عزيزي القاريء تحدثت معك في على مدى 7 مقالات عن اللحن العريق الدسم شيرى ني ماريا مرد الإبركسيس السنوي الكبير. واليوم اريد أن اتحدث معك عن لحن يقال في حضور الآب البطريرك أو الآباء الأساقفة هو لحن نــي ســافــيف تيرو
•
المناسبة التي يقال فيها:
في حضور الأب البطريرك أو أحد الأساقفة أو المطارنة بعد إنتهاء دورة الحمل وصلواتها وألحانها، وقبل قراءة تحليل الخدام يرنم الشمامسة وكل الشعب بهذا اللحن الممتلئ. بهجة وفرح “ني سافيف تيرو”
ومعناه “يا كل حكماء إسرائيل… صناع خيوط الذهب إصنعوا ثوباً هارونياً لائقاً بكرامة كهنوت أبينا الأقدس رئيس الكهنة البابا الأنبا (تواضروس الثاني) حبيب المسيح.
• لغة اللحن:
اللحن كلماته باللغة القبطية.
• أسلوب أدائه:
يؤديه الشمامسة بمصاحبة الناقوس والمثلث بأسلوب يغلب عليه طابع الفرح والبهجة لحضور الأب البطريرك أوالأسقف راعيهم.
إلا إنني أُفضل – يصفة شخصية – أن يكون للناقوس والمثلث دوراً أهم من مجرد إضفاء البهجة أو ضبط إيقاع اللحن فيمتد دوره إلى ما هو أبعد من ذلك، أقصد في أن يفسر القالب الموسيقي للحن.
ولأن القالب الموسيقي للحن يتمثل في هذه الأجزاء:-
أ – ب – أ1 – ب1 – أ2 – ب2 – ج، وحيث أن الجزء (أ) وكل الذي على شاكلته (أ1، أ2) هي أجزاء متحررة من الإيقاع قليلاً “Adlibitum” وأيضاً حيث أن الجزء ب وكل الذي على شاكلته (ب1، ب2) وهي أجزاء إيقاعية بحتة وإيقاعها متصل، لذا فإنني أفضل أن يصمت الناقوس والمثلث في الأجزاء أ، أ1، أ2 وأن يبدأ بالعزف فقط في الأجزاء ب، ب1، ب2 في الخاتمة ج، لإن ذلك سيكون له قيمة كبيرة في فهم اجزاء اللحن والتمييز بينها وتفادي العزف بالناقوس والمثلث في الأجزاء التي يغلب عليها الطابع الإرتجالي المتحرر قليلاً من القيود الإيقاعية، فلا تكبله اغلال الإيقاع الصادر من الناقوس والمثلث.
• المقام الموسيقي وسرعة أداء اللحن:
اللحن من مقام”بياتي” ويظل ثابتاً هكذا دون حيود أو تغيير حتى التذييل الختامي (ج) والذي فيه يلمس بوضوح درجة “لا” بيمول في بدايتها ثم في سهولة شديدة يتخلى عنها عند الجملة الختامية الأخيرة.
أما عن سرعة اللحن فهي معتدلة تميل للبطئ في الأجزاء (أ) وتميل للنشاط في الأجزاء (ب) وتزداد في الختام (ج).
• الشرح والتحليل:
تنادي الكنيسة والأكليروس “يأكل حكماء إسرائيل… صناع خيوط الذهب… إصنعوا ثوباً هارونياً”
أي ثُوبٍ هذا الذي سيجتمع عليه الحكماء والفهماء لكي يحيكوه أنه بلا شك ليس ثوباً يستر الجسد فحسب انما هو ثوب الحكمة والبر، إذ يقول المرتل في مزموره (132: 16،12،11،9) “كهنتك يلبسون البر وأتقياؤك يهتفون… أقسم الرب لداوود بالحق لا يرجع عنه. من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك. إن حفظ بنوك عهدي وشهاداتي التي أُعلمهم إياها. فبنوهم إلى الأبد يجلسون على كرسيك…
كهنتها ألبس خلاصاً وأتقياؤها يهتفون هتافاً” ومن هذهالأيات يتضح الآتي:-
1- إن الكهنة يلبسون البر والخلاص.
2- وإن الأتقياء من حولهم يهتفون ويسبحون.
3- وإن الرب أقسم أن بنو داوود سيجلسون إلى الأبد على كرسي الكهنوت، طالما حفظوا عهد الرب.
لذلك فالأتقياء في الكنيسة يهتفون بلحن “ني سافيف تيرو” إذ يرون أن وعد الرب تحقق وقسمه بالحق أن يظل بنو داوود حتى اليوم، يجلسون على كرسيه وإن كل من جلس على هذا الكرسي صار مئتزرا بثوب البر والحكمة والخلاص.
أما عن حقيقة هذا الثوب المطرز من ذهب وأسمانجوني وأرجوان ومرمر وبوص مبروم، فإنه قد تم صناعته هكذا كأمر الرب لموسى النبي في سفر الخروج قائلاً:
”وأصنع ثياباً مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكهن لي” (خروج 28 –2،3)
عزيزي القارئ سوف أكتفي بهذا القدر من شرح ني سافيف تيرو ، وإلى اللقاء في المقال القادم والجزء الثاني من هذا اللحن ” فإلى أن التقى بك أتركك تستمتع بنغماته العذبة.
رابط اللحن:
