هل الصليب هو مجرد علامة و شعار للمسيحى أم هو حياة نحياها؟
الحقيقة هو الأثنين معاً… أما أولا كعلامة فهو طوق النجاة الذى نلتجئ إليه كصلاة صامتة حين نرشم به ذواتنا و نرشم كل ما تمتد إليه أيدينا و نزين به صدورنا و بيوتنا و كنائسنا و فوق مناراتها فكلما رفعنا عيوننا إلى صليب يعانق السماء، خالج القلب شعور روحانى ذابت معه كل هموم الدنيا و كأن كلمات الإنجيل تنبض فى قلوبنا دون تكلف او دراسة “الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شئ” (رو٣٢:٨) فهو بالجملة محور حياتنا كما عبر عنه القديس بولس و قال “لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح و إياه مصلوباً” (١كو٢:٢)
الصليب هو افتخارنا الذى به نهزم جموح العالم و العالميات داخلنا “حاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به قد صلب العالم لى و أنا للعالم” (غل١٤:٦).
و الصليب أيضاً هو حياة نحياها فتنطبع صورته فى كل سلوكنا كل يوم كما اوصانا الرب أن نحمل صليبنا كل يوم و نتبعه “إن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعنى” (لو٢٣:٩) فلو تهامس الناس بكلمات الغيبة و النميمة و ابتعدت انت عنهم متذكراً قول الرب “كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم” (مت١٢:٧) و من أجل حق احترام الغير تحملت الاتهام بالتزمت و الانغلاق فأنت بالحق تحمل الصليب.
و لو تبارى المجتمع فى التملق و الرياء و اتخذت انت من الصمت درعاً و رفضت الانزلاق معهم و عاملوك بجفاء و قسوة فأنت بالحق تحمل الصليب.
و ان كسرت شهواتك و اهوائك قاطعا عنك ملذات الجسد بكل اشكالها فانت بالحق تعيش حرا طليقا محلقا بجناحى الصليب طافرا فرحا “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى” (غل٢٠:٢).