قدمت السعودية مباراة رائعة أمام نظيره الأرجنتيني، وحققت اول فوز على منتخب من أمريكا الجنوبية منذ 40 عاما، فى مباراة ابهرت العالم أما أفضل منتخب مرشح للفوز بكأس العالم بقيادة ميسي، ولكن هذا الفوز لم يأتى من فراغ ، ولكن جاء نتاج عمل مستمر، فى كافة المجالات.
فالسعودية اليوم تعيش أفضل فتراتها فى كافة المجالات بعد أن حققت فوزا كبيرا على الفكر الوهابي، الذى يمثل جزء من الأزمة المصرية الى نعيشها نتيجة تصدير هذا الفكر منذ سنوات طويلة لمصرنا، وهو ما يمثل أحد التحديات الآن، أمام انطلاق الجمهورية الجديدة، ويأتى اليوم الذى تنجح فيه السعودية فى كسر هذا الفكر بعد عدة قرارات، بإلغاء جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتحرير المرأة والسماح لاول مرة فى تاريخها الخروج بمفردها، والسماح بقيادتها للسيارة، وانطلاق المهرجانات الفنية والثقافية لاول مرة داخل المملكة، بل الغاء معاقبة اى شخص يجهر بنهار رمضان، وتحقيق مبدأ المواطنة.
ولذا كان التطور فى مجال الرياضة، وما قدمه المنتخب السعودي أمام الأرجنتين، هو نتاج لهذه المتغيرات التي أطلقت الساحة للتقدم والإبداع، وإطلاق الحريات وتحرير الفكر، فنجد مباراة رائعة نتيجة غياب الفساد الذى نعيشه فى مصر داخل الوسط الرياضي ، منذ سنوات، لاتحادات يتوغل بها الفساد، فكان الحصاد “لا شىء”، سوى هزائم ونتائج سيئة للمنتخبات ومنها المنتخب الأول الذي فشل فى حصد أي بطولة منذ سنوات، وفشل فى الصعود لكأس العالم وتحقيق حلم المصريين في المشاركة في هذا المونديال الذي يقام في قطر.
لا سبيل للتقدم سوى بالتحرر والقضاء على الفساد، وإطلاق الحريات، وتحقيق مبدأ الشفافية في كافة المجالات، والاطاحة بكافة الشخصيات الرياضية التى لا نجد منها سوى الشتائم ومهازل اخلاقية ضد الاخر ، وقضايا وفساد رياضي، فضلا عن استمرار التمييز في الرياضة ضد الاخر سواء الديني أو الطبقي، ويكفي أن منذ اللاعب هاني رمزى في تسعينات القرن الماضي، لم يظهر لاعب قبطى أخر ، فهل يأتى اليوم الذي نجد فيه انجاز السعودية سواء أكملت المشوار أو تكمل فيكفى انها نالت احترام الجميع.