ما اجملك أيتها التوبة بل ما ابرعك جمالاً يا إله التائبين تمحو الخطية و كأن لا وجود لها و إن بقيت معنا ذكرياتها المؤلمة فكثرة إحسانك و حنان تعزياتك تلذذ نفوسنا “إن كانت خطايكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف” (اش١٨:١).
كم فرح الله بعودة اغسطينوس التائب عن خطاياه الكثيرة بدموع غزيرة. كم أفاض عليه من نعمته. كيف تحول الزانى إلى قديس؟ كيف تحول المجدف إلى اسقف؟ كيف تحول الخاطئ إلى مرشد للخطاة فى طريق التوبة؟ إنها توبة قوية ساندتها نعمة غنية لأن هذه هى طبيعة الله كثير الرحمة، بل و أكثر من هذا يرد الإساءة منا بالإحسان منه “الرب طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب و السيئة ” (عد٨:١٤). قد يؤدب إنما إلى حين “لأن السيد لا يرفض إلى الأبد فإنه لو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه”(مرا٣١:٣) لأن مكانة الابن فى حضنه هى كما هى.
و الجميل أن نفس أسلوب المعلم و السيد سلكه تلاميذه و رسله فيما بعد سواء بتعاليمهم أو بأفعالهم مثلما فعل القديس بولس مع خاطئ كورنثوس بمجرد توبته الصادقة أسرع بإرسال رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس يأمرهم “أطلب أن تمكنوا له المحبة” (٢كو٨:٢).
إن القديس بولس تعلم هذا المبدأ لأنه عاش هذه التجربة فى معاملة الرب له هو شخصياً “انا الذى كنت قبلاً مجدفاً و مضطهداً و مفترياً و لكننى رحمت.. و تفاضلت نعمة ربنا جدا مع الايمان و المحبة التى فى المسيح” (١تى١٣:١).