تأسست أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية في عام1962 لتكون بمثابة الذراع التنموي للكنيسة القبطية الأرثوذكسيةبالمجتمع المصري، وعلى مر السنوات قاد الاسقفية لفيف من الاباءالأساقفة الذين أثروا الأسقفية بافكار وتطورات متميزة، حتى اسندالبابا تواضروس الثاني أسقفية الخدمات إلى نيافة الحبر الجليل الأنبايوليوس.
وتلعب الأسقفية دورًا رائدًا في الخدمات الدياكونيا للفقراء والمجتمعات المحرومة والمهمشة في جميع أنحاء الجمهورية، وتأتي رؤية الأسقفيةلتكوين مجتمع قادر على استثمار إمكاناته يقبل التنوع ويحترم الاختلاف متمتعا بالكرامة الإنسانية، كما أن رسالة الأسقفية هي إيقاظالوعي الاجتماعي لدى الأفراد لتحرير المجتمع من عبودية الفقر والجهل والمرض، والتأكيد على القيم الإنسانية وتعزيز الهوية المصرية وقيادةالتغيير من خلال مشاركة جماعية.
ويقود برنامج الأسقفية التغيير من خلال التدخلات الميدانية، ودعمتشكيل الكيانات المحلية، عن طريق العديد من البرامج داخل الاسقفيةوالتى تتمثل في ١٥ برنامج مختلف، وتزامنا مع احتفال الاسقفيةبمرور ٦٠ عام على تاسيسها، تاخذكم “وطني” في جولة تفصيليةلمعرفة البرامج المختلفة داخل الاسقفية وكيف تساهم الكنيسة القبطيةفي إحداث تغير داخل المجتمع المصري.
ولأن الأطفال هم صناع المستقبل فخصصت أسقفية الخدمات برنامج خاص باطلاق قدرات النشئ ليساهم في الدولة المصرية على إعدادطفل سوي منتج نافع لوطنه ولنفسه، والتقت وطني بالاستاذة أماني فايق مسئول برنامج اطلاق قدرات النشئ، فإلى الحوار:
*متى بدأت أسقفية الخدمات الاهتمام ببرنامج اطلاق قدرات النشء؟
أن برنامج اطلاق قدرات النشئ هو برنامج كل اهتمامه بالطفل المصري، وإطلاق قدرات الأجيال الجديدة وتمكينهم من النمو في بيئة صحية تقبلالتعددية تساهم في اشباع حاجتهم الاجتماعية والنفسية وتعمل علىتنمية مواهبهم والحفاظ على هويتهم المصرية، والفئة العمرية المستهدفة من البرنامج وفقا لتعريف الدستور المصري من عمر سنتين الى ١٨ سنة.
والبرنامج موجود منذ الثمانينات ولكن كان نشاطه يقتصر على المدارس الصيفية فقط، و منذ عام ٢٠١٨ تم التوسع في أنشطةالبرنامج واستهداف فئات مختلفة من الاطفال.
*ما هي الانشطة التي ينفذ البرنامج من خلالها أهدافه؟
البرنامج له أربع أنشطة يعتمد عليهم في تنفيذ رؤيته، وهم المدارسالصيفية ومدارس المواهب وفصول التربية الكنسية الصباحية، ونشاط قلبك ملكك.
ويقدم البرنامج الدعم الفني والمالي لاي مجتمع يعمل به لتنفيذ هذهالنشاطات وخلال العام الثاني يكون الدعم فني فقط لمتابعة النشاطولضمان استمراره حتى بعد خروج البرنامج من القرية.
*حديثنا عن فصول التربية الكنسية الصباحية؟
أن فصول التربية الكنسية الصباحية بالكنائس تهتم بالاطفال قبل سن الالتحاق بالمدارس، ويهدف هذا النشاط الى بناء طفل سوى جسديا وعقليا وتربويا في أولىخطوات حياته تمهيدا لمستقبله المشرق. وذلك عن طريق توفيرالامكانيات المادية والبشرية بحيث تقوم الاسقفية بتوفير الدعم الماديوالفني ويتمثل في:
1- توفير أثاث (أثاث خشبي – أجهزة – العاب – حجرة منتسوريكاملة)
2- يقدم دعم فني يتمثل في (تدريبات للمدرسات مرتين سنويا – منهجلاجتماعات أولياء أمور- زيارات دعم فني
3- يقدم البرنامج دعم مادي لأطفال هذه الفصول يتمثل في (وجبات – كشف طبي – تحاليل)
*وماذا عن نشاط المدارس الصيفية؟
النشاط الثاني هي المدارس الصيفية وتهتم بالطفل من سن ٦سنوات حتى ١٥ سنة،ويهدف هذا النشاط إلى استثمار طاقات وامكانيات النشء ووقتهم فياثناء الاجازة الصيفية
لذا يسعى البرنامج الي نشر فكرة المدارس الصيفية بطريقة منظمةومبتكرة بمنهجية متطورة.
وذلك عن طريق تقديم دعم مادي وفني، وتقوم المدرسة على التعليمالتفاعلي وتشمل عدة فقرات
تهتم بكل الجوانب (مهاري – حركي – تعليمي – روحي) كما يقدمالبرنامج
الدعم المادي: يتمثل في تقديم مبلغ مادي كمنحة للمدرسة الصيفيةلشراء بعض من احتياجات المدرسة من (خامات – العاب – أجهزة)
دعم فني يقدم في شكل (تدريب لميسرين المدرسة – زيارات متابعةللمدرسة)
ويتم تحديد هدف لكل عام يقوم علية المنهج المقدم. وكان هدف 2022 بعنوان (أنا أستطيع)
وتم تطبيقه هذا العام في حوالي 50 كنيسة على مستوى القاهرةالكبرى وبنها
*وما هو نشاط “مدرسة المواهب” ؟
هذا النشاط خاص بالقرى نشاط دامج، و يهدف هذا النشاطلتنمية مواهب النشء وإطلاق ابداعاتهم والاستمتاع بطفولتهم من خلالتنظيم فصول صيفية.
أربعة أيام اسبوعيا لمدة ثلاثة ساعات ، و تم عمل هذه الفصول في عدد10 قرى يتضمن الفصل عدة فقرات (اكتشاف مواهب – اعمال فنية – العاب- قرائية- غناء – تمارين رياضية) وذلك باستخدام مناهج ملائمة لهذا النشاط.
وتقدم هذه المناهج خلال عامان؛
1- العام الأول يتم تقديم منهج (طيارة ورق) تم أعداده خصيصالأسقفية الخدمات.
(ومن خلال تطبيق هذا المنهج يتعرضون الأطفال لمجموعة من الخبراتالتي من شأنها أن تساعدهم علي اكتشاف أنفسهم ومواهبهم وتطويرشخصياتهم ومهاراتهم الحياتية) ومن أمثلة لهذه المهارات (والتخطيط – القيادة – العمل الجماعي)
2- والبرنامج الثاني (عيش مختلف) الخاص بمؤسسة صوت جيلبناء على التعاون المشترك بين الأسقفية والمؤسسة.
ويهدف هذا المنهج ( تعليم وزرع المبادئ والأخلاق الحميدة في حياتهموتشجيعهم أن يكون لهم تأثير إيجابي في مجتمعهم سواء البيت- المدرسة – القرية . من هذه المبادئ (التسامح – العطاء – الأمانة – قبول الاخر).
*هل هناك برامج تدريبة للقادة على منهج المدارس الصيفية؟
نعم، انه جزء هام جدا من عمل البرنامج وهو تدريب ومتابعة القادة وتهدف البرامج التدريبية للقادة إلى بناء قدراتهم وتزويدهم بالمعرفةوالمهارات لإدارة سلوك الأطفال، والتعرف علي مراحل نمو الطفل وماهو السلوك المشكل وأنواع السلوك، وكيفية علاجها وطرق الثوابوالعقاب، وتأثير التكنولوجيا على سلوكيات الأطفال، والذكاءات المتعددة، وتعليم وسائل الايضاح. واخيرا التربية الجنسية للأطفال وكيفية الحماية.
كما يقوم برنامج إطلاق النشء بدعوة كل مسئولين المدارس الصيفيةعلى مستوي القاهرة الكبرى، لمناقشة الاحتياجات والمشاكل لتنفيذالمدراس ولتبادل الخبرات.
كما هناك مدرسين مساعدين من طلبة المرحلة الثانوية داخل كل مدرسةلتدريبهم على خدمة الاخر، وكيفية استثمار وقته في شئ نافع له وللغير، وتاهيله ليكون قائد وخادم بعد ذلك.
وأشارت “أماني” إلى أن المنهج متغير في كل عام فالمواد التي تدرساساسية ولكن هناك تغير للمحتوى، فشعار منهج سنة ٢٠٢٢ (أنا استطيع).
*ماذا يقدم البرنامج لمرحلة المراهقة ؟
هناك دورة تنمية شخصية المراهق، و يهدف هذا النشاط الى بناءقدرات النشء والوعي بالذات والقدرة على ادارة المشاعـر والافكار عن طريق تقديم دورة تدريبة لعدد 25 مراهق من عمر (14-18 عام). لمدة ثلاثة أيام تدريبة بواقع 15 ساعة تدريبة وذلك من خلال تقديمالموضوعات التي تهم هذه المرحلة العمرية (الاحتياجات النفسية – الحدود – النجاح – الجمال – الغضب)، و تم تقديم 21 دورة هذا العامعلى نطاق جغرافي واسع من أسوان الى الإسكندرية.
*من يقوم باعطاء هذه الكورسات للمراهقين؟
هناك فريق خدام من أسقفية الخدمات متخصص ونظرًا للاقبال هذاالكورس تم إعداد فريق من المتدربين الذين ساعدونا في بعضالمجتمعات من قبل الفريق الاساسي، لنستطيع تغطية أكبر عدد منالقرى بهذا النشاط المتميز.
*هناك صعوبة في جني ثمار تعليم الاطفال .. حديثنا عن ثمارالبرنامج بالقرى المختلفة؟
البرنامج يحصد الكثير من النجاحات في أي مجتمع يعمل فيه، ونجدهناك تغير قوي في الاطفال ونتلقى ردود أفعال مفرحة من الأهالي، ومن أكثر قصص النجاح التي نعتز بها أن في نهاية نشاط مدرسةالمواهب يتم انهائه باطلاق الاطفال لمبادرة وخلال المدرسة يقوموا بتعلممعنى المبادرة وكيفية رصد المشاكل و وضع تصور لحلولها وكيفية تنفيذتلك الحلول.
ومن مبادرات الأطفال التي قاموا بها الأطفال بأنفسهم:
1- مبادرة قرية مضيئة (أطفال قرية اولاد يحي) بمحافظة سوهاج ( مدرسة المواهب بقرية اولاد يحيى)
2- مبادرة الخير لا دين له (أطفال كنيسة القديس نيقولاوس) بنها ( المدرسة الصيفية )
*بعد انتهاء مدة عمل البرنامج داخل القرية.. هل تستمرالانشطة بالمكان؟
هناك استمرارية بعد خروج البرنامج من أي مجتمع، فمدة عملالبرنامج باي مجتمع سنتين فقط، ولكن حصد البرنامج انتشار نشاطاته في قرى متعدده بعد خروجه منها، وعلى سبيل المثال فيمحافظة بنها بدأ البرنامج العمل هناك بنشاط المدرسة الصيفية فيكنيسة واحدة، ولكن بعد فترة انتشرت الفكرة وتم تعميم النشاط بجميعالكنائس، وايضا في ايبارشية المعادي بدأنا في كنيسة واحدة،واصبحت هذة الكنيسة الان مركز تدريب للقادة على المدارس الصيفية.
كما هناك أربع قرى قاموا بتطبيق فكرة النشاطات الصيفية بعد تدريب تلقوه باسقفية الخدمات واصبحوا رواد في هذا النشاط.
*ما هي التحديات التى تواجه البرنامج على أرض الواقع؟
هناك تحدي قوي أمامنا وهو عدم تفرغ الاطفال خلال الاجازة الصيفيةنتيجة ارتباطهم بدروس تقوية قبل الدراسة بوقت كبير، أو ارتباطهمبعمل ، وهذا يجعلهم غير قادرين على للاشتراك بالنشاطات المتعددة،بناء شخصيتهم، ونقوم بتوعية الأهالي بضرورة ترك الطفل يقضي عطلته الصيفية ويبدا الدراسة مع بداية العام الدراسي ولكن دون جدوى.
“ماذا عن رؤية واحلام البرنامج للعمل مع الطفل بشكل أقوى؟
أشارت “أماني” الى أن البرنامج لدية أحلام متعددة منها أن يتمانشاء سنتر متخصص للتعامل مع المراهق وأسرته، و يكون هناك كورسات دائمة للمراهق ولمن يتعامل معه لانها مرحلة تحتاج لمهاراتمحددة للتعامل معها والمرور منها بسلام.
كما أتمنى أن تنشأ الاسقفية أكاديمية رياضية تخدم المدارسالصيفية، لان الاطفال تريد الاشتراك في الالعاب الرياضية ولا توجد اكاديميات تغطي كافة الأماكن.
وأتمنى أن يكون للبرنامج فريق خاص بالايام الترفيهية ولديه ألعاب متنقلة كالعاب النفخ وغيرها، ليجول البرنامج بجميع القرى التي لم بحظى أطفالها باللعب بهذه الالعاب ليكون لهم نصيب من استخدامها كما يشاهدوها في التلفاز.