شارف الدكتور جرجس الجاولي من الانتهاء من أحدث أعماله النحتية لمجسم ضخم للقديس العظيم الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة فى مصر والعالم .
وفي تصريح خاص لموقع ” وطني ” قال الدكتور جرجس الجاولي، أستاذ النحت الميدانى والفراغي ، ورئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة في جامعة المنيا، والذي حدثنا عن العمل الفني قائلاً : اقترابي من وضع اللمسات الأخيرة للتمثال يمثل لي يوم فرح عظيمًا وتمجيدًا لشخصية عالمية أثرت فى الفكر الإنساني واللاهوتي ، فهو مؤسس الرهبنة وأب جميع الرهبان فى كل الدنيا الأنبا أنطونيوس المصري الصعيدى ابن قرية قمن العروس ببنى سويف والذى باع ثلاثة مائة وخمسون فدانًا ووزعها على الفقراء وذهب إلى عمق الصحراء فقيرًا ليغتنى بعلاقة الله وترك الكل ليتحد بالواحد
واختار الفقر و حر الصحراء وبردها والجوع ليشبع بعلاقته بالله ليسمو فوق الماديات حتى صار نموذجًا و قدوة ومثالاً يحتذى به فى الزهد والتقشف ولم يمتع نفسه برحب الصحراء بل سكن فى شق أعلى قمة جبل يصعب الوصول إليه فى مغارة لا تسع إنسانًا للعيش بل بمثابة جحر مميت بهذا الجسد لتحيا الروح ورغم تركه العالم احتاج إليه الكثيرون ، حتى تمنى أعظم إمبراطور فى عصره لقاءه ولم ينل واكتفى بخطاب منه
كما لم يتخل عن دوره الاجتماعي وكان معلمًا ومرشدًا ومعضضًا للمؤمنين وقت الاستشهاد وترك الدير وذهب للإسكندرية ودعم الضعفاء وشد من أزرهم وعضض البابا أثناسيوس الرسولي تلميذه وذلك الشخصية العالمية في الفكر المسيحي .
وتابع الدكتور جرجس يقول : ويعد هذا التمثال الضخم ليكون شاهدًا على دور ذلك الشخصية العظيمة فى الكنيسة القبطية وكل العالم وأب جميع الرهبان ، ذلك الشخص المعروف فى الغرب والشرق أنطونيوس الكبير تمييزًا عن كل من يحملون هذا الاسم من الآباء ، و يعد هذا العمل الفنى بمثابة احتفاء وتكريم وتذكير بدور إحدى شخصيات الوطن العظماء والذين امتد أثرها الى كل أرجاء مصر بل ذهب تلاميذه لينشروا الرهبة فى كل الدنيا .
جدير بالذكر أن مجسم الأنبا أنطونيوس من خامة ال G R P وبارتفاع ٨ أمتار و يجسد الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة فى مصر والعالم ، ثم يحيط به ثلاثة تماثيل بمستوى طول أقل ، ليأتي بعدها مجموعة أخرى بمستوى طول أقل ليظهر الشكل المدرج ، والذي يشبه شكل الشجرة الرهبانية التى يستظل بها الآخرون ،ثم يظهر أمامه ٢٠ تمثالاً آخر على مستويين من الطول،و الصف الأول بطول حوالي مترين يمثل ثلاث شخصيات وهم من الجيل الأول للرهبنة وكلهم شخصيات كبيرة فى تاريخ الرهبنة المسيحية والفكر والثقافة المسيحية ، وهم أبو مقار الكبير رائد ومؤسس الرهبنة فى برية شيهيت معقل الرهبنة المصرية عبر العصور والتى تضم دير أبى مقار ودير السريان ودير البراموس ، بالإضافة إلى أديرة كيليكا القديمة .
وجدير بالذكر أن الصور يظهر بها الأنبا يسطس رئيس دير الأنبا أنطونيوس وعدد من الآباء الرهبان هم أبونا ادم وأبونا إيلاريون وابونا أبسخيرون الأنطونى.