تعرفون الحق, والحق يحرركم (يو8:32)
* لعل من أهم القضايا التي شغلت الإنسان منذ بدء الخليقة علي الأرض إلي يومنا هذا هي الحرية, فهي كلمة لامعة تكلم عنها الكثير من الكتاب والشعراء ورجال الأدب ورجال العلم والسياسة, حتي صارت الحرية واقعا أو خيالا يداعب حياة الإنسان.
* هناك ما يسمي بالحرية الزائفة مثل الإدمان.
* عبارة خالدة للقديس أغسطينوس عن الحرية: قد جلست علي قمة العالم عندما وجدت نفسي لا أخاف شيئا ولا أشتهي شيئا.
أولا: معاني الحرية:
1- عتق من الاستعباد:
الحرية تعني ألا يتحكم في الإنسان شيء, سواء كان هذا الشيء فكرة أو شهوة أو أصحابا أو عادة أو مالا.
* مثل الابن الاضل: الذي كان في بيت أبيه يتمتع بكل ما يحتاج إليه ومن أين أتي بهذه الفكرة؟ من أصحابه, وبدأ ينحدر حتي وصل إلي رتبة الحيوان واشتهي طعام الخنازير ولم يجده, لكنه في لحظة توبة بدأ يقارن بين ما وصل إليه وما كان يحياه سابقا, فعرف أنه في حالة عبودية وليست حرية.
2- عتق من الخطية:
الحرية تعني أن يتحرر الإنسان من الخطية بكل أشكالها, قد تكون حسية أو مادية أو سياسية أو مالية (عبودية الخطية بصفة عامة).
* شرح ربنا يسوع معني الاستعباد, ووضع مفهومه في شكل قانون: إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية (يو8:34), وأوضح أن الحرية والخطية لا يجتمعان سويا.
3- قوة من الداخل:
أراد السيد المسيح أن يكلم اليهود عن الحرية.
4- معرفة الحق:
قال السيد المسيح لليهود: إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي, وتعرفون الحق, والحق يحرركم (يو8:31).
ثانيا: طريق الحرية:
1- الثبات في المسيح:
- فداء المسيح الذي قدمه لنا علي الصليب منحنا الحرية.
- مسيحنا القدوس له قدرة علي خلاص المأسورين في العبودية.
- ثبات القلب في المسيح وثبات المسيح في القلب هو بداية طريق الحرية.
2- الثبات في الوصية:
* الثبات يعني الحياة في الوصية الإنجيلية باستمرار.
* كل صلواتنا مأخوذة من الكتاب المقدس مثل القداس وكل الأسرار.
* معرفة الكتاب والثبات في الوصية هما طريق الحرية.
3- الحياة بالوصية:
* أن تكون حياتك كلها حسب الإنجيل, كقول الأنبا أنطونيوس: أن يكون لك شاهد عما تصنعه من الكتاب المقدس.
* أتعجب من أي شيء يكسر محبة ربنا في قلبك حتي ولو بالفكر أو بالقول أو بجميع الحواس!
4- التوبة النقية:
هناك أنواع من الناس:
- إنسان يسعي إلي الخطية (الابن الضال).
- إنسان يعيش في الخطية (السامرية).
- إنساني تمادي في الخطية (المفلوج).
- إنسان كل عمره في الخطية (المولود أعمي).
* لا توجد حرية بدون توبة, فالإنسان الذي يفعل الخطية يصير عبدا للخطية, ثم يأتي المسيح لكي يحرره من الخطية.
* في فترة الصوم نتحرر من سلطة الطعام, لتصير حياتنا من المسيح.ـ