انتهت مشاركة المنتخب القطري سريعًا, في كأس العالم ٢٠٢٢ التي يستضيفها في بلاده، وذلك بعد تعرضه لثلاث خسائر أمام إكوادور والسنغال وهولندا خيبت آمال جماهيره لكنها لا تلغي أبدًا مدى الإمكانيات الموجودة في هذا الفريق ولاعبيه.
“العنابي” ظهر للمرة الأولى في البطولة العالمية ولكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة، حيث ينتظرهم الجميع في نسخة ٢٠٢٦ لأن جودة الفريق تجعله مرشحًا فوق العادة للتأهل عن قارة آسيا للنهائيات التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
تستعرض الفيفا ثمانية دروس مستفادة المنتخب القطري من تواجده في كأس العالم 2022.
١- المنتخب القطري يبقى بطل آسيا:
تحقيق العنابي لتلك النتائج الهزيلة وغير المتوقعة في كأس العالم لا يلغي أبدًا أنه بطل آسيا عن جدارة واستحقاق، وأن العمل الطويل الذي بدأ على هذا المشروع أتى ثماره بالفعل وأنتج منتخبًا قويًا بجودة عالية على الصعيدين العربي والقاري.
٢- العنابي تجاوز حدوده إلى العالمية:
المنتخب القطري يمتلك خبرة كبيرة على الصعيدين العربي والقاري، لكن تواجده في تلك التظاهرة الرياضية العالمية أكسبه الخبرة الدولية التي تختلف كثيرًا، والتي لا تُقارن بتواجده الودي في تصفيات أوروبا لكأس العالم الفيفا أو كوبا أمريكا، تلك الخبرة سيستفيد اللاعبون منها كثيرًا في المستقبل وخلال المشاركات القادمة.
٣- التجارب شيء والرسميات شيء آخر تمامًا:
يُقال في عالم السينما والمسرح أن “البروفات” شيء والوقوف أمام الكاميرا شيء آخر تمامًا، وهذا بالضبط ما ينطبق على كرة القدم وقد أثبته المنتخب القطري مجددًا، إذ بعد النتائج الجيدة في مشوار الإعداد لم يستطع التعامل مع ضغوطات الجماهير والمباريات الرسمية.
٤- عفيف والمعز وغيرهم مواهب لا يجب إعدامها:
من حق الجميع أن ينتقد المنتخب القطري ونجومه لأدائهم المخيب خلال منافسات قطر ٢٠٢٢ لكن دون مبالغة في هذا النقد ودون إعدام تلك المواهب كرويًا، لأنها تُمثل العمود الفقري للعنابي ومستقبله المشرق.
٥- لا تُنظم بطولة وتستعد لها في الخارج:
لاحظنا أن جل المنتخبات الأوروبية جاءت للمنطقة العربية وخاضت عدة مباريات أمام المنتخبات العربية للانسجام مع أجواء البلد المستضيف لكأس العالم ، قطر عليها أن تُطبق تلك القاعدة في البطولات المستقبلية، إذ من الصعب قبول استضافة البلاد للبطولة وإقامة معسكر إعداد طويل في إسبانيا.
٦- السعي لتصدير المواهب للخارج:
اللعب مع الأندية وتحت ضغط المنافسة والجمهور هو السبيل الوحيد لبناء شخصية اللاعبين وجعلها تتحمل الضغوطات مع المنتخب، ولذا على مسؤولي الرياضة القطرية السعي بجدية لتصدير المواهب للعب في أوروبا حيث يتم صقل المواهب هناك وتطويرها فنيًا وتكتيكيًا وبدنيًا وذهنيًا بالصورة المثالية.
٧- التحضير الذهني أهم كثيرًا من الفني:
الموهبة حين لا تُدعم بالشخصية القوية والتركيز والحضور الذهني تضيع هباءً منثورًا، وهذا لمسناه بوضوح في مباريات العنابي من خلال تراجع أداء جميع اللاعبين رغم موهبتهم الكبيرة, الإعداد الذهني للعب أمام كل تلك الجماهير وفي تلك الأجواء الرهيبة لم يكن جيدًا أبدًا ويجب التركيز عليه بشكل أكبر في البطولات القادمة.
٨- المباريات الودية ليست لتحقيق النتائج:
الاتحاد القطري مطالب في البطولات القادمة باختيار أطراف للمباريات الودية أفضل مما فعل في طريق إعداد العنابي لكأس العالم 2022، لأن الاحتفال بتحقيق نتائج إيجابية خلال الوديات ليس الهدف منها بل إعداد المنتخب لمواجهة المباريات الرسمية والخصوم الأقوياء.