قصة كفاح بطلتها الطالبة ناريمان احمد صالح، فلم تكن أعاقتها البصرية حال بينها وبين تفوقها في الثانوية العامة بنظامها الجديد، هذا النظام الذي شكا منه الطلاب وأولياء الأمور معا، حيث اجتهدت ناريمان حتى صارت الأولى علي دفعتها لكي تبرهن لجيلها ان الارادة وتحديد الهدف هو السبيل للوصول إلى أعلى المراتب بالرغم من إعاقتها البصرية، فهي حقا كفيفة البصر ولكنها في الواقع لديها بصيرة أكثر من نظرائها طلاب الثانوية الذين يعلقون عدم نجاحهم او قله مجاميعهم على شماعة صعوبة نظام الثانوية الجديدة.
التقت وطني الطالبة المتفوقة ناريمان أحمد، الأولي علي الجمهورية في الثانوية العامة من مدرسة المكفوفين بالاسكندرية و الحاصلة علي المركز الأول بمجموع 399,5.
وتحدثت ناريمان احمد ل”وطني”
قائلة:
سر نجاحي يتلخص في ثلاث نقاط:
اولا: تقربي من الله بالصلاة والدعاء
ثانيا: الفضل يرجع لأمي وأخي الأكبر في اهتمامهما برعايتي بعد وفاة والدي الذي توفي وأنا في عمر ١٣عاما.
مضيفة: مثلي الأعلى هو الدكتور الجليل الراحل “طه حسين” الذي وصل إلى تولي منصب وزارة التربية والتعليم حينذاك، بالرغم من إعاقته البصرية التي حولها الى حافزا له للنجاح والتفوق.
وعن عدد ساعات المذاكرة قالت ناريمان: بالنسبة لي خمسة ساعات يومية كانت كافية لتحصيل دروسي، وكان اعتمادي الأول على الدروس الخصوصية في جميع المواد الدراسية، حيث تحملت والدتي الأعباء المادية التي كانت تطلبها دروسي بالإضافة إلى معاشي من المرحوم والدي.
و اكملت: هدفي بعد الثانوية هو وصولي الى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، وبعد تخرجي من الكلية سوف اتوجه مباشرة لعمل دراسات تربية في اللغة عربية، لاني هدفي ان اصير مؤلفة حيث لدي هواية التأليف الروائي والشعري ومكتبتي بمنزلنا بها العديد من مؤلفاتي في الرواية والشعر.
واستطردت: نصيحتي لطلاب الثانوية العامة في الدفعات القادمة، التي ترى أن الثانوية العامة بنظامها الجديد بمثابة “بعبع” أقول لهم “اجتهدوا تجدوا وابتعدوا عن اللامبالاة” وأن الخوف مطلوب لكي نجتهد ونبتعد عن اللامبالاة
اما نصيحتي لأولياء الأمور أقول لهم ثلاث نصائح :
١-“بلاش الضغط” على أبنائكم أكثر من اللازم
٢- أن لا يرفعوا سقف طموحات أبنائهم و يرتضوا بقدراتهم كما هي
٣- أن لا يقارنوا أبنائهم بنظرائهم من الطلبة
وعن نظام الثانوية العامة الجديد قالت: “مفيش حاجة من صنع البشر كلها كويسة هو النظام الجديد كويس” لكن عيوبه بعض نوعية الأسئلة التي تتطلب الاختيار من بين أربعة اجوبة، ففي بعض المواد وجدنا صعوبة في حلها حيث يوجد الاسئلة التي بها اجابتين متشابهتين صحيحتين لدرجة ان المدرسين نفسهم كانوا يختلفون في اختيار الاجابة الصحيحة لان السوال الواحد به إجابات متشابهة بالفعل.
واشارت ان هذا كان يحدث تحديدا في مواد الفلسفة وعلم النفس والتاريخ حيث كان يختلف عليها المدرسين حيث انها مواد بطبيعتها الاكاديمية تحتمل آراء مختلفة وكلها صحيحة من وجهة نظر كل شخص، وبالتالي هذه المواد تحتمل تعدد الآراء من وجهة نظر كل مدرس فما بالكم بإجابة الطالب نفسه.
وأكملت أنا أقطن بمحافظة البحيرة لذلك كانت ايام” بهدلة” في طريقي للمدرسة طيلة مدة دراستي بالثانوية بمدرسة الإسكندرية لذلك كانت والدتي تذهب معي يوميا الي الاسكندرية
وطالبت ناريمان: أتمنى من وزارة التربية والتعليم عمل مدرسة للثانوية العامة للطلاب المكفوفين بالبحيرة.
وأضافت: أتمنى توفير مكان للسكن مع والدتها بجوار الكلية التي أرغبها وهي كلية للاقتصاد والعلوم السياسية موضحة: “لاني مش عايزة اتعب ماما تاني في فترة دراستي الجامعية”
واختتمت ناريمان حديثها: اتمني لطلاب الثانوية في الدفعات القادمة والراسبين التفوق في حياتهم الدراسية القادمة.
Attachments area