أثير في الفترة الماضية جدلاً حول خبر نشر بمجلة المصور بفترة الستينيات، تحت عنوان ” سر يذاع لأول مرة سفينة الفضاء المصرية”، حيث تصدر الغلاف باللون الأحمر وصور لرواد الفضاء المصريين، هذه الفترة التي شهدت منافسة عالمياً بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيني لبناء سفن فضاء الغرض منها الهبوط فوق سطح القمر .
وأشار عدد مجلة المصور وقتئذ إلى تحقيق كامل بالصور يروج لسفينة فضاء مصرية عام 1965، وشغل التحقيق 10 صفحات بالصور من المجلة، يبدأ بمقدمة مشوقة يقول فيها المحرر الصحفي: “96 ساعة مضت قبل أن أحصل على موافقة خاصة بدخول منطقة الأسرار.. منطقة أبحاث الفضاء المصرية.. ومضت بنا السيارة إلى مكان ما في منطقة ما ببلادنا لنعيش ساعات غير متصلة.. قصة كفاح علمي ينتهي بنا إلى إطلاق أول كبسولة فضاء عربية تحمل كائناً بشرياً حياً مصرياً إلى الفضاء الخارجي”.
ويحدثنا المحرر الصحفي عن مغامرته داخل وحدة أبحاث الفضاء فيقول: “إن المنطقة محاطة بأسوار مرتفعة شيدت بطبقتين من الأسمنت المسلح ، والباب كبير هائل” .. وفي الداخل شيدت غرفة الضغط من الحديد والصلب ، وهي الغرفة التي يمكن أن تقول عنها إنها أشبه بسفينة فضاء فوق الأرض. تفاصيل بنائها من الداخل قريبة جدا من تفاصيل سفينة الفضاء السوفيتية “فوسخود 2”
ويضيف أن أبحاث الفضاء المصرية تعمل منذ أعوام قليلة في الإعداد لإطلاق القمر الصناعي المصري والكبسولة المصرية.
وأعلن “المحرر” عن بشري للقراء بأنه بناء على توجيهات الرئيس عبد الناصر تقوم لجنة مكونة من علماء القوات الجوية والصواريخ وبعض الأطباء المصريين وعلماء الفلك والهندسة يعدون برنامجا دراسيا سيخصص للدراسات العليا التي تعدها جامعة القاهرة لأبحاث الفضاء كي يتخرج إلى الحياة جيلاً جديداً من الجامعيين الدارسين للفضاء وعلومه .
الكاتب ميشيل تكلا يرد ..
وبعد شهر من إذاعة خبر السفينة الفضائية وصور رواد الفضاء ، كتب ميشيل تكلا المتخصص في الشأن العلمي والكاتب بجريدة وطني تحت باب “أحدث أنباء العلوم” مقالا يوم 16 مايو 1965 تحت عنوان “تكاليف سفينة الفضاء كبناء الأهرامات الثلاثة” وقال : “برزت في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيني صناعة جديدة الغرض منها الهبوط بسفن فضاء قوية فوق سطح القمر قبل حلول عام1970 والرحلة إلى القمر ليست مجرد مغامرة فحسب بل هي من المشروعات الصناعية الجبارة التي ظهرت فجأة في تاريخ البشرية ولاسيما في الدولتين الكبيرين المشار إليهما”.
وقال: “ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تعمل أكثر من عشرين ألف شركة في 47 ولاية وتنقل جبال من المادة من مكان لآخر استعداداً لغرو القمر والهبوط علي سطحه ويستعد الآن 315 ألف رجل للعمل في مشروع أبوللو أو برنامج القمر. وتنفق الحكومة بسخاء بلايين الدولارات لإنجاز هذا المشروع العلمي العظيم لتحقيقه قبل عام1970.
تكاليف الأهرامات الثلاثة
وتابع:”يعد مشروع أبوللو أعظم مشروع علمي يحققه إنسان القرن العشرين وبقدر تكاليفه يناله بما يوازي ما اتفق علي بناء الأهرامات الثلاثة وما استندت من جهد ومال ورجال بثلاث مرات وأكثر مما اتفق علي بناء أول مفاعل ذري وإنتاج أول قنبلة ذرية انهي بها الحلفاء الحرب العالمية الثانية بخمس مرات.
وتابع :”ويقدر الأخصائيون تكاليف بناء المشروع العظم بعشرين بليون دولار ينفق نصفها في مشروعات مركز وجيني وغيرها من المشروعات الأولية الاستطلاعية الضروية اللازمة. أما سفينة القمر نفسها(أبوللو) فسوف تتكلف خمسة بلايين دولار وتتسع لثلاثة رجال للسفر إلي القمر والعودة إلي الأرض أما الخمسة البلايين دولار الأخري فسوف تخصص لبناء صواريخ من طراز ساتورن حرف ”ف” لقذف السفينة إلي الفضاء الخارجي.
وفيما يلي عرض للخبر كامل الذي نشره الكاتب “ميشيل تكلا ” ليوضح حجم وأسباب تكاليفة مثل هذه المشروعات الكبيرة ، والذي يبنى على علم وايضاَ يحتاج الى مبالغ طائلة من المال .
ومن جهته قام موقع “وطني” قبل أسبوع من كتابة هذا الخبر بمحاولة الاتصال بـ” EGSA- Egyptian Space Agency وكالة الفضاء المصرية” لطلب التعليق على الخبر، وتم ارسال ايميل على موقعهم الخاص [email protected] ومع ذلك ، لم يتم تلقي الردود بحلول وقت النشر الأولي لهذا الخبر، وسيتم تحديث هذا الخبر إذا تم تلقي الردود .