الزيادة السكانية مشكلة تؤرق الدول, وتعد الصين من أهم الدول التي حاربت زيادة السكان منذ عقود ونجحت.
في عام 1953 أجرت الصين أول تعداد سكاني بعدما أدركت أن الزيادة السكانية تمثل عائقا كبيرا علي معدل النمو الاقتصادي وتجهض الكثير من خطط التنمية.
البداية جاءت بالدعاية والتوعية بوسائل منع الحمل, ولأنها لم تحقق الهدف لذا فرضت السلطات سياسة صارمة, بكح جماح النمو السكاني المنفلت بإلزام
إنجاب طفل واحد فقط طيلة 40 سنة.
في عام 1956 أعلن الاتحاد الديموقراطي للنساء الصينيات تطبيق حملة لتحديد النسل, وقامت الصين بأربع حملات من 1965 حتي1971 تحت مسميأجل..طول..قلل, ومعناها تأجيل الزواج ليكون في أواخر العشرينات وزيادة المدة بين إنجاب الأطفال وإنجاب أقل عدد من الأطفال وتحديدا طفل واحد.
لكن بعد فترة اعتبرت السلطات أن الحملة لم تؤت بثمارها المطلوبة فدشنت حملة أخري بشعار صارم طفل واحد, وكانت تقدم حوافز للأسر الملتزمة وعقوبات حال الخروج عن القانون من خلال تقليل الدعم لبعض الخدمات وفرض ضرائب إضافية.
والنتيجة كانت تراجع معدل الزيادة السكانية إلي 0.5% عام 2008 وارتفاع متوسط العمر المتوقع إلي 71 عاما للذكور وإلي75 عاما للإناث.
وأخيرا أفرجت الحكومة عن طفل ثان. وفي مصر.. من غير المنطقي أن تظل الحكومة تنفق مئات المليارات من الجنيهات علي دعم الأسر الفقيرة في الوقت الذي تدرك فيه أن السبب هو زيادة عدد أفراد الأسرة دون وعي, وبعدها نشكو بأن الحكومة تولي ظهرها للمواطن الفقير.
والحقيقة هي أن ما يتم توفيره من تمويل ضخم لدعم مزيد من البشر يجب أن يوجه إلي التعليم والصحة والسكن والعمل وهنا الفرق.
في الفترة الحالية يعتبر وقف نزيف الزيادة السكانية ضرورة قصوي حتي نشهد نهضة تنموية حقيقية إلي حين يسترد الاقتصاد المصري عافيته وبعدها ينطلق التعداد السكاني حيث يحتاج الاقتصاد للثروة البشرية التي يثمنها العالم بالأغلي والأقوي تأثيرا.
الآن هي عبء ثقيل, أما من الغد بعد أن يشتد عود الاقتصاد القومي فسوف تحتاج التنمية لمزيد من العمالة.
ولعل جهد الدولة الذي ينصب بامتداد الثماني سنوات الأخيرة يصب في نفس الاتجاه حيث تخطط الدولة لإضافة ملايين الأفدنة وزراعتها بالمحاصيل لتقليل الاستيراد والخروج من الأزمات في أزمنة الحروب ودخول مزيد من العمالة سوق الإنتاج والتطوير.
فقط تحتاج الحكومة عنصر الحسم في هذا الملف بالغ الخطورة الذي بإمكانه التهام كل المنجزات الحاصلة علي الأرض, أما التطبيق الحاسم فسوف يؤتي بالثمار المرجوة.