آمال حليم: يوجد علاقة قوية مع هيئة تعليم الكبار من خلال بروتوكول التعاون.
• هيئة تعليم الكبار تتعاون مع الاسقفية في عقد الامتحانات وحصول أكثر من 2500 على شهادة تعليم الكبار الرسمية
• هناك تبادل الخبرات مع الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية وبعض مؤسسات المجتمع المدني
مديرة البرنامج : لدينا نماذج التحقت بالمرحلة الجامعية ونماذجحصلت على ماجستير
تأسست أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية في عام 1962م، وهي الذراع التنموي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى مر السنين قاد الأسقفية لفيف من الآباء الأساقفة الذين أثروا الأسقفية بالخبرات في جميع مجالات الخدمة حتى أسند قداسة البابا تواضروس الثاني، إلى نيافة الأنبا يوليوس أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية وتطورت وأثمرت خدمات وعلاقات داخل وخارج جمهورية مصر العربية.
وتلعب الأسقفية دوراً رائداً في الخدمات الدياكونية للفقراء والمجتمعات المحرومة والمهمشة في ربوع مصر ورؤية الأسقفية هي مجتمع قادر على استثمار طاقاته ويقبل التنوع ويحترم الاختلاف متمتعاً بالكرامة الإنسانية، كما أن رسالة الأسقفية هي إيقاظ الوعي الاجتماعي لدى الأفراد لتحرير المجتمع من عبودية الفقر والجهل والمرض، والتأكيد على القيم الإنسانية وتعزيز الهوية المصرية وقيادة التغيير من خلال مشاركة جماعية.
ويقود برنامج الأسقفية التغيير من خلال التدخلات الميدانية، ودعم تشكيل الكيانات المحلية، عن طريق العديد من البرامج داخل الاسقفية والتي تتمثل في ١٥ برنامج مختلف، وتزامنًا مع احتفال الأسقفية بمرور ٦٠ عامًا على تأسيسها، تأخذكم “وطني” في جولة تفصيلية لمعرفة البرامج المختلفة داخل الأسقفية وكيف تساهم الكنيسة القبطية في إحداث تغيير داخل المجتمع المصري.
ولأن التعليم هو أساس تحقيق التنمية، ولا تقدم لمجتمع به أمية، فأعطت أسقفية الخدمات اهتمام خاص لتعليم الكبار ومحو الأمية من خلال تأسيسها لبرنامج تعليم الكبار، والتقت وطني بالأستاذة أمال حليم إبراهيم مديرة برنامج تعليم الكبار لنعرف مسيرة الاسقفية في هذا البرنامج فإلى الحوار:
في البداية متى بدأت إنشاء برنامج تعليم الكبار؟
منذ تأسيس الأسقفية عام 1962م على يد المتنيح مثلث الرحمات الأنبا صموئيل، خدم برنامج تعليم الكبار ضمنياً من خلال البرامج التنموية المختلفة التي تهتم بكل فئات المجتمع في جميع جوانب الحياة وكانت نشأة البرنامج كانت من عام ١٩٨٦، وأسسه الأستاذ أمير نصر أستاذ تاريخ الكنيسة بالكلية الإكليريكية، وفي عهد نيافة الأنبا صرابيون بدأ الاهتمام بالتنمية الشاملة للمجتمع فبدأ الاهتمام بتعليم الكبار، والبرنامج يهتم بالفئة العمرية بداية من ١٥ عام فيما هو أعلى، والبرنامج يخدم كل فئات المجتمع وبجميع المحافظات.
وماذا عن رؤية البرنامج ؟
برنامج تعليم الكبار هو برنامج متميز من برامج أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية يهدف للمساعدة في القضاء على الأمية واستنارة العقل وليس محو الأبجدية فقط.
حدثينا عن مراحل تطور رحلة برنامج تعليم الكبار؟
تبنى البرنامج منهج “تعلم تحرر” الذي اعددته اللجنة المسكونية لمكافحة الأمية منذ عام 1986م حتى عام 2000مومن عام 2000م إلى عام 2003م استخدم البرنامج منهج “أتعلم أتنور” التابع لهيئة تعليم الكبار، ثم من عام 2003م، وحتى الآن تبنى البرنامج “منهجية تربوية النص” الذي يرتكز على فكر التوعوي من أجل تحرر الإنسان وإعادة بناء وعيه لفهم الواقع الذي يعيشه وتحليله والعمل على تغييره إلى الأفضل واكتشاف ذاته ومهاراته والتخلي عن السلبية والهامشية وترك الأفكار القدرية ليكون فعالاً في علاقته بالمجتمع والبيئة المحيطة به في البداية كانت الشهادة التي يحصل عليها الدارس تعادل شهادة الصف الثالث الابتدائي، ولكن بعد فترة من التشاور مع الهيئة العامة لتعليم الكبار والمجتمع المدني أصبحت الشهادة تعادل المرحلة الابتدائية، وفيما يخص الأسقفية تم إدخال منهج خاص بالحاسب الآلي لتعليم أساسيات الحاسب الآلي وبرامجه المختلفة ومواكبة التكنولوجيا، وإنشاء مكتبات للقراءة ولضمان عدم الارتداد للأمية مرة أخرى.
كيف يختار البرنامج المجتمعات ومنسقي الفصول التي يتعامل معهم؟
البرنامج له طريقين في العمل الطريق الأول عن طريق المجتمعات الأكثر احتياجًا التي تختارها أسقفية الخدمات وفقًا لمعايير محددة، وبعدما تختار الاسقفية المجتمعات التي ستعمل بها، يستهدف البرنامج الكبار داخل هذه المجتمعات لتحفيزهم لاستكمال تعليمهم.
والطريق الثاني من خلال الإحصائيات التي تصدرها الدولة عن الأماكن الأكثر أمية داخل المجتمع المصري فيتجه البرنامج لتلك المجتمعات ويخاطب الأفراد والمؤسسات الدينية لبدء برنامج تعليم الكبار واستهداف أكبر عدد من المواطنين، وهناك أيضًا أشخاص يأتون بشكل مباشر للبرنامج ويطلبون من نفسهم الالتحاق بفصول تعليم الكبار.
وبعد ذلك يبدأ خدام البرنامج في اختيار القيادات المحلية التي ستعلم الكبار ونقوم بتدريبهم، وأيضًا اختيار المكان الذي سيتم الدراسة فيه، والفصل الواحد غالبًا يضم من ١٠ إلى ٢٠ دارس، وإذا لم يكتمل هذا العدد نبدأ بالعدد الموجود مهما كان إيمانًا منا أنها ثمرة وبذرة ستطرح الكثير فيما بعد.
ما هي أهم المجتمعات التي عمل بها البرنامج؟
البرنامج يعمل داخل ١٨ محافظة، ولكن محيط القاهرة الكبرى من أكثر الأماكن التي انتشر بها البرنامج، وخاصة لأن أكثر الاسر جاءت زاحفة من المجتمعات الريفية أو الصعيد فيجدوا صعوبة في التعامل داخل القاهرة، ومن خلال لقاءات رفع الوعي الجماهيري حول أهمية التعليم عن طريق الاجتماعات العامة التي تتم في الكنائس يتم إثارة رغبة التعلم بداخلهم، وعندما نثير الوعي ونسرد لهم قصص نجاح تزيد رغبة التعلم لديهم، وقالت “آمال” على سبيل المثال منطقة المرج الشرقية منذ سنوات كان بها أعداد قليلة جدًا بالرغم من أمية معظم سكان المنطقة لأنهم نازحين من الصعيد، ولكن بعد فترة من العمل أصبح هناك الكثيرين يلتحقوا بالفصول واصح لدينا دارسين بالمرحلة الثانوية، وهكذا في منطقة عزبة خير الله، وأيضًا بقرية أولاد يحيى في سوهاج أصبح الآن هناك ١٨ سيدة بالمرحلة الإعدادية.
من خلال عملكم.. لماذا يقبل الكبار على التعليم بعد التقدم في العمر؟
تختلف أهداف الدارسين ببرنامج تعليم الكبار فهناك من يريد القراءة والكتابة فقط، وهناك من يريد الشهادة من أجل استخراج رخصة القيادة أو من أجل العمل والحصول على درجات أعلى داخل وظائفهم، وهناك من يريد استكمال مسيرة التعليم والتعلم بهدف الرغبة في ذلك.
من خلال عملكم.. اذكري لنا أعلى الشهادات العلمية التي حصل عليها بعض الدارسين بعد التحاقهم بتعليم الكبار؟
البرنامج يحصد الكثير من الثمار المتميزة في الشهادات العلمية، فهناك دارسين استكملوا مسيرة تعليمهم من خلال البرنامج حتى وصلوا للمرحلة الجامعية والتحقوا بكليات متميزة مثل كليات السياحة والفنادق وكلية التجارة وكلية الحقوق وكلية الخدمة الاجتماعية، وهناك من تخرج من كلية صيدلية.
ولم تقتصر النجاحات على الشهادات الجامعية فقط ولكن هناك نماذج استطاعت استكمال الدراسات العليا فمثلا هناك سيدة اخذت درجة الماجستير في الامومة والطفولة، وكانت بداية مسيرتها التعليمية من خلال برنامج تعليم الكبار.
بالأرقام.. كم عدد الحاصلين على شهادات في كل عام تقريبًا؟
ليس كل من يلتحق بفصول تعليم الكبار يرغب في الحصول على شهادة، فتقريبًا في خلال السنة يتم استخراج ما بين ٢٥٠٠ أو ٣٠٠٠شهادة، ولكن عدد الدارسين يكون أكثر من ذلك ولكن منهم من لا يريد الحصول على شهادة رسمية ويكتفي فقط بأنه أزال أميته وأصبح يقرأ ويكتب.
ما الذي يميز برنامج تعليم الكبار بأسقفية الخدمات ليكون جاذب لراغبي التعليم من الكبار؟
نشكر الله أن البرنامج من الجهات المتميزة في مجال التعليم وله صيت قوي بالمجتمع، والفضل يعود لله ولان البرنامج له مصداقية والتزام وأسلوب تعليم مختلف، ولأننا نتبع أساليب جديدة لتحفيز المواطنين فالبرنامج يحتوي على العديد من الأنشطة المتميزة والفعالة بدايةً من نشاط لقاء رفع الوعي الجماهيري والذي نقوم به من أجل تحفيز المجتمعات نحو التعليم وأهميته نشاط دورة التعلم للكبار والتي يكتسب من خلالها الدارسين الكبار مهارات القراءة والكتابة ثم نشاط الدورات التمهيدية وهي التي نقصد بها حلقة الوصل بين دورة التعلم ومواصلة التعليم للمرحلة الإعدادية وندرس بها منهج رابعة حتى سادسة ابتدائي ثم نشاط دورة مواصلة التعليم والذي يلتحقوا فيها بالمرحلة الإعدادية ثم نشاط المكتبة والتي نهدف بها ممارسة القراءة لضمان عدم الارتداد للأمية وتحقيق التنمية المستدامة وايضاً نشاط الحاسب الآلي والذي نكتسب الدارس من خلاله مهارات التعامل مع الكمبيوتر و برامجه المختلفة، كما نريد تسليط الأضواء على الكوادر المحلية المُدربة من خلال البرنامج على كيفية التعامل مع الدارسين الكبار وفتح فصول وتشغيل فصول التعلم المختلفة وأيضاً لا يمكننا أن ننسى هدف البرنامج في قيامه بالمتابعة الفنية الدورية لجميع القُرى والمناطق التي يعمل بها البرنامج بجميع القطاعات المختلفة بدايةً من قطاع الدلتا ومدن القناة وحتى الأقصر وأسوان.
وماذا عن شراكات البرنامج مع هيئة تعليم الكبار ومدى تطورها؟
البرنامج وقع بروتوكول مع هيئة تعليم الكبار وهي هيئة تابعة لمجلس الوزراء، والبرنامج سبق الهيئة في العمل داخل المجتمعات فالهيئة أنشئت عام ١٩٩٢، والهيئة هي الجهة الرسمية المنوطة بإعطاء الدارس الشهادات الرسمية لتعليم الكبار.
ماذا عن الشراكة بين البرنامج وبين منظمات المجتمع المدني؟
هناك شراكة قوية بين البرنامج وبين المشروع المسكوني للتنمية الشعبية وهذا المشروع له لجان بجميع البلدان العربية وهذه اللجان سميت بالشبكة العربية، والشبكة العربية تعقد لقاءات لتبادل الخبرات بين الخبراء من جميع البلدان العربية وهناك تبادل خبرات أيضا مع جمعية حواء المستقبل وجمعية المرأةوالمجتمع.
ما هي الصعوبات التي تواجه البرنامج؟
هناك صعوبات خاصة بالمواطنين كعدم الاقتناع بالتعليم في الكبر، وايضا هناك أقوال شائعة بالمجتمع المصري تحبط راغبي التعلم مثل (بعد ما شاخ ودوده الكتاب)، (اللي اتعلموا خدوا ايه) فهذه العبارات تكون عائق امامنا.
كما هناك أزمة ثقة بين عدد كبير من المواطنين وأماكن تعليم الكبار فهناك من لديهم خبرات سيئة مع بعض جهات تعليمالكبار الذي لم تفييدهم بشيء، وهناك بعض المجتمعات يعزف أفرادها على التعلم لأنهم يروا نماذج متعلمة غير محفزة، فكل هذه الأسباب تجعل هناك صعوبة في إقناع الكبار احيانا لاستكمال مسيرة التعليم.
وأيضًا التحدي الاقتصادي خاصة في السنوات الحالية في ظل ارتفاع الأسعار فلا يستطيعون ترك اعمالهم للذهاب الى فصول التعلم، ولكن نحن نحاول أن تكون مواعيد الفصول مختلفة وبها مرونة بحسب طبيعة عمل الدارسين.
تطلعينا على أحلام البرنامج ورؤيته المستقبلية؟
” مصر بلا امية”، لدى البرنامج رؤية مستقبلية كبيرة تتمثل في أن يكون المجتمع المصري خالي من الأمية تماماً ومواكبة مستحدثات العصر في التعلم فكما استطاعت مصر القضاء على فيروس سي وأصبحت مصر خالية من هذا الوباء المدمر، لدينا ايضاً الرؤية المستقبلية بأن يصبح مجتمعنا بلا أمية.