حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أعضاء مجلس الأمن الدولي على تجديد التزامهم “بالحوار والدبلوماسية والثقة المتبادلة” واصفًا إيّاها بـ “الأدوات الأبدية للسلام”، وقال جوتيريش لمجلس الأمن، إن الطريق إلى السلام “يُجبل بالحوار والتعاون” ويتم تمهيده من خلال “فهم مشترك للتهديدات والتحديات”، عائدًا من أوكرانيا وتركيا ومولدوفا.
روى جويتريش لأعضاء مجلس الأمن كيف شاهد بنفسه النجاح الذي حققته مبادرة البحر الأسود حتى الآن لشحن الحبوب وغيرها من الإمدادات الغذائية الحيوية لبقية أنحاء العالم من الموانئ الأوكرانية، مشيرًا إلى اتفاقية أخرى للوصول دون عوائق للأغذية والأسمدة من روسيا إلى الأسواق العالمية.
وقال إن هذه الخطة الشاملة “أمر بالغ الأهمية للأشخاص والبلدان الأكثر ضعفا في العالم، والذين يعتمدون بشدة على هذه الإمدادات الغذائية، إنه مثال ملموس على كيف يمكن أن يبعث الحوار والتعاون الأملَ، حتى في خضّم الصراع.”
ودعا جوتيريش إلى “نفس الالتزام بالحوار والنتائج” فيما يتعلق بمحطة زابوروجيا للطاقة النووية، الخاضعة حاليًا للسيطرة العسكرية الروسية، معيدا التأكيد على القدرات اللوجستية والأمنية للأمم المتحدة لدعم مهمّة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية من كييف إلى أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا.
ومن الانقلابات العسكرية إلى النزاعات بين الدول، والاقتحامات و “الحروب التي تمتد” لسنوات، فإن نظام الأمن الجماعي اليوم “يتم اختباره كما لم يحدث من قبل” بحسب جوتيريش، ولفت الانتباه إلى الخلافات العالقة بين القوى العظمى في العالم، بما في ذلك في المجلس، والتي تستمر في الحدّ من الاستجابة الجماعية؛ والمساعدات الإنسانية الممتدة إلى نقطة الانهيار؛ وتعرض حقوق الإنسان للاعتداء؛ وانعدام الثقة.
وأشار الأمين العام، إلى أن “العديد من الأنظمة التي تم إنشاؤها منذ عقود تواجه الآن تحديات لم يكن من الممكن تصوّرها لأسلافنا – الحرب الإلكترونية والإرهاب والأسلحة الفتّاكة ذاتية التشغيل.”
كما “ارتفع الخطر النووي إلى أعلى نقطة له منذ عقود.”
وتابع أن الأدوات الدبلوماسية التي تفادت حربًا عالمية كارثية أخرى “أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.” ومع ذلك، فهي بحاجة إلى التحديث “لبيئة السلام والأمن الدوليين المتدهورة بسرعة اليوم.”، مشيرًا إلى نموذج جدول أعمالنا المشترك للعمل متعدد الأطراف: “نحن بحاجة إلى إعادة صياغة توافق عالمي.. لضمان الأمن الجماعي.”، بالإضافة إلى استكشاف “صندوق الأدوات الدبلوماسية” لإنهاء النزاعات، يركز أيضًا على الوقاية وبناء السلام – بما في ذلك توقع نقاط التوتر والظروف طويلة الأمد التي يمكن أن تنفجر إلى عنف؛ وتسخير حقوق الإنسان في معالجة الأسباب الجذرية للنزاع؛ بناء الثقة بين الناس الذين يشتركون في حدود مشتركة؛ الحد بشكل جماعي من مخاطر الحرب السيبرانية وما يُسمّى بالأسلحة الفتّاكة ذاتية التشغيل.
وشدد الأمين العام على أن “المؤتمر الاستعراضي العاشر للأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الذي سيُعقد هذا الشهر يجب أن يثبت أن التقدم ممكن.” مجددًا دعوته إلى جميع الدول الأطراف “لإبداء المرونة والاستعداد لتقديم تنازلات عبر جميع المفاوضات.” و أن “القعقعة النووية يجب أن تتوقف” وعلى الدول إعادة الالتزام “بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لتخفيف التوترات وإنهاء سباق التسلح النووي بشكل نهائي.، في هذه اللحظة، حيث يوجد “الخطر الأكبر على عالمنا” أكد الأمين العام أن “مستقبل البشرية في أيدينا” وأصرّ على استبدال الانقسام بالحوار والدبلوماسية، “لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب.”
وقال إن التفاوض والتسوية والمساءلة – كلها أمور ضرورية للمستقبل، مشددا على أنها تمثل دول العالم، الأمم المتحدة هي “أفضل أمل للبشرية لبناء غد أفضل وأكثر سلاما.، بينما نطوّر جدول أعمالنا الجديد من أجل السلام، دعونا نثبت أننا تعلّمنا من دروس الماضي.”
وحذر من أن التكنولوجيا تخلق مستويات جديدة من المخاطر، بما في ذلك مستوى عدم الانتشار، والتي تشكل مصدر قلق متزايد في جميع المناطق. مضيفا أن اتفاقات نزع السلاح يجب أن تكون في “الصدارة والمركز” بالنسبة للدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مضيفا أن منع أي استخدام للأسلحة النووية يظل أولوية قصوى لعكس الاتجاهات الخطرة والقضاء على احتمالية الإطلاق غير المقصود.وبالنسبة لبعض الدول، أكد أن الحدّ من المخاطر النووية ليس بديلًا عن نزع السلاح الكامل.