تنطلق غداً الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر تغير المناخ للدول الأطراف المنبثق عن الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ، ويجتمع قادة العالم في القمة ال٢٧ خلال يومي”الاثنين والثلاثاء ” القادمين في شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأكثر من ١٢٥ رئيس دولة وحكومة وعشرات الآلاف من المندوبين والمجتمع المدني ووسائل الإعلام وجميع أصحاب المصلحة الآخرين ذوي الصلة. ووفقاً للاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة، لتغير المناخ، فمن المتوقع أن يشارك أكثر من أربعين ألف شخص في فعاليات القمة COP27 والأنشطة الأخرى ذات الصلة في الفترة من ٦ إلى 18 نوفمبر الجاري، تتم الجلسة الإجرائية غدا الأحد، لتسليم رئاسة الدورة ال٢٧ لمصر، ويفتتح الجلسة سامح شكري الرئيس المعين للدورة، وسيكون ستيل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ.
هذا وسيشهد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2022 COP27” ” مشاركة وفود من جميع أنحاء العالم في المفاوضات السنوية بشأن تغير المناخ، لتنفيذ التعهدات وخريطة مواجهة آثار تغير المناخ التي تم وضعها خلال القمة السادسة والعشرين للمناخ في جلاسجو.
وما زالت مسألة التمويل المناخي عالقة، وتتصدر المفاوضات حيث توجد فجوة بين التمويل المطلوب لمواجهة آثار تغير المناخ، وبين ما قدمته الدول المتقدمة للدول النامية، وهو ما يعطل السيطرة على ارتفاع درجة حرارة الارض، المؤدية لظاهرة تغير المناخ، وبالتالي الى الكوارث الطبيعية المتتالية، في هذا الإطار حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من فشل العالم في حماية الناس من التأثيرات الحالية لتغير المناخ.، وقال في رسالة بمناسبة انعقاد القمة: “من المتوقع أن ترتفع احتياجات التكيف في العالم النامي إلى ما يصل إلى 340 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030. ومع ذلك، فإن دعم التكيف ” التأقلم مع الظروف القاسية التي سيفرضها تغير المناخ” يقف عند أقل من عُشر المبلغ المطلوب.
وأشار الأمين العام الى إن الأشخاص والمجتمعات الأكثر ضعفاً هم من يدفعون الثمن. موضحا ان التقدم في التكيف كان بطيئاً ومتقطعا.،بالرغم من أن ثلث الحكومات الـ 197 الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ قد أدرجت أهدافا محددة كمياً وزمنياً بشأن التكيف. مشدداً على أهمية قمة شرم الشيخ في تنفيذ التعهدات السابقة، وقال: “في COP 27، يجب عليهم تقديم خارطة طريق ذات مصداقية ومعالم واضحة حول كيفية تقديم ذلك – ويفضل أن يكون ذلك على شكل منح وليس (على شكل) قروض” ووجه جويتريش الى استخدام ممثلي الدول نفوذهم باعتبارهم مساهمين حكوميين في بنوك التنمية متعددة الأطراف لإعطاء الأولوية للتكيف والمرونة وسرعة التأثر. لإنقاذ ملايين الأرواح من المذبحة المناخية. مشدداً على ضرورة التنسيق بين الحكومات المتلقية للتمويل وشركاء التنمية والممولين الآخرين.”
من جانبها أصدرت اللجنة الدائمة المعنية بتمويل المناخ التابعة للاتفاقية، اربعة تقارير يتم رفعها للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف ” القمة” في شرم الشيخ ، للوقوف على الوضع الراهن لمسألة التمويل وتتبع سيرها، وستجري حوارات وزارية رفيعة المستوى حول الهدف الكمي الجماعي الجديد بشأن تمويل المناخ في 9 نوفمبر،.وسيتم إطلاق عمل اللجنة الدائمة المعنية بالتمويل في حدث جانبي يوم 10 نوفمبر الجاري.
وفي حديثه قبل انطلاق المؤتمر، قال السفير وائل أبو المجد، الممثل الخاص لرئيس الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف: “عمل فريق الرئاسة المصرية بلا كلل لخلق بيئة مواتية تفضي إلى مفاوضات ناجحة. بصفتنا مضيفين لمؤتمر الأطراف، نحن حريصون على جلب ممثلي الدول وأصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم وتوفير الزخم المطلوب لمعالجة الإجراءات المطلوبة للتنفيذ العاجل والواسع النطاق للالتزامات والتعهدات المتعلقة بالمناخ”.
وتابع أبو المجد:”سيشكل مركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات (SHICC) المنطقة الزرقاء وهي المكان الذي من المقرر أن تجري فيه جميع المفاوضات بين المندوبين. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم قائمة طويلة من الأحداث الديناميكية من قبل الحكومات والمراقبين المعتمدين بما في ذلك دعاة الشباب والعلماء. أما المنطقة الخضراء، والتي وتبلغ مساحة المنطقة الخضراء التي تبلغ مساحتها 22500 متر مربع هي المكان الذي يضم مجتمع الأعمال والشباب والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والفنانين من جميع أنحاء العالم مساحة إضافية للحضور والمشاركة. ويهدف إلى تعزيز الحوار الشامل والديناميكي والمشاركة بين الجهات الفاعلة في مجال المناخ من خلال الأحداث والمعارض وورش العمل والعروض الثقافية والمحادثات.
وأوضح السفير قائلاً:”بعد افتتاح القمة، سيتم عقد العديد من الموائد المستديرة للتركيز على ستة مواضيع رئيسية: التحولات العادلة ، والأمن الغذائي ، والتمويل المبتكر للمناخ والتنمية ، والاستثمار في مستقبل الطاقة ، والأمن المائي ، وتغير المناخ ، واستدامة المجتمعات الضعيفة، وعلى هامش المفاوضات العالمية المقرر عقدها في مصر خلال المؤتمر، حددت الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين عدة أيام مواضيعية رئيسية تشمل فرص التعهدات الجماعية والمناقشات والموائد المستديرة والفعاليات الجانبية. هذه الأيام المواضيعية هي جزء من الجهود المبذولة لتعزيز العمل المناخي الذي يمكن أن يعالج اختناقات وثغرات التنفيذ الحالية ، وتعميق المشاركة مع الشباب والنساء والمجتمع المدني والسكان الأصليين ، من بين آخرين، في قلب المناقشات. تشمل مجالات التركيز الرئيسية الوعد بالابتكار والتقنيات النظيفة بالإضافة إلى مركزية المياه والزراعة في أزمة المناخ ، وفقدان التنوع البيولوجي ، وانتقال الطاقة ، وجهود إزالة الكربون والتمويل. سيتم تخصيص ثلاثة أيام للشباب والأجيال القادمة ، والمساواة بين الجنسين والمجتمع المدني، ومساهماتهم، والتحديات التي يواجهونها، والحلول التي يقدمونها، وكيفية تعميم مشاركتهم في تخطيط وتنفيذ سياسات المناخ.
واشار ابو المجد الى ان رئاسة مصر للقمة، أطلقت العديد من المبادرات التي ستتم في المؤتمر. وتشمل هذه المبادرات رئاسة COP27 ، المرونة الحضرية المستدامة للجيل القادم، ومبادرة العمل المناخي والتغذية- العمل بشأن المياه والتكيف والقدرة على الصمود أمام آثار تغير المناخ، مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام، مبادرة النفايات العالمية 50 بحلول عام 2050 ، مبادرة التحول في الطاقة العادلة والميسورة التكلفة في أفريقيا، مبادرة الحياة اللائقة من أجل أفريقيا القادرة على التكيف مع تغير المناخ ، الاستجابات المناخية للاستدامة السلام، أولويات المرأة الأفريقية للتكيف مع المناخ، أصدقاء تحضير خطط الاستثمار الوطنية ، تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة من أجل التحول المناخ.
وعن استعدادات مدينة شرم الشيخ لاستضافة القمة، قالت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمبعوث الوزاري لمؤتمر الاطراف السابع والعشرين :” نجحت الحكومة من خلال اللجنة العليا لتنظيم مؤتمر المناخ COP27 ودمج كافة الوزارات المعنية في العمل المناخي في صنع نقطة تحول في هذه المدينة، وذلك بتنفيذ نظام نقل صديق للبيئة ومنظومة إدارة مخلفات صلبة حديثة، وإضافة مزيد من مصادر الطاقة المتجددة بمختلف أنحاء المدينة، ووحدات الطاقة الشمسية في الفنادق وتأهيلها للحصول على النجمة الخضراء ومراكز الغوص للحصول على الزعنفة الخضراء، إلى جانب تغيير ثقافة المواطنين والممارسات السلبية ضد البيئة..مشيرة الى ان تطبيق الهاتف المحمول COP27 يعمل كمورد سهل الاستخدام مع معلومات عن المؤتمر. يتضمن ذلك التنقل الداخلي للمكان ، وجداول الأحداث، والتخطيط للرحلة والمزيد – مما يجعله دليل انتقال لجميع الحاضرين في مؤتمر COP27، وهناك مناطق كثيرة مزودة بالانترنت المجاني في المدينة.