فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي (لو 1: 46ـ47). صوم امتد إلي خمسة عشر يوما كان تتويجه تذكار إصعاد جسدها الطاهر الذي نحتقل به مع كنيستنا القبطية الأرثوذكسية غدا الموافق السادس عشر من الشهر القبطي مسري, كلنا يعلم قصة هذا الصعود الذي كان حتميا ولابد أن يكون لأن الجسد الذي حل فيه السيد المسيح له كل المجد من غير الممكن أن يكون باقيا في الأرض كأجساد بقية البشر.
يذكر التقليد أن السيدة العذراء توسلت إلي ابنها ألا تري لحظة مفارقة روحها الطاهرة من الجسد, ولكن الله الذي لايرد لها طلبا رأي بحكمته أنه لابد من هذا الأمر لئلا يشك في طبيعتها البشرية, فطمأنها أنه سوف يحضر إليها ويكون معها في هذه اللحظة لاستلام روحها الطاهرة وقد حدث.
كانت نياحتها بعد حياة امتدت نحو ستين عاما أو أكثر بقليل, قضت منها قرابة ثلاثة عشر عاما في الهيكل ثم أربعة وثلاثين عاما في بيت خطيبها يوسف النجار, ثم أربعة عشر عاما في بيت يوحنا الإنجيلي بحسب وصية ابنها يسوع المسيح علي الصليب أن تكون أمه البتول في بيت يوحنا الحبيب التلميذ البتول, وفي ذلك رد حاسم علي هرطقة من يدعي أن القديسة مريم أنجبت أبناء بعد ميلاد السيد المسيح فهي العذراء كل حين والدائمة البتولية والباب المغلق الذي شهد له حزقيال النبي قبل مئات السنين.
الأيقونة المنشورة أثرية تؤرخ بالقرن الثامن عشر, نجح فيها الفنان القبطي في إظهار تفاصيل الحدث وعلي الأخص القبر الفارغ وحوله التلاميذ في حالة دهشة وخشوع.
e.mail:[email protected]