبال في اقتحام الأوكار الإرهابية وينفذن عمليات الإخلاء وإنقاذ المصابين, والقفز من السيارات المتحركة وفوق الحواجز المشتعلة. مجال جديد للمرأة بدأته بنت بلدي وهي تقاتل في الشرطة مع زميلها الرجل يد بيد وتثبت أنها لا تقل كفاءة عن زميلها. لقد شعر كل من شاهد حفل تخرج كلية الشرطة الذي شرفه الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة وأفراد الشعب بفخر حقيقي لهذا الإنجاز الكبير الرائع للمرأة المصرية المقاتلة. كنا نري الفتاة المصرية التي تعمل في الشرطة لا يخرج عملها عن العلاقات العامة والجوازات وفي المستشفيات لكن الوضع تغير واقتحمت المرأة المصرية مجالا جديدا هو القتال, وقد أبلت بلاء حسنا وأثبتت أنها مساوية للرجل في كل المجالات. ولعل هذا هو أكبر رد علي الرجال الذين يتوهمون أن المرأة أقل وأضعف من الرجل وأدني مكانة, فهي هنا تثبت أنها مساوية تماما للرجل في كل شيء حتي في أعمال القتال والقوي والشرطة.
لقد سعدت وانشرح قلبي لهذه الخطوة الناجحة للمرأة المصرية واقتحامها مجالا جديدا بنجاح وتفوق. إنها الجينات العبقرية للمرأة المصرية القديمة التي شرفت التاريخ المصري عبر العصور.
بالمناسبة فإن اشتراك النساء في الحرب والقتال ليس جديدا فقد عرفت المرأة الأوروبية ذلك, واشتركت المرأة في ألبانيا مثلا في الحروب والقتال وأظهرت مهارة كبيرة, وهناك أسماء معروفة يذكرها التاريخ لكن هذا ليس مجاله. في مصر القديمة أصل الحضارة وأم الدنيا يذكر لنا التاريخ أن الملكة [حتشبسوت] 1503 ـ 1482ق.م شيدت الجسور والطرق, وأسست جيشا قويا وارتدت ملابس الرجال وقادت هذا الجيش حتي سيطرت مصر علي طرق التجارة العالمية وازدهرت الحياة في عهدها. من الطريف أن الملكة حتشبسوت كانت ترتدي قفازات في كفيها وظن البعض أنها بذلك تكتمل ملابس الرجولة التي ترتديها, لكن الحقيقة أنها كانت تملك ستة أصابع في كل يد, ولم يشغلها هذا بل ارتدت القفاز ولم يعرف أحد هذا السر. وعلي العموم هناك بعض الأشخاص الذين يملكون أكثر من خمسة أصابع أو أقل في كل يد, ويعملون ويعيشون بطريقة عادية, وهؤلاء موجودون في كل بلاد العالم.
الأمثلة كثيرة علي اقتحام المرأة مجال القتال منذ زمن بعيد لكننا تأخرنا جدا بسبب إيماننا بعصر الحريم الذي انتهي وولي, لكن بعضنا ـ ولا أقول معظمنا ـ مازال يعيش في عصر الحريم هذا, الذي كان فيه الرجال يتناولون الطعام زولا وتقف النساء لخدمتهم, وبعد ذلك تتناول النساء طعامها من بواقي طعام الرجال! ولا تضحك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة فإن البعض في ريفنا العزيز يفعلون ذلك حتي الآن, هذه حقيقة ربما يلمسها بعض الذين يذهبون إلي أهالينا في ريف مصر السعيد لأداء واجب التهنئة في الأفراح أو العزاء في حالات الوفاة, تمتد مائدة الطعام للضيوف القادمين من محافظات أخري, ويتناول الرجال الطعام أولا ثم النساء.. حاجة تكسف! ثم لماذا نذهب بعيدا ونحن نتعامل حتي اليوم مع هذه الظاهرة الغريبة؟ فإننا عندما نذهب إلي العزاء أو الأفراح فإننا نجد الرجال يجلسون في مكان والنساء في مكان آخر. هذا يحدث في المجتمع كله, وهي ظاهرة واضحة في الكنائس أيضا. وتحضرني حادثة حدثت في مونتريال بكندا. كانت إحدي الكنائس القبطية تفتح أبوابها وأماكنها للجميع ليجلس الرجال بجانب النساء, وهذا تصرف عادي في كل دول العالم, وفجأة حدث أن تغير الأسقف الذي يخدم هناك, وجاء أسقف جديد من القاهرة ولم يعجبه جلوس الشعب النساء بجانب الرجال فأمر بالفصل بينهم, لكن النساء ثرن علي الوضع الجديد غير الحضاري حتي عاد الأمر كما كان.
المرأة مساوية للرجل تماما في كل شيء حتي في القتال والحرب.
نستكمل إن شاء الله