اختتم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية احتفالية مرور مائتي سنة على فك رموز حجر رشيد، بكلمته وسط جو ملئ بالأبوة لأبنائه من الحضور.
في بدايتها عبر عن سعادته بالعرض المسرحي الذي قدمه فريق ملوي، ثم استهل كلمته بثلاثة نقاط هامة قائلاً: أولاً: الله ضابط الكل وسيد التاريخ أي أن التاريخ الذي نعيشه والذي شاهدناه اليوم بدءا من الحضارة الفرعونية والحملة الفرنسية مرورا بالاستعمار البريطاني وتذكاراً لشامبليون، كلها من تدبير الله للبشر، فهو الذي يقود التاريخ ويضبط الكل.
ثانياً: الاصرار مهم، وهو الذي وصل هذه العظمة.. فمنذ طفولة شامبليون كان شغوفاً بمعرفة اللغات، ثم شب على إصراره لفك رموز حجر رشيد، فهذا الإصرار القوي وتعلم اللغات ومحاولته للربط بين اللغات هو الذي جعله يصل لنتائج عظيمة.
ثالثاً: اللغة القبطية البعض يظن أنها لغة كنسية، لكن اللغة القبطية هي لغة حياة، فقدماء المصريين كانوا يعيشون ويتكلمون هذه اللغة في حياتهم اليومية – يشترون ويبيعون ويتكلمون هذه اللغة.
معرفة اللغة القبطية تجعلنا نعرف أكثر من ستمائة إسم بلد ومدينة وقرية في مصر ونفهم معنى كل اسم منهم. لأن معظم هذه الأسماء كانت في اللغة المصرية القديمة واللغة القبطية.
متابعة معرفة اللغة القبطية تعطينا فرصة لمعرفة لغة الحياة اليومية للمصري القديم، التي استمرت في كلامنا الدارج حتى الأن في بعض الكلمات.
لذلك أتعجب أن في مصر المدارس والجامعات يتعلمون لغات كثيرة،وهذا شئ جميل أن يتعلم النشأ لغات متعددة، لكن أتمنى أن يكون نفس الاهتمام باللغة القبطية وهي لغة أجدادنا المصريين القدماء، فيجب أن يكون له مجالاً واسعاً في جامعاتنا ومدارسنا ووسط أساتذتنا لأن هذه اللغة تمثل تاريخنا واللغة هي حياة أجدادنا واللغة هي الحضارة.
الجدير بالذكر أن اليوم يحتفل المصريين في معهد الدراسات القبطية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والرئيس الأعلى لمعهد الدراسات القبطية، بمرور مائتي عام على حل رموز اللغة المصرية القديمة بواسطة جان فرانسوا شامبليون من على حجر رشيد المكتشف عام 1799م.
ومن مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية انطلق الحفل بقيادة قسم اللغة القبطية بالمعهد في حضور قداسة البابا تواضروس الثاني.