مبنيين علي أساس الرسل والأنبياء, ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية (أف2:20)
يقول القديس كبريانوس: من لم يتخذ الكنيسة أما له, لا يكون الله أباه, ومن هنا تأتي مكانة الكنيسة في حياة المؤمنين.
أولا: وظيفة الكنيسة
1- إعداد المؤمنين:
تأخذ الكنيسة الإنسان منذ ولادته بصلاة الحميم وسر المعمودية, وتمتد معه عبر الحياة إلي أن تودعه إلي السماء.
* ونحن كخدام يجب أن نعي تماما أن الهدف من الخدمة هو أن يكون لمخدومينا نصيب في السماء.
2- غرس القيم:
* عندما كنا علي مأدبة الغداء مع البطريرك الروسي, فتح حوار كيف يحارب الغرب التقاليد الإنسانية؟.. فمثلا: يضغطون علي البلاد المرهقة اقتصاديا ليقدموا لهما مساعدات نظير شيء غريب جدا.. نظير أنهم يوافقون علي الشذوذ الجنسي! يعني بصورة أبسط الخطية في مقابل المساعدات الاقتصادية, كيف يضل العالم؟.. لذلك يا إخوتي الارتباط بالكنيسة, والحياة بداخلها, والتعلم منها, وتربية أولادنا وبناتنا وشبابنا داخل الكنيسة حسب وصايا الإنجيل.. كل هذه المفاهيم شيء مهم جدا.
* نسمي كنيستنا بالأرثوذكسية (الاستقامة), والأرثوذكسية هي الطريقة المستقيمة لتمجيد الله, التي ليس فيها تحايل ولا تسيب.. نستخدم ما في العصر من تكنولوجيا وأدوات عصرية ولكن بمبادئ نقية.
3- تقديم الخلاص:
اعرفوا يا إخوتي أنه لا خلاص خارج الكنيسة, كما قال القديس أوغسطينوس, وأيضا يقول: حينما كان المسيح ظاهرا في الجسد كانت الكنيسة مخفية فيه, هو يعمل كل شيء لها. وحينما صعد بالجسد صار هو مخفيا فيها, وصارت تعمل كل شيء به ولأجله. والقديس يوحنا ذهبي الفم قال عبارة أجمل: الكنيسة هي أعلي من السماء وأكثر اتساعا من الأرض, لأنها يمكن أن تحتضن الجميع.
ثانيا: مكانة الكنيسة
1- احتياج كياني:
* نقرأ في العهد القديم عن كنيسة البرية وهي خيمة الاجتماع, والتي كانت تنتقل معهم من مكان لمكان.. فقد كانت هي مسكن الله مع الناس, وكانت تتحد معهم, ثم تطورت الفكرة وصارت ثابتة, فأنشئ الهيكل في أورشليم, وصار مبني ثابتا له فخامته وعظمته وتقسيماته الداخلية والخارجية, وهذا الهيكل في أورشليم هو الذي تهدم في الحادثة المعروفة باسم خراب أورشليم عام 70 ميلادية, بعد صعود ربنا يسوع المسيح, ومازال مهدوما.
* من الهيكل في العهد القديم نشأت الكنيسة في العهد الجديد, كانت الكنيسة في البداية صغيرة مبنية بخشب, بإمكانيات محلية قليلة جدا, نسمع عن الكنيسة المعلقة كانت معلقة فوق أحد الحصون وهو حصن بابليون فيها كمية أخشاب كثيرة, ونسمع عن كنائس الأديرة كان النمل والسوس يهاجم الأخشاب ويسقطها, ولكن صارت الكنيسة مع بدايات القرون الأولي لها مبني, وصارت تسمي كنيسة مسيحية, وانتشرت الكنيسة في العالم.
* صارت الكنيسة هي مسكن الله مع الإنسان في العالم كله, وأبسط تعريف يقوله الأولاد الصغار (بيت ربنا).
* وامتدادا لهذا الاحتياج الكياني.. المسيح يسكن في الكنيسة, فالمسيح يسكن في -في الإنسان- وصار المسيح فينا, وصرنا جميعا نسمي أعضاء جسد المسيح, والمسيح رأس هذا الجسد.
2- حضور المسيح:
* الكنيسة تمثل الحضور الدائم لشخص المسيح: ها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر (مت28:20), هو الحاضر في المؤمنين وقلوب المؤمنين تبني وتجتمع من خلال الكنيسة, لهذا تعلمنا: أما تعلمون أنكم هيكل الله, وروح الله يسكن فيكم؟ (1كو3:16), فيصير كل إنسان فينا هو كنيسة ولها مذبح, هو القلب. قلبك هو مذبح كنيستك. ومجموعنا كلنا يشكل كنيسة الله الحية, ولكنا نتناول علي المذبح, هذه هي الكنيسة, وهذا هو المسيح الذي يحيا فينا.
3- نافذة الأبدية:
* نقول في كل قداس: يعطي عنا خلاصا وغفرانا للخطايا, وحياة أبدية لمن يتناول منه. فتصير الكنيسة نافذة علي السماء.
* نحن نصلي في اتجاه الشرق لأن أعيننا كلها علي السماء, وعندما يصرخ الكاهن أين هي قلوبكم؟ كلنا نجيبه هي عند الرب, وعندما نرنم الترنيمة المشهورة: كنيستي هي بيتي.. هي أمي.. هي سر فرح حياتي, فهذا تعبير أصيل عن مكانة الكنيسة في حياتنا, فهي بيتي كشخص, وهي أمي أنا.
- هل جربت أن تدخل الكنيسة وهي خالية؟
- هل جربت أن تجلس في خشوع بعد ما تنير شمعة؟
- هل اختبرت هذه الخبرة الروحية وعشت فيها بكل كيانك؟
* كنيستنا تعلمنا أن حامل الأيقونات فيه أيقونات للقديسين ينظرون إلينا, يتطلعون إلي الذين يجاهدون علي الأرض, لأن الإنسان عندما يتطلع إلي السماء علي الدوام تهون عليه الأرض, ولا يتعلق بها أو تحيا بداخله, ويصير إنسانا سماويا, وإذا سار بالأمانة يكون مستحقا النصيب السماوي.