أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة، باستعداد مجتمع العمل الإنساني لتفعيل خطة الطوارئ المشتركة بين الوكالات من أجل توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في حال طرأ تدهور على الوضع ووقوع تهجير على نطاق واسع. وذلك في أول تقرير موجز للمستجدات بشأن التصعيد في قطاع غزة وإسرائيل.
وبحسب موجز المستجدات الأول الذي رصد آخر التطورات حتى السادس من آغسطس 2022، أسفرت الغارات الجوية على قطاع غزة عن سقوط ضحايا وإصابات وتدمير عدد من البنايات السكنية، وأدى إطلاق الصواريخ من غزة إلى إلحاق الأضرار بمنزل في إسرائيل وإصابة مدني واحد وجنديين ووقوع أضرار محدودة بالممتلكات، نقلا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وذكر التقرير أنه وفقا لوزارة الصحة في غزة، قتل ما لا يقل عن 15 فلسطينيا، من بينهم طفلة تبلغ من العمر خمسة أعوام، وأصيب نحو 125 آخرين حتى الساعة 15:30 بالتوقيت المحلي في 6 أغسطس، وترصد المنظمات الشريكة في مجموعة الحماية وتوثق الانتهاكات التي يُحتمل أنها تمس بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، إلى جانب عدد الضحايا.
وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينجز، قد دعت في بيان يوم أمس السبت إلى ضرورة أن تتوقف الأعمال القتالية لتحاشي المزيد من الوفيات والإصابات في صفوف المدنيين في غزة وإسرائيل. “يجب أن تحترم جميع الأطراف مبادئ القانون الدولي الإنساني بما في ذلك مبادئ التمييز وتوخي الحيطة والتناسب.، وتشير المعلومات إلى تهجير 40 أسرة منذ 5 أغسطس في التجمعات السكانية التي استضافتهم، بما فيها 30 أسرة كانت تقيم في البرج الذي لحقت به الأضرار بسبب قصفه في غارة جوية في مدينة غزة.
وذكر التقرير أنه بحسب تأكيدات وزارة الأشغال العامة والإسكان، فإن نحو 650 وحدة سكنية أصابتها أضرار جزئية، من بينها 29 وحدة ما عادت تصلح للسكن، ودمرت 11 وحدة تدميرا كاملا، في حين لحقت أضرار طفيفة بوحدات سكنية أخرى. ولا تزال الجهود تبذل مع وزارة التنمية الاجتماعية لمساعدة المتضررين، ولم تفتح وكالة الأونروا أي مراكز إيواء في حالات الطوارئ لاستقبال المهجرين. وتنقل المواد غير الغذائية والمواد الغذائية الجاهزة عبر أنحاء غزة لتحضيرها للتوزيع داخل مراكز الإيواء في حالات الطوارئ في حال تهجير المزيد من الأشخاص.
وباشر مجال مسؤولية الإجراءات المتعلقة بالألغام تنفيذ خطة التوعية بالمخاطر في حالات الطوارئ. وستركز الرسائل على الجاهزية والحماية خلال حالة الطوارئ، بما يشمل إرشادات السلامة في حالات الإخلاء والتماس الملاذ الآمن، وسيتم إرسال هذه الرسائل عبر مختلف الوسائط، بما فيها محطات الإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعي ويعمل مجال مسؤولية الإجراءات المتعلقة بحماية الأطفال على تقييم أثر تصعيد النزاع على الفئات الضعيفة، ولا سيما الأطفال، ويستشرف الحاجة إلى خدمات حماية الأطفال والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي على نطاق موسع ومنظم ومتخصص. ويجري العمل على إعادة تفعيل تقديم الاستشارات عن بعد للأطفال وأسرهم، بما يشمل الإسعاف الأولى النفسي، وتخصيص خط ساخن للاتصال المباشر.
كما أغلقت محطة غزة لتوليد الكهرباء ظهر يوم 6 أغسطس بسبب نقص الوقود، مما تسبب في انقطاع الكهرباء بصورة متواصلة لمدة تزيد عن 20 ساعة في اليوم. وهذا يعرض استمرار الخدمات الأساسية والضرورية للخطر الشديد.
واصلت السلطات الإسرائيلية إغلاق معابرها الحدودية مع غزة منذ 2 أغسطس بحجة المخاوف الأمنية. ونتيجة لذلك، لم يسمح للناس بدخول غزة والخروج منها، ولم يتمكن المرضى من الخروج ولم تدخل السلع الأساسية، بما فيها الغذاء والوقود.، وبسبب نقص الوقود الذي فاقمه إغلاق معابر غزة منذ 2 أغسطس، باتت إمدادات الكهرباء العامة محدودة بالفعل، ويتوقع أن تنقطع خلال الأيام المقبلة. وسوف يلحق ذلك ضرر جسيم بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بما فيها إمدادات المياه النقية والنظافة الصحية والرعاية الصحية.
وأشارت شركة غزة لتوزيع الكهرباء إلى أن العمل جارٍ على تصليح عدد من خطوط الكهرباء بعدما أصابتها بعض الأضرار.
الأضرار الصحية
الأجهزة الطبية والتشخيصية معطلة في بعض الحالات بسبب القيود المفروضة منذ أمد بعيد على إدخال بعض اللوازم إلى قطاع غزة. وفضلا عن ذلك، ثمة مخاوف إزاء نقص الوقود اللازم لسيارات الإسعاف والمولدات في المستشفيات.، وتتوفر إمدادات علاج الصدمات، ولكن ثمة نقص مزمن في الأدوية الأساسية في غزة. فوفقا لوزارة الصحة، هناك نقص تبلغ نسبته 40 %في الأدوية و32 % في اللوازم الطبية و60 % في اللوازم المستهلكة المخصصة للمختبرات. ،ولم ترد التقارير التي تفيد بإصابة البنية التحتية للمياه والصرف الصحي بأضرار. ومع ذلك، من المتوقع أن تعطل الخطة المعلنة بشأن تقليص إمدادات الكهرباء بسبب نقص الوقود تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى حد كبير، بما يشمله ذلك من تقليص إمدادات المياه من الآبار ومحطات التحلية، فضلا عن تراجع نوعية مخرجات معالجة مياه الصرف الصحي.
خمسة قتلى من اللاجئين
في بيان منفصل، أعربت الأونروا عن قلق عميق إزاء الأحداث التي وقعت في غزة خلال اليومين الماضيين. وذكر البيان الصادر عن المتحدث باسم الأونروا أنه بالأمس قُتل خمسة من لاجئي فلسطين في مخيم جباليا، بينهم طفلان ارتادا مدارس الأونروا.
وتعمل طواقم الأونروا الأساسية على مدار الساعة لمراقبة الوضع وضمان تقديم الخدمات الهامة. وحذرت من أن الأثر النفسي الاجتماعي العميق للنزاعات المتضررة على سكان غزة، وخاصة الأطفال، واضح بشكل ملموس. كما أعربت الأونروا عن إدانتها بشكل قاطع قتل وإصابة جميع المدنيين الذين يتمتعون بالحماية من الهجمات بموجب القانون الدولي، وتنفيذ عمليات عسكرية في محيط المدنيين والمواقع المدنية، ودعت جميع الأطراف إلى ضمان حماية المدنيين، بمن فيهم لاجئو فلسطين، معربة عن أعمق تعازيها لأسر المتضررين من التصعيد الأخير في الأعمال العدائية.