أوضح المتحدث باسم السفارة الصينية بمصر أن بلاده أعربت في أكثر من مناسبة المشاغل الجادة والموقف الصارم الرافض لزيارة نانسي بيلوسي لتايوان أمام الجانب الأمريكي والمجتمع الدولي، لافتًا إلى أن تعد بيلوسي المسؤولة الرئيسية لمجلس النواب الأمريكي، والشخصية الثانية في تسلسل التداول الرئاسي في الولايات المتحدة، وستشكل زيارتها لتايوان استفزازًا خطيرًا للغاية، ورسالة خاطئة جدا للقوى الانفصالية الساعية لما يزعم “استقلال تايوان”، ومخالفة خطيرة لمبدأ الصين الواحدة، وانتهاكًا شديدا لسيادة الصين وسلامة أراضيها، وزعزعة شديدة للسلام والاستقرار في مياه مضيق تايوان، وضررًا بالغا للعلاقات الصينية الأمريكية، وستؤدي إلى وقائع وعواقب وخيمة جدًا، مهما كانت حجج وتوقيت الزيارة. هناك صين واحدة فقط في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ عن الصين.
وشدد على أن الالتزام بمبدأ الصين الواحدة من القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، والتوافق الشامل لدى المجتمع الدولي، ويعتبر الشرط المسبق والمرجعية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة وتطويرها. ففي عام 1979، تعهد الجانب الأمريكي في البيان المشترك بين الصين والولايات المتحدة بشأن إقامة العلاقات الدبلوماسية أن “الولايات المتحدة تعترف بحكومة جمهورية الصين الشعبية كالحكومة الشرعية الوحيدة للصين. وعلى هذا الأساس ستحافظ الشعب الأمريكي الأواصر الثقافية والتجارية وغيرها من الأواصر غير الرسمية.” لافتًا إلى أنه على مدى السنوات الأخيرة، تدعي الجانب الأمريكي أنه يلتزم بسياسة الصين الواحدة، غير أنه تتراجع عنها على الصعيد العملي، حتى تقوم بطمس وتجويف مبدأ الصين الواحدة، وتحاول تحدي واستفزاز الخط الأدنى للصين.
وقال المتحدث باسم جمهورية الصين الشعبية بمصر: “إن مسألة تايوان لها حيثيات تاريخية واضحة، وانتماء جانبي المضيق إلى صين واحدة هو حقيقة وواقع واضح أيضا، ولن نسمح بتصرفات “تخطي الخط الأدنى”، بل ونرفض رفضا قاطعا الأنشطة الانفصالية لـ”استقلال تايوان” وتدخل القوى الخارجية، ولن نترك أي مجال على الإطلاق لقوى “استقلال التايوان” أيا كان شكلها. وقد أكد رئيس شي جين بينغ خلال اتصاله الهاتفي مع الرئيس بايدن على أن الموقف لحكومة الصين والشعب الصيني من مسألة تايوان دائما وثابتا، وإن الحفاظ على السيادة الوطنية للصين ووحدة أراضيها بكل حزم يمثل الإرادة الثابتة للشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسمة. إن إرادة الشعب لا تقاوم، ومن يلعب بالنار سيحرق نفسه حتمًا. إن الجانب الصيني على أتم التأهب، وستتخذ خطوات حازمة للدفاع عن سيادة الوطن سلامة أراضيه إن تشبث الجانب الأمريكي بالخطأ. على الجانب الأمريكي تحمل كل العواقب الشديدة المحتملة، ونعني ما نقوله.”
وأجاب المتحدث عن سؤال حول موقف مصر من مسألة تايوان: “تربط بين الصين ومصر علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة. ومنذ اليوم الأول بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ظل الجانب المصري يلتزم بمبدأ الصين الواحدة، ويدعم موقف الصين ودعواتها المرتبطة مسألة تايوان. وخلال حضوره لمراسم افتتاح أولمبياد بكين الشتوي في فبراير الماضي، أكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفخامة الرئيس شي جين بينغ أن الجانب المصري يدعم دائمًا موقف الصين بشأن المصالح الجوهرية والاهتمامات الرئيسية. يقدر الجانب الصيني ذلك تقديرًا عاليًا.”
وأضاف: “في الوقت الراهن يشهد العالم تشابك التغيرات غير المسبوقة من مائة سنة وجائحة القرن، ويواجه تحديات خطيرة على مقدمتها التضخم المالي وأزمتي الطاقة والغذاء والتغير المناخي. بينما تثير الولايات المتحدة الانقسام والمواجهة وتخرب السلام والاستقرار في أنحاء العالم بغية الحفاظ على هيمنتها العالمية وتصدير الأزمات المحلية ونيل المكاسب السياسية الخاصة، وذلك معروف لدى ذوي الرؤية الثاقبة في داخل الولايات المتحدة وفي العالم. لقد أغرقت الولايات المتحدة الشرق الأوسط وأوروبا في الفوضى، وتمد براثنها إلى منطقة آسيا – المحيط الهادئ، الأمر الذي يثبت بالفعل أن الولايات المتحد هي أكبر مصدر للاضطراب في النظام الدولي، والأيدي الخفية للفوضى في العالم، وأكبر مخرب للسلام والاستقرار الإقليميين. يدعو الجانب الصيني المجتمع الدولي بما فيه مصر، إلى الوقوف بحزم إلى جانب الصين، وإطلاق النداء العادل للحفاظ على السلام واحترام السيادة، والتصدي بحزم لأنشطة انتهاك القانون الدولي والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية واعتداء سيادة الدول الأخرى وسلامة أراضيها، وبذل الجهود المشتركة للحفاظ على العدالة والإنصاف الدوليين، وصيانة السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.”