مع أن القلب هو المركز النابض بالحياة، إن اعتل يعتل الجسم كله، إلا أنه من النادر أن استعملت كلمة القلب فى الكتاب المقدس بالمفهوم الفسيولوجى أو التشريحى و لكن غالباً بالمفهوم المعنوى للدلالة على ميول الإنسان و إتجاه رغباته و مشاعره كما يقول سفر الأمثال “فى قلب الإنسان أفكار كثيرة و لكن مشورة الرب هى تثبت”(أم٢١:١٩).
هذا القلب المعنوى قابل للمرض كما يقول اشعياء النبى عن شعبه “كل القلب سقيم” (اش١:٥) و فى نفس الوقت قابل ايضاً للتغير للأحسن كوعد الرب فى نبوة حزقيال “و أعطيكم قلباً جديداً و أجعل روحاً جديداً فى داخلكم، و أنزع قلب الحجر من لحمكم و أعطيكم قلب لحم” (حز٢٦:٣٦).
فإذا علمنا أن القلب هو مدبر سفينة الحياة فأى خسارة تعترى الإنسان لو أصابه سوء!! يجيبنا القديس انبا مقار [القلب هو مدبر السفينة (القبطان) الذى يأمر و ينهى و يدبر كل شىء، هو قائد المركبة الذى يمسك أعنة الخيل متى شاء أسرع بالمركبة و متى شاء أوقفها و أى طريق يريد الميل اليها تميل معه. المركبة كلها فى يد ماسك الأعنة كذلك القلب].
و لأهمية و خطورة وضع القلب تتجه إليه الوصايا “يا ابنى أعطنى قلبك” (ام٢٦:٢٣)،
و عدو الخير يعرف هذا فإذا وجه ضرباته فإنه يضرب بها القلب ليملك الزمام لذلك يحذرنا القديس بولس “أنظروا أيها الاخوة أن لا يكون فى أحدكم قلب شرير بعدم إيمان” (عب١٢:٣).
فيا رب اقبل تضرعنا حينما نبسط أيدينا أمامك لأجل أمراض قلوبنا و “كل صلاة و كل تضرع تكون من أى إنسان كان من شعبك …. الذين يعرفون كل واحد ضربة قلبه فيبسط يديه نحو هذا البيت فاسمع انت من السماء مكان سكناك و اغفر و اعمل و أعط كل إنسان حسب كل طرقه كما تعرف قلبه. لأنك انت وحدك قد عرفت قلوب كل بنى البشر” (١مل٣٨:٨).