أنا هو الكرمة الحقيقية وأبي الكرام كل غصن في لا يأت بثمر ينزعه وكل ما يأت بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر(يو15:1, 2)
إزاء استقبالنا لعام قبطي جديد واحتفالنا بعيد النيروز أذكر بعض التقاليد التي حرص الأقباط علي ارتباطها بتلك المناسبة وتمسكوا بها حتي يومنا هذا. ومن أهمها تناول الرمان والبلح الأحمر, لأن هذا اللون يرمز لدماء الشهداء التي سفكت من أجل الحفاظ علي العقيدة والإيمان المسيحي, هذا إضافة إلي ثمار الجوافة البيضاء لأنها ترمز إلي نقاوة قلوبهم.
أما من عناقيد العنب فهي تحتل مكانة خاصة في الكتاب المقدس إيماء لما حدث في ليلة العشاء الرباني حينما أسس السيد المسيح له كل المجد سر الإفخارستيا(سر التناول) وفيه مزج عصير الكرمة بالماء…(مت16:27) ويظل هذا السر العظيم باقيا إلي يومنا هذا وسوف يظل من جيل إلي جيل إلي أبد الدهور.
وهنا أذكر أنه من أهم سمات الفن القبطي أنه قائم علي استخدام الرموز فهو فن رمزي ولذا لم يغفل الفنان القبطي عن استخدام هذه العناصر المهمة في منتجاته الفنية, فقد كان علي دراية بالطقس وبما جاء في الكتاب المقدس.
لذا أنشر هذه التصويرة لتاج عامود مصنوع من الحجر الجيري Line stone قوام زخرفته عناقيد العنب تحيط بها أغصان متشابكة ويرتكز علي قاعدة تتخلل زخرفتها ثمار الرمان, وهذه التحفة البديعة تؤرخ بالقرن السادس وهي واردة من دير الأنبا إرميا بصقارة.
e.mail:[email protected]