تتصاعد الزغاريد من بيوت الناجحين والناجحات في نهائي ماراثون الثانوية العامة, للحاق بالمقاعد الأمامية في قطار مكتب التنسيق في ظل مناحة السوشيال ميديا وارتفاع نسبة البكائيات, رغم الارتفاع الطفيف في نسبة النجاح هذا العام مقارنة بالعام الماضي, إذ بلغت في العام الدراسي الحالي 75% مقابل 74% العام الماضي. بكاء أولياء الأمور علي ما دفعوه في الدروس الخصوصية ليحصدوا مجاميع منخفضة تتراوح من 60 إلي 80%.
وزير التعليم الدكتور طارق شوقي لديه فكر لإصلاح منظومة التعليم المهلل الذي يعتمد علي التلقين والحفظ, لكن المدرسة مافيهاش شرح لأن المدرس يدخر جهده للشرح في السنتر, فهي بالفعل دائرة مغلقة ولن تنكسر إلا حين يقتنع أولياء الأمور بأن السنتر ليس إلا بابا خلفيا لأباطرة الدروس الخصوصية. الجميع يطالبون بإصلاح منظومة التعليم الذي تردي بصورة كبيرة خلال العقود الخمسة الماضية, لكن الجانب الأكبر يبدي مقاومة شرسة كلما لوح الدكتور طارق شوقي بإجراء تطوير أو إدخال تجديد لإعمال العقل والتركيز علي نظام الفهم وليس الحفظ, وقبل ثماني سنوات وضعت مصر مبادرة نحو مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر, في خطوة لحل مشكلات التعليم المزمنة والاهتمام بوعي وفكر المواطن, ومن ثم القضاء علي نسبة الغش في الامتحانات والتي تصل إلي نحو 80%, بحسب ما قاله وزير التربية والتعليم.
الواقع الحالي وعلي مدي سنوات يشير إلي ميل الأغلبية للاكتفاء بالمطالبة بتطوير التعليم نظريا وإرجاء التطوير عمليا إلي أن ينتهي الأبناء من التعليم, حتي لا يتم تطبيق الأنظمة الجديدة عليهم, ولكن عندما تشاهد برامج التليفزيون والحديث مع الضيوف الكرام ومطالبتهم بتطوير نظام التعليم, تستغرب وتضرب كفا علي كف, لأن الواقع عكس ما يقال في المنابر الإعلامية والمؤتمرات, فالواقع الحزين يؤكد أن الغالبية تتمسك بنظام التلقين والحفظ أي النظام القديم, والذي قاد إلي عدم تلبية الخريجين لمتطلبات سوق العمل.
وبرغم الجهود الذي يسعي لتطبيقها وزير التربية التعليم, إلا أن حملات الانتقادات التي يتلقاها شوقي وتنشر يوميا عبر مواقع التواصل من الأهل ومدرسي السناتر وراء حملة مقاومة النظام الجديد للثانوية العامة, فهم يريدون الحفاظ علي نظام آمن يضمن وصول الأبناء إلي الجامعة بأسهل الطرق وأكثرها أمنا. لكن في النهاية هذا النظام لا ينتج خريجين مؤهلين لديهم القدر الكافي من المهارت والمعرفة, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نريد تطوير التعليم فعليا أم سيظل الجميع يقف في وجه التطوير؟