يتوق لاجئو أوكرانيا إلى العمل في البلدان المضيفة لهم، لكنهم يحتاجون إلى دعم إضافي في سبيل القيام بذلك، ولضمان اندماجهم في المجتمعات التي يقيمون فيها.هذا ما خلص إليه مسح جديد نشرته مفوضية شؤون اللاجئين بعنوان: “حيوات معلقة..نوايا ووجهات نظر اللاجئين من أوكراني”.، ويستند المسح- الذي تم إجراؤه في الفترة بين أغسطس سبتمبر- إلى 4800 إجابة من الأشخاص الذين فروا من الحرب الوحشية في وطنهم ويعيشون الآن في بلدان في أوروبا وخارجها. وقال ماثيو سالتمارش، المتحدث باسم المفوضية في جنيف إنه بعد سبعة أشهر من بدء الصراع، لا يزال اللاجئون الأوكرانيون ممتنين للاستقبال الحار الذي حظوا به في جميع أنحاء أوروبا، ويخطط معظمهم للبقاء في أماكنهم في الوقت الحالي.، وتنوي غالبية من تم استطلاعهم 81 % العودة إلى ديارهم للم الشمل مع أسرهم، لكن 13% يخططون للقيام بذلك في الأشهر الثلاثة المقبلة.وضاف سالتمارش إن أجزاء كبيرة من أوكرانيا لا تزال مدمرة، حيث طال الدمار المدن وسبل العيش في العديد من المناطق، مشيرا إلى أن بداية فصل الشتاء وارتفاع أسعار الطاقة- أو نقص الطاقة – تجعل عملية العودة إلى الديار صعبة في الوقت الحالي بالنسبة للعديد من النازحين.وذكر ان العديد من اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع عوامل إيجابية في البلدان المضيفة لهم، مثل روابطهم بالعائلة أو الأصدقاء، والأمن والاستقرار، وتوافر الخدمات الطبية، والحصول على التعليم، والوضع الاقتصادي العام.
واضاف سالتمارش:” معظم اللاجئين هم من الحاصلين على مستويات عليا من التعليم وهم مستعدون للعمل ويريدون المساهمة. حوالي 70 % هم من الحاصلين على مؤهلات عليا، وغالبيتهم كانوا يعملون سابقا في أوكراني، ويتوق اللاجئون للعودة إلى سوق العمل، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من اعتمادهم على الرعاية الاجتماعية، ولكن في الوقت الحالي، فإن أقل من ثلثهم لديهم وظائف أو يعملون لحسابهم الخاص، أنهم يريدون لعب دور أكثر فعالية في مجتمعاتهم الجديدة، لكنهم بحاجة إلى دعم مثل دروس اللغة، والاعتراف الرسمي بالمهارات، والأهم من ذلك، المساعدة في خدمات رعاية الأطفال حتى يتمكنوا من العمل خارج المنزل،.وثلاثة أرباع من شملهم الاستطلاع إنهم يعتزمون إرسال أطفالهم إلى المدارس المحلية، بينما فضل 18 % التعلم عن بعد باستخدام المناهج الدراسية الأوكرانية. بدون عمل، يعاني الكثيرون في سبيل تغطية نفقاتهم وإيجاد سكن لائق. ما يقرب من نصفهم- 41 %- يقيمون مع عائلات مضيفة، و20 % يعيشون في مواقع جماعية أو فنادق، فيما يقيم ربعهم في منازل مستأجرة.
وقال سالتمارش: “يشعر الكثيرون بقلق عميق بشأن إيجاد حلول مستدامة بديلة قبل حلول فصل الشتاء، وفي الوقت نفسه، يعد الدعم النفسي والمساعدة المتخصصة للأطفال من ذوي الإعاقة وكبار السن من بين احتياجاتهم الملحة المتبقية، كما ان غالبية اللاجئين- 87 %- هم من النساء والأطفال، وما يقرب من الثلث لديهم فرد من أفراد الأسرة يعاني من إعاقة واحدة على الأقل. مع وجود أكثر من 7.4 مليون لاجئ أوكراني في جميع أنحاء أوروبا، تحث المفوضية على استمرار الدعم المقدم من البلدان المضيفة لضمان حصولهم على المساعدة الكافية، فضلا عن الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.، كما تواصل الوكالة عملياتها في أوكرانيا، حيث تم تشريد ما يقرب من سبعة ملايين شخص.، ومع اقتراب فصل الشتاء، يقوم الموظفون بإجراء إصلاحات ووضع عزل لمنازل العائلات الضعيفة.، ووقد تلقى أكثر من 815 ألفا مواد غذائية وغير غذائية، بما في ذلك الملابس الشتوية، بينما تلقى أكثر من 31 ألفا مواد إيواء طارئة.” مشيرا الى ان المفوضية تهدف إلى توزيع مجموعات المأوى الطارئة لأكثر من 100 ألف شخص بحلول نهاية العام.