_ أول امرأة تحصل على ليسانس الحقوق من فرنسا.
_ بدأت مسيرتها الصحفية منذ السابعة عشر من عمرها.
_ الأمل .. مجلتها الأكثر انتشارا فى مصر والعالم العربى .
_ أول فتاة يتم محاكمتها أمام النائب العام بسبب كتاباتها ضد الإنجليز.
_ الرئيس جمال عبد الناصر .. يستجيب لمطالبها بالمساواة السياسية فى دستور 1956.
منيرة ثابت أول صوت يطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة فى ممارسة الحقوق السياسية ، من خلال كتاباتها و مقالاتها الصحفية التى بدأتها منذ السابعة عشر من عمرها ، صاحبة أول رسالة من مواطن تلقاها البرلمان المصري الذي افتتح لأول مرة في مارس عام 1924 وكانت تعيب على دستور 1923 أنه قد اغفل كل الحقوق السياسية للمرأة ، أول امرأة رئيس تحرير لجريدة سياسية الأكثر انتشارا فى ذلك الوقت ، ظلت تعمل بالكتابة مطالبة بحقوق المرأة السياسية، أنها المرأة الثائرة التى قادت مظاهرات نسائية تندد بالاستعمار أثناء ثورة 1919 ، وأيضا كانت ضمن المتطوعين والمجندين أبان العدوان الثلاثي .. صفحة مضيئة فى كفاح المرأة المصرية ونضالها الوطني ..
ولدت منيرة ثابت عام 1906 بمحافظة الإسكندرية، تعلمت مبادئ الإيطالية والإنجليزية في مدرسة إيطالية بالقاهرة ، حصلت على الشهادة الثانوية ولم تجد باب من أبواب التعليم العالي مفتوحة أمام البنات فالتحقت بمدرسة الحقوق الفرنسية التي كانت تعمل آنذاك في القاهرة وكان الطلاب يحصلون على شهاداتهم من باريس ، حصلت بعدها على ليسانس الحقوق فكانت أول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة وقيدت أيامها في جدول المحامين أمام المحاكم المختلطة… ونظرا للصعوبات التى واجهتها اتجهت الى الصحافة .
_بدايتها الصحفية:
عرفت منيرة ثابت طريقها إلى الكتابة الصحفية أثناء سنوات الدراسة ، فكانت تكتب المقالات فى العديد من الصحف المصرية تنتقد فيها الحكومة وتندد بالاستعمار ، مما أثار سخط الحكومة ، فاستدعى وزير المعارف ناظر المدرسة الفرنسية الى مكتبه وطلب منه أن يمنع التلميذة منيرة ثابت من الكتابة السياسية في الصحف ، لكنه اعترض بشدة قائلا أن مدرسته تسير على غرار مدارس الحقوق في فرنسا التي تمنح تلاميذها حق الكتابة في الصحف ومعارضة الحكومة ، وأن المحامي مهمته الدفاع عن الشعب قبل الدفاع عن الأفراد.
_ محاكمتها أمام النائب العام:
ونظر لمقالاتها الجريئة في هذا العمر المبكر إذ كانت لا تتجاوز السابعة عشر من عمرها تم التحقيق معها بأمر من المندوب السامى البريطانى بتهمة التنديد بالاستعمار ومهاجمة الحكومة ، فكانت أول فتاة عربية تقف للمحاكمة والتحقيق معها أمام النائب العام المصري وهي دون السن القانونية ، بحضور مندوبى الصحف ووكالات الأنباء العالمية وقد قالت وقتها عبارتها الشهيرة :”إنها تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه” ، وقد انتهت المحاكمة بإعفائها من المسئولية لعدم بلوغها السن القانونية .
_ انطلاقها في عالم الصحافة:
وهكذا بدأت حياتها العملية وكتبت في الصحف العربية والفرنسية وهي صغيرة واعترفت الدولة رسميا بصفاتها الصحفية وعمرها 17 عاما، وذلك عام 1926 ، وفي نفس العام قيد اسمها كصحفية عاملة في النقابة الأهلية الأولى التي كانت قد تأسست في نفس التوقيت ولهذا أطلق عليها لقب عميدة الصحفيات المصريات، ولم يحدث أن رفضت جريدة واحدة في مصر أن تنشر لها مقالاتها ، ومن الصحف التي كانت تكتب فيها جريدة الأهرام مطالبة بحق المرأة فى التصويت وعضوية المجالس النيابية .
_ المطالبة بالحقوق السياسية للمرأة:
ناضلت منيرة ثابت من أجل المطالبة بحقوق المرأة السياسية والدستورية ، وقد نما لديها هذا التوجه الفكري منذ الصغر والدها والزعيم سعد زغلول ، فكثيرا ما كان يحدثها والدها عن شؤون المرأة فى مصر وفى الخارج وتاريخ حركة النساء في انجلترا وقصه ثورتهن التي أدت الى دخولهن البرلمان ، أيضا كانت على صلة بالزعيم سعد زغلول الذى لمس فيها الجرأة والحماسة فشجعها على نضالها والمطالبة بالحقوق السياسية للمرأة .
فكانت الانطلاقة حينما سمعت أن دستور 1923 أغفل حقوق المرأة السياسية فتقول: “لما سمعت ذات يوم أن القوم يصنعون لمصر دستور وبرلمان خيل لي أن الوقت قد حان للقيام بحركة تشبه ثورة نساء انجلترا فأخذت تكتب عشرات المقالات فى الصحف العربية و الفرنسية مطالبة بحق الانتخاب للمرأة وبحق عضويتها في المجالس النيابية وكان ذلك قبل أن يفتتح رسميا البرلمان المصري الأول بقليل فى مارس عام 1924″.
بل أيضا نجدها تطالب بضرورة مشاركة المرأة فى الاحتفال بافتتاح البرلمان المصرى مثلها مثل الرجل ، وأن يكون هناك مكان مخصص لها حتى تشترك في هذا الاحتفال، وكتبت في جريدة الأهرام تقول :”إنه حقا لمن الغبن الفاحش أن تحرم المرأة من الاشتراك في الاحتفال بافتتاح البرلمان المصري فقد كان لها نصيب في الجهاد لا يقل عن نصيب الرجل فمن حقها أن تشترك معه في حفلة افتتاح المجلس النيابي” .
وبالفعل تمت الاستجابة لما نادت به ، وتقرر تخصيص مكان للسيدات في شرافات الزوار داخل البرلمان ، ففي يوم السبت 22 مارس سنة 1924 اقتحمت المرأة المصرية لأول مرة في التاريخ باب شرفات الزوار في البرلمان المصرى.
_ صاحبة أول عريضه:
وكانت منيرة ثابت صاحبة أول عريضة في تاريخ مصر تطالب السلطات بمنح المرأة حقوقها السياسية وكان ذلك في مارس 1927 عندما رفعت عريضة الى حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس النواب توضح فيها ضرورة الاعتراف بحقوق المرأة السياسية وخصوصا حق الانتخاب مثلما فعلت كثير من الدول الغربية مثل إنجلترا وأمريكا وألمانيا وغير الغربية مثل الهند ، وبينت كيف أن الدستور في مادته الثالثة ينص على أن الرجال والنساء متساوون لدى القانون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وأن حق الانتخاب هو أول الحقوق السياسية وأساسها فلماذا لا تستمتع المرأة بهذا الحق على أرض الواقع.
كانت منيرة ثابت لها اتصالات كثيرة مع أصحاب السلطة والمسؤولين ومنهم أحمد ماهر باشا عندما كان رئيسا لمجلس النواب وقد أعطاها وعدا بتحقيق مطالب المرأة المصرية وصرح لها محمد محمود باشا زعيم حزب الأحرار بأنه يرحب باشتراك المرأة مع الرجل في شؤون الوطن السياسية والاجتماعية.
انتقلت منيرة ثابت بمعركة حقوق المرأة المصرية الى الميدان الأوروبي حيث سافرت في يونيو 1939 الى الدنمارك لتمثيل مصر في المؤتمر الثالث عشر للاتحاد النسائي الدولي الذي انعقد في كوبنهاجن وقد تحدثت أمام المؤتمر عن النهضة النسوية في مصر ومطالب المرأة .
وبسبب الحرب العالمية الثانية ، حيث حطمت رقابة الأحكام العرفية الأقلام وكممت الأفواه ، ركدت الحركة النسوية في مصر ركودا اجباريا ولم تكد الحرب تجر ذيولها حتى عادت منيرة ثابت الى المطالبة بحقوق المرأة من جديد ، فرفعت باسم المرأة المصرية الى وزارة أحمد ماهر باشا عريضة تطالب فيها بحقوق المرأة المصرية وكان ذلك في فبراير عام 1945 واختتمت بقولها :” نحن المصريات نطالب بضرورة احترام نصوص الدستور المصري ، ونتمسك بمبدأ سيادة الأمة ، ونطالب على أساسه بمساواتنا مع الرجال في التمتع بالحقوق السياسية كي تكون سيادة الأمة كلمة صحيحة ويكون المبدأ الديمقراطي قائما سليما ، وبناء على ما تقدم أرجو من دولتكم المبادرة برد اعتبار المرأة المصرية وذلك بتقرير حقها في المساواة سياسيا بالرجل وباشراكها فعلا في السلطتين التشريعية والتنفيذيه”.
وعندما صدق البرلمان المصري على ميثاق سان فرانسيسكو وغفلت الحكومة في خطبة العرش الإشارة الى حقوق المرأة السياسية أصدرت منيرة ثابت بيانا في شهر نوفمبر عام 1945 ، وجهت فيه نظر حكومة النقراشي الى ضرورة المبادرة بمساواة المرأة المصرية بالرجل في جميع الحقوق السياسية والمدنية وذلك تنفيذا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة .
_ صحيفة الدفاع عن حقوق المرأة:
في أواخر عام 1925 استطاعت منيرة ثابت أن تحصل على ترخيص بإصدار جريدتين سياسيتين باسم “الأمل” في وقت واحد أحدهما عربية أسبوعية والأخرى فرنسية يومية تصدرت الصحف الأجنبية كلها .
وكانت الجريدتان تطالبان بحقوق مصر في الحرية والاستقلال وحقوق المرأة السياسية والاجتماعية وقد كان العدد الأول من جريدة الأمل، كما يقول الصحفي الكبير مصطفى أمين بمثابة قنبلة هجوم على الإنجليز والمندوب السامي البريطاني و القصر و الحكومة وأصبحت الأمل أوسع مجلة اسبوعية انتشارا في مصر وأصبحت مجله سعد زغلول الأولى.
وجاءت افتتاحية العدد بعنوان أملي في الحياه بينت فيها لماذا اختارت الامل اسما لمجلتها لأنه قوة القلوب وقوام الحياة وهي الأولى في مصر من نوعها اذا هي صحيفة الدفاع عن حقوق المرأة المصرية والنهوض بالمرأة في كافة المجالات .
خاضت مجلة الأمل قضايا نسائية تركت بصماتها في تاريخ الحركة النسائية مثل الدفاع عن المدرسات واستمرارهم في العمل بعد الزواج وقد استجابت وزارة المعارف لمطالب منيرة ثابت وقررت السماح للمدرسات بالزواج دون أن يتركن عملهن.
ايضا كان لمجلة الامل دور في قضية تعليم المرأة فقد طالبت بإتاحة التعليم الابتدائي والثانوي والعالي أمام المرآة كي تتعلم وتعمل فى المجالات المختلفة وتشارك أسرتها فى تخفيف الأعباء الاقتصادية .
أيضا وقفت مجلة الامل موقفا اجتماعيا لمناهضتها مشروع زيور باشا في تعليم بنات الأسر الأرستقراطية إذا أنه عزم على إنشاء مدرسة خصيصا لهن يتعلمنا فيها فنون المنزل وبعض المعلومات العامة على أن يتكلف إنشاء تلك المدرسة 12,000 جنيه من أجل 30 فتاة ، وأرسلت احتجاجا الى وزارة المعارف أعربت فيه عن أسفها ادعاء الحكومة بعدم توفر المال اللازم لإنشاء مدارس بنات للأسر المتوسطة والفقيرة في الوقت الذي يتدفق المال للإنفاق على مدرسة من أجل عدد قليل من بنات الأسر الأرستقراطية.
أيضا دافعت المجلة عن قضية عمل المرأة وكانت تهاجم اي قرار يهدف الى حرمان المرأة أو اقصائها من أي ميدان جديد تدخل فيه ، فقد هاجمت مصلحة التليفونات لفصلها الأنسة فتحية محمد من خدمتها بحجة التوفير وكانت فتحية أول فتاة تعمل بمصلحة حكومية خارج نطاق وزارتي المعارف والصحة ، ونتيجة للحملة التى شنتها المجلة أعيدت للعمل مرة أخرى .. وتوقفت مجلة الأمل العربية بعد عددها الصادر في أكتوبر عام 1927 بعد زواجها وانزوت منيرة بضع سنوات واشتركت في كثير من الجمعيات النسائية ولكنها لم تصمت ولم تتوانى عن المطالبة بحقوق المرأة والدفاع عنها في الكثير من القضايا ومعالجة كل القضايا التي تتعلق بها وظلت صوت الحق الذي ينطلق بلا هوادة معبرا عن المرأة المصرية الى ان تركت عالمنا فى سبتمبر عام 1967.
_ جمعية الأمل:
كونت منيرة ثابت جمعية الأمل التي حلت محل “لجنة الوفد المركزية للسيدات” ، فبعد عن استقالة هدى شعراوي من رئاسة هذه اللجنة ، تولت رئاستها السيدة “شريفة رياض” التي اتسم أسلوبها في العمل بالطابع الهاديء حيث تركز نشاطها في إعلان الوفد في مواقفه السياسية دون أي نشاط آخر حتى في المجال الاجتماعي ، ثم ماتت اللجنة بموت سعد زغلول وانضم باقي عضواتها للعمل في الإتحاد النسائي الذي رأسته هدى شعراوي ، ثم شعر الوفد بأنه في حاجة إلى شخصية نشيطة لتتولى الدفاع عن مواقفه في المجال النسائي وتم اختيار السيدة منيرة ثابت لتؤلف جمعية الأمل ، وقد وضعت منيرة لهذه الجمعية برنامجا نشرته في مجلتها الأمل يتضمن السعي لترقية التعليم الابتدائي للبنات وتوسيع تعليمهن الثانوي واشتراكهن فى التعليم العالى والسعي لحصول المرأة على حق التصويت وعضوية المجالس النيابية وغيرها من المبادئ التى سعت الجمعية الى تحقيقها .
_ تواريخ مهمة في حياتها:
· عام 1939 أصدرت كتبها الأحمر باللغتين العربية والفرنسية ردا على الكتاب الأبيض البريطاني حول القضية الفلسطينية .
· في يناير عام 1946 أصدرت كتابها “ثورة في البرج العاجي” الذي تحكي فيه مذكرات 20 عاما من العمل الصحفي والنسائي.
· عام 1946 هاجمت بقلمها مشروع بيفن صدقي في سلسلة مقالات سياسية تحليلية على صفحات جريدة الأهرام .
· عام 1952 أصدرت منيرة ثابت جريدة الأمل من جديد لتصبح شهرية سياسية أيدت فيها ثورة 23 يوليو.
· في أكتوبر عام 1954 تم توقيع اتفاق الجلاء وحصلت منيرة ثابت وهي تقود مظاهرة نسائية إلى دار الرئاسة على وعد من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإقرار المساواة السياسية بإشراك المرأة في السلطتين التشريعية والتنفيذية في أول دستور للثورة وبالفعل تحقق ذلك في دستور عام 1956.
· ابان العدوان الثلاثي 1956 عملت منيرة ثابت مع المجندين والمتطوعين في الخنادق في منطقة السباق بمصر الجديدة حيث كانت هذه المنطقة مهددة بنزول قوات المظليين الأعداء.
· في عام 1957 رشحت منيرة ثابت نفسها لأول مرة في برلمان بعد الثورة عن الدائرة الثالثة بالقاهرة منطقة الزيتون ومصر الجديدة و اكتسحتها في 25 يوما وأشرفت على أبواب البرلمان ولكنها فوجئت بقرار من الإتحاد القومي بغلق جميع الدوائر المرشح فيها وزراء وكان السيد فتحي رضوان وزير الإرشاد قد ترك دائرته الخاصة في مصر الجديدة ورشح نفسه في آخر لحظة في دائرة منيرة ثابت ، فطبق عليها قرار القفل ونال فتح رضوان العضوية بصفته الوزارية دون انتخاب ، وقد كانت الصدمة قاسية عليها فقد حرمت من حقها السياسي دون ذنب وحرمت من ثمار جهادهم الطويل.
· فى عام 1961 توقف رسميا صدور مجلة الأمل طبقا للقانون آنذاك وتوقفت منيرة ثابت عن الصحافة بعدها أصيبت بمرض فى عينيها وسافرت ألمانيا للعلاج على نفقة الدولة.