يشبه ملكوت السموات عشر عذاري أخذن مصابيحهن…وكان خمس منهن حكيمات…فأخذن زيتا في آنتيهن مع مصابيحهن(مت25:1-13).
إنها القديسة مارينا التي احتفلنا بتذكار استشهادها أمس الموافق الثالث والعشرين من الشهر القبطي أبيب.وإذ هو عادل عند الله أنه علي قدر الألم يكون المجد, فإن هذه الشهيدة العفيفة احتملت عذابات أكثر من كل نظائرها الشهيدات.
كانت البداية أنها تيتمت, بل حرمت من حنان الأم منذ نعونة أظفارها, وكانت هذه الأم وثنية, وإذ كان والدها ذا مكانة مرموقة في أنطاكية أحضر لها مربية خاصة لها, وبترتيب من العناية الإلهية وإذ أدرك الرب بسبق علمه أنها سوف تكون إناء مختارا كانت هذه المربية مسيحية فلقنتها كل المبادئ والفضائل المسيحية. وإذ كانت تروي لها أخبار الشهداء اشتاقت أن تكون واحدة منهم.
وهنا أشترك معك عزيزي القارئ أن كل الأشياء تعمل معا للخير, فإنه لولا رحيل أمها ما كانت تصل إلي نور الإيمان وهناك وفي أنطاكية رأها الوالي الوثني وإذ علم بأمرها لاطفها كثيرا إلي حد أن وعدها بالزواج ولكنها رفضت كل إغراءاته متمسكة بإيمانها مما أدي به أن يوقع عليها كل العذابات وفي كل هذا كانت العناية الإلهية تشفي جراحاتها, وحين فشل أمر بقطع رأسها فنالت إكليل الاستشهاد وهنا رأي السياف أن ملاكا يضع علي رأسها أكاليلا نورانية فكان ذلك دافعا لاعتناقه المسيحية.
شرفت هذه القديسة بأن يجري الله معجزات كثيرة بشفاعاتها وعلي الأخص في شفاء الأمراض ويوجد كفها, يدها في أنبوبة مغلقة وشفافة في كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم. وبشهود كل من عاين هذا الكف لم يتحلل إلي الآن بالرغم من مرور مئات السنين نعم سر الرب لخائفيه وعجيب في قديسيه.
e.mail:[email protected]