هذه الكلمات نادى به إرميا النبى وسط ضيقة السبى البابلى و هى نفسها ترن فى أذن كل متضايق تحت اى ضغط ماذا فعلت يارب حتى سمحت لى بهذا الضيق.
و قبل اى كلام ليكن معلوما انه ليست كل الضيقات بسبب خطايا فالسبى البابلى جرى أيضا على اتقياء قديسين كالثلاثة فتية و دانيال و غيرهم. و لكن حتى هؤلاء ظهرت واحدة من أهم سمات قداستهم أنهم لم يعاندوا إرميا النبى او يكذبوا نداء رسالته بالتوبة و لا قالوا ان الله لا يمكن ان يكلم شعبه المحبوب المختار بهذه الضيقة الصعبة لكن اتخذوا عبرة من الرسالة و عاشوا فى ملء التقوى.
علينا ان نكون أمناء مع انفسنا فى كل ضيقة لئلا تفوتنا الفرصة الثمينة كما فاتت على كثير من بنى اسرائيل فى السبى و لم يقدموا توبة صادقة بل كان كل همهم كيف يهربون من الضيقة.
“لنفحص طرقنا و نمتحنها و نرجع إلى الرب لنرفع قلوبنا و أيدينا إلى الله فى السموات” (مرا ٣: ٤٠).
كان للابن الشاطر نقطة بيضاء عبرت به من الموت إلى الحياة إذ استفاد من رسالة الاحتياج و مذلة الجوع و رجع إلى نفسه و قال “كم من أجير لأبى يفضل عنه الخبز و انا هنا اهلك جوعا” (لو ١٥ : ١٧). فكان قراره الحكيم، تغيير مسار الحياة بكل جرأة “أقوم و أذهب إلى أبى”.
صحيح قول الأباء أحسن الفضائل ان يرجع الإنسان بالملامة على نفسه فى كل شئ، ساعتها ستنمو حياتنا ليس فقط روحيا إنما فى كل المجالات.