قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إن “الكرملين يشن حرباً هجينة تجمع بين عنف السلاح وسموم الأكاذيب.” جاء ذلك في خطابه خلال المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة المنعقدة حالياً بالمدينة الامريكية نيويورك، واكد رئيس المجلس الأوروبي إن روسيا تشن حرباً على الشعب الأوكراني تهدد ملايين الأشخاص حول العالم. وأضاف أن روسيا زعمت “زوراً” أن الغرب يهدد أمنها في الوقت الذي تحاول فيه حشد بقية العالم ضد “عدو وهمي”.، وشدد ميشيل على أنه لا يوجد أحد في أوروبا يريد الصراع ووصف ادعاء روسيا بمنع الإبادة الجماعية المزعومة للسكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا والجهود الرامية إلى “نزع النازية من البلاد” بأنها “كاذبة” و “مثيرة للاشمئزاز”.
وقال شارل إن روسيا كذبت حين ادعت بأن أفعالها في أوكرانيا مجرد “عملية عسكرية خاصة”، مضيفا أن التعبئة المعلنة مؤخرا لـ “مئات الآلاف من جنود الاحتياط” تؤكد على أنها تخوض حربا.، واعتبر هذه الحرب “عدواناً دون سابق استفزاز وغير قانوني وغير مبرر يهدف إلى تغيير الحدود المعترف بها دولياً بالقوة،” مضيفاً أن الحاجة إلى وقف “آلة حرب الكرملين” جعلت العقوبات الاقتصادية الهائلة أمراً لا مفر منه، مشيرا الى ان قرار روسيا بالحد من صادرات الحبوب والأسمدة بشكل كبير حتى قبل شروع الحرب، إلى جانب إجراءاتها في أوكرانيا والبحر الأسود تسبب في تقلب الأسعار في الأسواق العالمية، واليوم تهدد بعدم تمديد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الممرات البحرية. وأضاف قائلا: “في الحقيقة، هناك طريقة بسيطة للغاية لإنهاء أزمة الغذاء: أن توقف روسيا الحرب وتنسحب من الأراضي الأوكرانية وترفع الحصار عن الموانئ.”
وقال ميشيل إنه لا أحد ينخدع بـ “الاستفتاءات الوهمية”، مضيفاً أن “حرب الاستعمار” الروسية في أوكرانيا تدوس عمداً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، لدرجة أنها تهدد باستخدام الأسلحة النووية وتستخدم حالياً أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا كقاعدة عسكرية. وأضاف: “الاتحاد الأوروبي لا يطلب من أحد أن يختار بين الشرق والغرب أو الشمال والجنوب. ولكن هناك خيار يتعين القيام به. وخيار الاتحاد الأوروبي هو احترام الحدود وليس العدوان. التعاون وليس التهديدات. وهذا هو النظام القائم على القواعد، وليس على حكم الأقوى.” وشدد رئيس المجلس الأوروبي على أنه لا يمكن للعالم أن يسمح للأعمال التخريبية لدولة ما بتعريض “إرادته القوية” للعمل من أجل الصالح العام للخطر. وأكد مجدداً أن الاتحاد الأوروبي يمد يده بإخلاص ووفاء للتعاون من أجل التغلب على التحديات العديدة التي يواجهها العالم اليوم.
جاء ذلك ردا على اتهامات لافروف وزير خارجية روسيا امام الجمعية العامة للغرب وللاتحاد الاوربي بانهما سبب تهييج الشعب الاوكراني ضد الاستفتاء الروسي لضم مناطق من اوكرانيا الى الاتحاد الروسي.
يذكر أن المجلس الأوروبي هو هيئة جماعية تحدد الاتجاه السياسي العام وأولويات الاتحاد الأوروبي، وتتألف من رؤساء دول أو حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ورئيس المجلس الأوروبي، ورئيس المفوضية الأوروبية.