تعتبر مباراة البرتغال و سويسرا في دور الـ 16 من بطولة كأس العالم قطر 2022، مواجهة خاصة لثلاثى البرتغال برونو فرنانديز و جواو كانسيلو و ديوجو كوستا، لقاء يتخلله الذكريات العاطفية بين الثلاثي والخصم السويسري.
هاجر والدا برونو فرنانديز وجواو كانسيلو إلى سويسرا، وُلد ديوجو كوستا في سويسرا، ولا يزال والده يعيش هناك، من المرتقب أن يكون اللاعبون الثلاثة في التشكيلة الأساسية ضد سويسرا.
لن تكون مباراة سويسرا يوم الثلاثاء، في ثمن نهائي كأس العالم قطر ٢٠٢٢، مجرد مباراة أخرى للبرتغال، ستكون فرصة لتحسين الإنجاز المحقق قبل أربع سنوات، ومواجهة حافلة بالذكريات العاطفية للعديد من عناصر كتيبة داس كيناس، من قبيل برونو فرنانديز وجواو كانسيلو وديوجو كوستا.
ومن المرتقب أن يبدأ الثلاثي البرتغالي المباراة أساسيين ضد سويسرا في ملعب لوسيل، بينما يحملون ذكريات وارتباطاً وثيقاً بالخصم.
فقبل أن يصبحوا من نجوم المستديرة الساحرة، كانوا يشكل مع والديهم جزءً من الجالية البرتغالية في سويسرا، وهي ثالث أكبر جالية في البلاد بأكثر من ٢٥٥ ألف شخص، لذلك، كانت زياراتهم إلى سويسرا متكررة، كما تمثل جزءً من مسارهم إلى قطر.
قبل مواجهة الخصم سويسرا فى دور الـ 16 تستعرض وطني روابط ثلاثي البرتغالي مع خصمهم وفقا لمنصة الفيفا.
أولا ..لاعب مانشستر يونايتد برونو فرنانديز:
كرة القدم حالت دون ذهاب برونو فرنانديز إلى سويسرا، كان برونو فرنانديز يلعب في الفئات الدنيا لنادي بوافيستا عندما قرر والده خوسيه، الذي كان عاطلاً عن العمل، الانتقال إلى سويسرا.
كانت الفكرة هي جمع أفراد الأسرة كافة معاً، لكن لاعب خط الوسط رفض فكرة مغادرة مدينة مايا، ضواحي بورتو.
قالت فيرجينيا، والدة اللاعب، لقناة (أ بولا تي في):
“آنذاك، كانت الفكرة هي أن نهاجر جميعاً، ولكن بسبب برونو، لم أذهب لأنه قال إنه لن يذهب، وأنه سيهرب، وأنه كان في مرحلة حاسمة من مسيرته الكروية. قلت له إن هناك أيضاً كرة قدم في سويسرا، فأجاب بأن السويسريين لا يعرفون كيف يلعبون كرة القدم. كانت لحظة معقدة للغاية. ولذلك، بقيت وحدي معه وشقيقيه، بينما كان والدهم في سويسرا”.
وهكذا، أمضى والد برونو خمس سنوات بعيداً عن العائلة، بسبب العمل في سويسرا، بينما كان ابنه قد بدأ يسطع نجمه في الملاعب البرتغالية، كان تحقيق حلمه أمراً وشيكاً، لكن دائماً ما كان ينقصه شيء ما.
تذكر لاعب مانشستر يونايتد لصحيفة (ريكورد) قائلاً:
“أسوأ ذكرياتي عن تلك الفترة في الفئات الدنيا هي عندما هاجر والدي. كان هذا هو الجزء الأصعب. لقد ذهب إلى سويسرا، وفقدت دعمه في المدرجات خلال مبارياتي”.
وكان برونو يقضي العديد من الإجازات في سويسرا قبل انتقاله إلى إيطاليا، حيث دافع عن ألوان فرق نوفارا وأودينيزي وسامبدوريا قبل أن يعود إلى بلاده ليتألق مع سبورتنج، ويحط أخيراً الرحال بمانشستر.
ثانيا .. ديوجو كوستا حارس مرمي البرتغال وبورتو :
ديوجو كوستا جاء إلى البرتغال عقب انفصال والديه، ولد ديوجو كوستا، حارس مرمى البرتغال الأساسي وأحد أهم اكتشافات كرة القدم البرتغالية في السنوات الأخيرة، في قرية يقل عدد سكانها عن ١٠ آلاف نسمة في سويسرا، حيث نشأ وترعرع إلى أن قرّر والداه الانفصال لينتقل إلى البرتغال في سنّ السابعة.
ولولا هذا الحدث الصعب في طفولته، لكان من الممكن أن يكون يدافع اليوم عن قميص المنتخب السويسري، ومع ذلك، فإن العلاقة مع البلد الذي وُلد فيه لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. إذ لا يزال والده يعيش هناك.
وفي المقابل، فتح الانتقال إلى البرتغال الأبواب لمسيرة ديوجو مع بورتو، حيث لعب إلى جانب نجوم كبار، مثل الإسباني إيكر كاسياس، قبل أن يصبح الحارس الأساسي للفريق البرتغالي. وفي سنّ الـ ٢٣، يعدّ كوستا أصغر حارس مرمى في قطر ٢٠٢٢.
ثالثا.. جواو كانسيلو مدافع مانشستر سيتي :
كانسيلو عاش دراما عائلية عند مرافقة والده إلى سويسرا، عندما اقترب من فريق بنفيكا الأول، عاش جواو كانسيلو حدثاً مؤلماً أثّر كثيراً على حياته.
في سنّ الثامنة عشرة، عاد والده، خوسيه، الذي كان يعمل في سويسرا، إلى البرتغال لقضاء احتفالات نهاية العام مع عائلته. بقي معه شهراً كاملاً، وبعدها رافقه إلى المطار ليودعه. وفي طريقه إلى المنزل، تعرض لحادث سيارة أصيب على إثره وشقيقه الأصغر، بيدرو، فيما لقيت والدته فيلومينا حتفها.
وبعدما عاش في منزل أجداده ، لم يخف كانسيلو أبداً إعجابه بوالدته، التي كانت تحاول التوفيق بين ثلاث وظائف للمساعدة في دفع الفواتير، كان تأثير وفاته قوياً لدرجة أن الجناح فكر في التخلي عن كرة القدم، وابتعد عن الملاعب لبضعة أسابيع.
قال كانسيلو لـ UEFA: “أتحدر من عائلة متواضعة. في البرتغال، لا يوجد الناس فرصة عمل في كثير من الأحيان. لذا، اضطر والدي للذهاب إلى سويسرا لكسب المال لإعالة أسرتنا. عشت مع أجدادي، ونادراً ما كنت أرى أمي أثناء النهار. وفي بعض الأوقات، كانت لديها ثلاث وظائف مختلفة، ولم نكن نراها حتى وقت العشاء. عندما فقدتها، شعرت بلقبي يتعصر دماً”.
وبتوجيه من والده خوسيه، واصل مسيرته تكريماً لوالدته، ليلعب لفرق فالنسيا وإنتر ميلان ويوفنتوس قبل أن يحط الرحال بمانشستر سيتي.