ملايين الأطنان من البلاستيك تلقى كل عام في البحر، لكننا لا نعلم أين ينتهي المطاف بهذه الكميات، ويعمل الباحثون منذ عقود على الوصول لإجابة على هذا التساؤل، وترى جينا جامبيك من جامعة جورجيا – إحدى أكثر العلماء تأثيراً في مجال تلوث البحر بالبلاستيك- أنه” لا يمكننا التحكم فيما لا نستطيع قياسه. لذا فإن تقدير كميات البلاستيك على الشواطئ، خطوة حاسمة لتحديد كمية النفايات البلاستيكية البحرية” وبالتالي تأثيرها على الكائنات البحرية، وبالرغم من ان راى جينا جامبيك يقود الى طريقة الإحصاء التي تتسم بالبطء لاعتمادها على أشخاص يسيرون على الأقدام، ويمسحون بُقعاً صغيرة في المناطق التي يمكن الوصول إليها من الشواطئ، إلا أنها مفيدة في حصر مساحات معينة وشواطىء محددة، ذات مساحات صغيرة، في هذا الإطار نظمت المنصة المحلية لمبادرة بلدنا تستضيف القمة 27 للمناخ، في محافظة البحر الاحمر، بالتعاون مع منظمة “هيبكا”، حملة نظافة للشواطئ في محمية «وادي الجمال»، جنوب المحافظة، وذلك في إطار مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، التي أطلقتها جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، بالشراكة مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، استعداداً لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية (COP-27)، تم خلال الحملة رفع كميات كبيرة من النفايات والمخلفات الصلبة والبلاستيكية، وذلك بهدف المساهمة في التخفيف من تداعيات التلوث البحري بالنفايات، وتجنب الأثر السلبي للنفايات الصلبة والبلاستيكية على التنوع البيولوجي والحياة البحرية.
ولاحظ المشاركون في الحملة زيادة النفايات والمخلفات في البحر الأحمر، بنسبة تصل إلى 70%، مما يشير إلى استمرار السلوكيات السلبية للزوار، وتبين أن أغلب البقايا البلاستيكية تهدد بخطر اختناق مئات الأنواع، مثل الطيور البحرية والحيتان والأسماك والسلاحف، والتي تظن بالخطأ أن تلك النفايات البلاستيكية «فريسة» لها، مما يؤدي إلى موتها اختناقاً، أو من الجوع، حيث تمتلئ بطونها بالبلاستيك.
استهدفت الحملة شاطئ «شرم الفقيري»، في نطاق محمية «وادي الجمال»، بالتعاون مع مركز الغوص بالمحمية، وإدارة المحمية، وجمعية المحافظة على البيئة في البحر الأحمر «هيبكا».
الجدير بالذكر أن مبادرة بلدنا تستضيف القمة 27 للمناخ، بدأت في يناير الماضي، برعاية نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، وبريادة د. عماد الدين عدلي، رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة.