تستعد الدول الأفريقية لمشاركة فعالة ومثمرة في القمة العالمية لتغير المناخ، التي تستضيفها مصر خلال نوفمبر القادم، لتحقيق الاستفادة المثلى من المؤتمر، لدعم برامج التنمية والتكيف مع المناخ، وتخفيف الكربون، لأنها أكثر الدول تضرراً من آثار تغير المناخ، على الرغم من أنها الأقل انتاجاً للانبعاثات الكربونية.
ومنذ يومين انتهت زيارة عدد من قيادات البنك الأفريقي للتنمية إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، لعرض تقرير التوقعات الاقتصادية الأفريقية 2022، الصادر عن البنك، والذي لقى صدى لدى واضعي السياسات وأصحاب المصلحة الآخرين، خلال اللقاءات التي جرت في كلا البلدين، بمشاركة صندوق النقد والبنك الدوليين، ومركز التنمية العالمية، ومعهد «بروكينجز»، والمجلس الأطلسي، وكلية لندن الجامعية.
وقال ألويسيوس أوتي أوردو، مدير مبادرة نمو أفريقيا في معهد بروكينجز: «نحن نستعد لمؤتمر الأطراف 27، باعتباره مؤتمر الأطراف بشأن أفريقيا»، وأضاف أن التقرير يعرض توصيات سياسية قابلة للتنفيذ، يجب أن تشكل الأساس للمناقشات حول كيفية دعم قدرة أفريقيا على الصمود في وجه تغير المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير للمناخ الـ27، الذي تستضيفه مصر في نوفمبر المقبل.
ولاحظ يعقوب مولوجيتا، أستاذ سياسة الطاقة والتنمية في كلية لندن الجامعية، أن الفرص الاجتماعية والاقتصادية التحويلية يجب أن تكون في طليعة انتقال الطاقة الخضراء، وذلك يتطلب تكنولوجيات جديدة، فضلا عن تمويل المناخ، وهو بمثابة تمويل إضافي يتجاوز المساعدة الإنمائية الرسمية.
وأشار أبيبي سيلاسي، مدير قسم شؤون أفريقيا في صندوق النقد الدولي، متحدثاً خلال عرض التوقعات الاقتصادية الأفريقية، في مقر المنظمة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، إلى أن صانعي السياسات الأفارقة يواجهون مهمة لا يحسدون عليها، وهي الحاجة إلى استثمار تريليونات الدولارات في الانتقال إلى طاقة أنظف، تحتاجها المنطقة للمضي قدماً في تنميتها.
ودعا نائب رئيس البنك الأفريقي، كيفن أوراما، خلال العديد من العروض التقديمية، العالم إلى التعامل مع تمويل المناخ بنفس القوة التي تناول بها جائحة كوفيد -19، وأن تفي الدول المتقدمة بالتزامها بتوفير 100 مليار دولار في تمويل المناخ للبلدان النامية، لدعم التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره.
وأشار إلى أن أفريقيا تواجه ضعفاً كبيراً في المناخ، ويؤثر تغير المناخ على الملايين، إذ يوجد 600 مليون أفريقي بدون كهرباء، ولإيجاد فرص العمل والحد من الفقر، تحتاج أفريقيا إلى الطاقة، لافتاً إلى أن هناك العديد من الأفكار للتمويل، تتسم بالجرأة والابتكار، واختتم بقوله: «الآن هو الوقت المناسب للاستفادة منها، فانبعاث ثاني أكسيد الكربون لا يعرف الحدود، كما أنه لا يحتاج إلى تأشيرة للسفر».