لاتنطق باسم الرب إلهك باطلا(سفر الخروج20:7), هذه هي الوصية الثانية من وصايا الله التي يجب أن يتبعها كل إنسان مؤمن.
والآن دعونا نتساءل:ماذا فعلنا باسم الله؟ كم من الملايين علي مدار الزمان الذين استغلوا هذا الاسم لأغراضهم الشخصية؟وما أكثر الذين شوهوا اسم واستعاضوا عنه بأشياء أخري لمصالحهم الشخصية وأهوائهم الذاتية! لم تكن أبدا مشكلتنا مع الله, ولكن الذين يعتبرون أنفسهم مكان الله.
بلاشك نحن نعيش عصر التزييف, ولا يكاد أن يفلت شخص أو شيء من تزييف الناس, حتي اسم الله نفسه قاموا بتزييفه ليتلائم مع ميولهم وشهواتهم ومصالحهم.
لذلك يعاتب الله عباده لأنهم يقولون ولايفعلون, أو يستغلون اسمه المبارك والذي يعلو كل فهم وعقل.
الله:هذا الاسم العظيم الذي لا يسموا عليه أي اسم, لقد أساء الملايين من البشر استخدامه.
إذا لنصغي ماذا يقول لنا الله تجاه هذا التصرف:لاتدعوا اسمي باطلا, للأسف أحيانا تتحول صلاتنا إلي تجديف علي الله بسبب أعمالنا المخالفة لإرادته, وبناء علي ذلك يردد الله لنا:لا أعرف ماذا أفعل ببخور صلواتكم الذي تقدمونه لي, كما أن احتفالاتكم وعطاياكم أصبحت عبئا علي وتعبت من احتمالها طالما أنه يوجد ظلم وعدم مساواة علي هذه الأرض نتيجة اجتماعاتكم المغلقة, إذا…طهروا نواياكم غير الصافية, وكما كان الله يعاتب شعبه قديما:هذا الشعب يقترب مني بفمه ويكرمني بشفتيه, بينما قلبه بعيد عني(إشعياء39:13).
فاليوم يكرر لنا الله:أرجوكم لاتنطقوا اسمي باطلا, لأنكم تستغلون هذا الاسم لمصالحكم الشخصية وجعلتمونه سلاحا تدافعون به عن أعمالكم السيئة, حتي وصلت بكم الجرأة أنكم صنعتم لكم آلهة حسب أغراضكم الذاتية, ووضعتم اسمي علي أشياء لا يصح أن يوضع عليها, حتي أن الفقراء لم ينجوا من استغلالكم لاسمي ولايزالون في معاناتهم من فقر وظلم وبؤس.
لذلك أرجوكم لا تدعوا اسمي باطلا مرة أخري عندما تقومون باحتفالاتكم من أجل خدمة مصالحكم الشخصية وظلم المحتاجين.
وأنتم أيها الأشخاص الذين يسعون إلي قتل إخوتهم وأخواتهم باسمي, لا أريد منكم التفوه بهذا الاسم بشفاهكم باطلا.
وأنتم أيضا الذين تبحثون عن حقوقكم مزيفيين اسمي, لاتدعوه باطلا طالما أنكم تقهرون وتدسون إخوتي الصغار والضعفاء, أو مادام هناك طفل صغير أفسدتم تربيته وأخلاقه وهدمتم مستقبله.
كم من ملايين البشر علي هذه الأرض حرمتمونها من نعمي وعطاياي لتربحوا أنتم علي حسابهم, حتي كان مصيرهم الجوع والعطش والموت؟! لذلك بدلا من أن تعاتبونني علي هذه المجاعات والأمراض والكوارث الطبيعية, اسمعوا لأن تكونوا عادلين ومنصفين ومحبين, لأن خيراتي لن تنضب من الأرض أبدا, فالكون كله لا يسعها.
بالنسبة لي…كم هو ثمين ومهم جدا كل إنسان أو مخلوق علي هذه الأرض!فالإنسان هو مجد وفخر لي!أرجوكم لاتتجملوا علي حساب اسمي, ألا تدرون بأنه يوجد ملايين من الملحدين الذين لايؤمنون لي, لكنهم لايتصرفون مثلكم, وأنا قريب جدا منهم, إذا لاتدعوا اسمي باطلا فيما بعد, لأنكم للأسف شوهتموه نتيجة أعمالكم, كم من دماء بريئة ونقية سفكتموها باسمي؟! كم من الظلم الذي يعاني منه الصغار بسببكم أنتم الذين تستغلون اسمي؟! بلاشك لاتوجد كلمة في تاريخ البشرية شوهها الإنسان بأعماله الظالمة مثل اسم الله تعالي الأب والخالق والمحب والحنان والعادل والرحيم, إن كل الدماء البريئة التي سفكت هي إهانة لهذا الاسم العظيم. كل هذا الظلم الذي يعم المسكونة هو ظلام يواجه نور الله.
كم من ملايين البشر جرحوا هذا الاسم بسبب انقساماتهم الدينية والمذهبية الطائفية؟كم من حروب وقتال ودمار قام بها أشخاص مستترين وراء هذا الاسم الطاهر؟ ألم يعلموا أن هذا الاسم المقدس يجب أن يقدم له كل الاحترام والتبجيل ولا يستغل لأي مصالح شخصية؟ ألا يعلمون بأن الله هو الذي يسمع لهم ويستجيب لطلباتهم؟ لذلك يجب أن يقدسوا هذا الاسم ويرددونه علي ألسنتهم للخير والحفاظ علي كرامة الإنسان فقط؟لأن الله معنا ويسندنا في ضعفنا ويزيل العقبات من طريقنا ويساعدنا علي اجتيازها بشرط أن نستعين به ونعمل معه, فهو معنا دائما لينظم ما شوهناه من أمور حياتنا, وينظم مارتبناه ليعيد تشكيله علي أكمل وجه.
ونختم بكلمات القديس العلامة أوغسطينوس:من السهل أن نطلب أشياء من الله ولانطلب الله نفسه…كأن العطية أفضل من العاطي.