سوف نتحدث اليوم عن الفرق بين الغيبيات والنبوة و العارفين، فكل كلمة منهم لها مفهوم خاص بها، الله هو الوحيد الذي يدرك جميع ما يحدث للإنسان وهو الذي يدرك المستقبل وهو من يستطيع أن يغير القدر.
إن أمور حياتنا بكل تفاصيلها في يد الله، وهو القادر والمدبر لحياة كل حي. فالسعي خلف العارفين لمعرفة المستقبل يجعل الإنسان حائرًا وخائفًا، مما سوف يحدث وتدور تساؤلات عديدة حول تلك المواضيع منها:
هل يُعطي الله قدرة لإنسان أن يرى الغيب ويعرف المستقبل؟ ما هو المقصود بكلمة الغيبيات؟ وكيف نميز بين الغيبيات والنبوة؟ وهل النبوة موهبة يعطيها الله للأبرار ومن خلالها يتنبأ بالمستقبل؟ من هم العارفين وكيف ذكرهم الكتاب المقدس؟
وكما اعتاد موقع جريدة “وطني” أن يجيب على تساؤلات القراء .. لذلك توجهنا إلى مسؤولي الكنيسة حتى نجد إجابات واضحة وصحيحة.
_مفاهيم ومعاني لغوية
قال القمص أبرام جيد كاهن بكنيسة السيدة العذراء بعين شمس: لكل كلمة من تلك الكلمات لها مفهوم خاص بها ومعنى لغوي يجب أن نفهمه.. الغيبيات كلمة غيبي صفة تستخدم لوصف ما هو مخفي عن الإنسان من أمور وأحداث.. يمكننا أن نقسم الغيبيات إلى قسمين: الأول يخص الماضي أو الحاضر، والثاني هو ما يخص المستقبل، ويسمى التنبؤ بالمستقبل.
أما النبوة هي الإعلان والكشف عن ما يخص أمور المستقبل. ويطلق الكتاب المقدس لقب النبي على من يكشف له الله أمور مستقبلية، وقد تشمل النبوات تحذيرات الله لشعبه من تأديبات أو عقوبات قادمة عليهم بسبب شرورهم.
أو قد تشمل النبوات أحداث خلاصية تعزي الشعب أو مكافآت الله للأبرار، والتي تعطي المؤمنين رجاء في الحياة الأبدية.
العرّافة : هي معرفة وكشف ما هو مخفي عن الإنسان.. وقد ذكر سفر الأعمال حادثة إخراج معلمنا بولس الرسول شيطان من امرأة بها روح عرافة قائلًا: ” وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا… وصَرَخَتْ قَاِئلَةَّ: “هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الخَلاَصِ”. وَكَانَتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وقال:”أنا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا! فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ” (أع١٦: ١٦- ١٨).
_ الله الذي لا يغيب عنه أمر
لقد أعلن الكتاب عن كمال معرفة الله قائلًا: “وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا” (عب٤: 13). إن الله لا يخفى عنه مكان ولا زمان كقول دانيال النبي: “السِّرُّ الَّذِي طَلَبَهُ الْمَلِكُ لاَ تَقْدِرُ الْحُكَمَاءُ وَلاَ السَّحَرَةُ وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْمُنَجِّمُونَ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلْمَلِكِ. لكِنْ يُوجَدُ إِلهٌ فِي السَّمَاوَاتِ كَاشِفُ الأَسْرَارِ، وَقَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَا يَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ” (دا٢: ٢٧- ٢٨).
وأيضًا قول المرنم في المزمور: “لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِي ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا. أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟” (مز١٣٩: ٤- ٧).
_أحداث المستقبل تخص الله وحده
إن المستقبل لا يعلمه أحد غير الله وحده كقول الكتاب: “اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلًا: “رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي” (إش 46 : ٩- ١٠). وقد تحدى الوحي الإلهي من يدعي أنه إلهًا أن يظهر معرفته بالمستقبل قائلًا: “أَخْبِرُوا بِالآتِيَاتِ فِيمَا بَعْدُ فَنَعْرِفَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ، وَافْعَلُوا خَيْرًا أَوْ شَرًّا فَنَلْتَفِتَ وَنَنْظُرَ مَعًا” (إش٤١: ٢٣).
_الله لا يعطي مجده لآخر
يقاوم الله ويكشف كذب الأنبياء الكذبة كقول الكتاب: “مُبَطِّلٌ آيَاتِ الْمُخَادِعِينَ وَمُحَمِّقٌ الْعَرَّافِينَ. مُرَجِّعٌ الْحُكَمَاءَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَمُجَهِّلٌ مَعْرِفَتَهُمْ” (إش٤٤: ٢٥). إن الله لا يعطي مجده لآخر كقوله: “أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ” (إش٤٢: ٨).
_الله يكشف عن المستقبل في النبوة
وعن فكرة النبوة والتعمق فيها، قال القمص مرقس ميخائيل كاهن كنيسة العذراء والقديس باخوميوس بكوبري الناموس بالإسكندرية، إن تلك الموضوعات تشغل تفكير العديد من البشر الذين يسعون لمعرفة ما هو أبعد من الحدود الفكري، لذلك يجب أن ندرك أن النبوة يعلنها الله لبني البشر على صنع مشيئته. وسوف أذكر لكم بعض بركات النبوات التي يعلنها الله للبشر، مدعمة بالشواهد الكتابية:
_التحذير من خطر قادم
“هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي الْبَيْتِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ كَذلِكَ لاَ يَرْجعْ إِلَى الْوَرَاءِ” (لو١٧: ٣٠- ٣١).
_التشجيع وقت الشدة والتشبث بالإيمان
“لكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ” (يو١٦: ٤).
_التعزية والتشجيع
“لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ، تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا” (إش7: ١٦)
_الأنبياء يشهدون لله
الأنبياء يتكلمون بكلام الله ويسجلون أقواله في نبوات أسفار الكتاب المقدس. عندما تتحقق نبوات الأنبياء تصبح هذه النبوات أعظم شهادة عن ألوهية الله. لقد خص الوحي الإلهي الأنبياء بصفة الشهادة لله قائلًا: “وَمَنْ مِثْلِي؟ يُنَادِي، فَلْيُخْبِرْ بِهِ وَيَعْرِضْهُ لِي مُنْذُ وَضَعْتُ الشَّعْبَ الْقَدِيمَ. وَالْمُسْتَقْبِلاَتُ وَمَا سَيَأْتِي لِيُخْبِرُوهُمْ بِهَا. لاَ تَرْتَعِبُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. أَمَا أَعْلَمْتُكَ مُنْذُ الْقَدِيمِ وَأَخْبَرْتُكَ؟ فَأَنْتُمْ شُهُودِي. هَلْ يُوجَدُ إِلهٌ غَيْرِي؟ وَلاَ صَخْرَةَ لاَ أَعْلَمُ بِهَا؟” (إش٤٤: ٧- ٨).
_النبوة في العهد الجديد
اعتبر الوحي الإلهي الوعظ في العهد الجديد نوع من النبوة، لأن هدف الوعظ هو الإعلان المسبق عن عظمة حياة الدهر الآتي، ولهذا أطلق الوحي الإلهي لقب نبي على من يعظ كقوله: “وَيَهُوذَا وَسِيلاَ، إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضًا نَبِيَّيْنِ، وَعَظَا الإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ” (أع١٥: ٣٢).
_الأنبياء الكذبة الذي لم يرسلهم الله
إن الأنبياء الذي لم يرسلهم الله يعملون ضد الله، ويقاومون إرادته، وهدف نبواتهم أذية الناس كقول الكتاب: “لأَنِّي لَمْ أُرْسِلْهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، بَلْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ، لِكَيْ أَطْرُدَكُمْ فَتَهْلِكُوا أَنْتُمْ وَالأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ” (إر٢٧: ١٥).
_خطورة الثقة في الأنبياء الكذبة
ينتحل الأنبياء الكذبة صفة من صفات ألوهية الله بادعائهم النبوة ومعرفة الغيب. إن كلمة عرافة تترجم في الإنجليزية divination وهي مشتقة من كلمة divinity أي لاهوت، وهو الطبيعة الإلهية لله. إنهم يريدون أن يلجأ الناس إليهم على الدوام في كل أمورهم حياتهم؛ فيبعدونهم عن الله، الذي يجب أن يتَّكل عليه كل حي كقول الكتاب: “بِمَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا، يَا مُتَّكَلَ جَمِيعِ أَقَاصِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ” (مز٦٥: ٥).
إن الضلال والهلاك هو النتيجة الأكيدة للاتِّكال على الأنبياء الكذبة، لأنهم مملوؤن من روح إبليس المُضل الشرير. لقد حذر الكتاب من عاقبة الاتكال على الأنبياء الكذبة قائلًا: “اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟”(مت7: 15، 16).
_ الأنبياء الكذبة تجار يبحثون عن الربح القبيح.. الغيب لا يعرفه سوى الله
وفي نفس السياق، قال القس ابسخريون سعد كاهن كنيسة العذراء والملاك موريس بالعمرانية: الأنبياء الكاذبون هم العارفين الذين يدعون على أنفسهم أنهم يعلمون الغيبيات ويعرفون المستقبل أملًا في الحصول على منفعة مادية، أو وضع اجتماعي أفضل، أو مجد باطل، والكثير منهم يستعملون السحر أو الإيحاء والمكر والالتواء لإقناع الناس بقدرتهم على معرفة الغيب ويجب أن ندرك إن الغيبيات لا يعرفها إلا الله فقط .. ولقد أخبرنا الكتاب المقدس عن توبيخ معلمنا بولس الرسول لرجل اسمه بار يشوع ساحرًا نبيًا كاذبًا (عليم الساحر)، بقوله له: “أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟” (أع١٣: ١٠).
_”العارفين” لا يتكلمون بكلام الله
الأنبياء الكذبة “العارفين” لا يحققون خير الناس؛ فقد يخيفون الناس من ادِّعائهم متاعب قادمة على ضحاياهم، ثم يتركونهم في قلق وخوف، أو قد يربطون الناس بهم؛ فيتكلون عليهم وليس على الله، أو قد يأمرون الناس صراحة بمخالفة وصايا الله و الكثير من الأفعال المضلة التي تؤدي إلى هلاك الإنسان.
ولقد حذر الوحي الإلهي من الانقياد لهم، لأنهم يفصلون الناس عن الله راعيهم، حتى وإن لم يقولوا ذلك صراحة كقول الكتاب: “إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلًا: “لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا” (تث١٣: ١- ٢).
_كذب العارفون ولو صدقوا
يحاول العارفون ومدعوّ الروحانية والشفافية التنبؤ ومعرفة الغيب بالاستنتاج، أو بالتحايل والمكر لمعرفة أسرار غيرهم، وقد يلجأ البعض منهم لأعمال السحر (الاستعانة بالشياطين) لمعرفة الغيب.. وقد ينجحون في كشف بعض الأسرار، وقد يفشلون، لكن ذلك ليس دليلًا على صدق نواياهم، ولا يمكن أن ينفي عنهم شرهم وضلالهم.
لقد اعتبر الوحي الإلهي أمثال هؤلاء مجرمون في حق الجماعة مثلهم مثل القتلة والزناة، وهم يستحقون العقاب مثلهم كقوله: “وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ… لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ” (تث١٣: ٥).
_ ضرورة التمهل والفحص الدقيق
يجب على من يريد الإفلات من شر الأنبياء الكذبة، أن يثق في الله الصالح الذي يدبر دقائق وتفاصيل حياته، وألاَّ يكون فضوليًا شغوفًا لمعرفة ما أخفاه الله بحكمة عن البشر، لأنه من المحتمل جدًا أن يكون من يتنبأ بالمستقبل واحدًا من هؤلاء الأنبياء الكذبة، الذين سبق الرب يسوع وحذر من ضلالهم.
لقد أمر الكتاب بعدم التسرع في تصديق هؤلاء قائلًا: “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ” (١يو٤: ١).
_القاعدة الذهبية
إن القاعدة الذهبية لكشف ضلال الأنبياء الكذبة تعتمد على معرفة أفعال وأقوال من يدعي النبوة (ثماره) في ضوء ثمر الروح القدس. لقد أكد الوحي الإلهي تلك الحقيقة على فم القديس متى الرسول قائلًا: “هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً… فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ” (مت٧: ١٧- ٢٠).