لا أحد يملك الحقيقة إلا سمك القرش ذاته، هو الوحيد الذي يعلم لماذا يهاجم القرش الأبيض بعض الأشخاص، ولماذا يترك اخرين، فهناك أسباب عديدة يصعب تحديدها، خاصة في الحادث الأخير الذي وقع الجمعة الماضية في مدينة الغردقة، على ساحل البحر الاحمر، والذي ينتشر القرش في مياه مختلف الدول المحيطة به، وليس في مصر فقط. فقد يكون السبب البحث عن غذاء أو نشاط بشري بالقرب منه، أو تغير المناخ الذي يجبر الحيتان وأسماك القرش على سلوك مختلف بسبب ارتفاع درجة حرارة سطح البحر ونقص الأكسجين ـــ طبقا لتقارير العلماء ـــ حقا لا أحد يعلم الأسباب الحقيقة لمهاجمة تلك المخلوقات للبشر.
لذلك بعد وقوع حادث هجوم سمكة قرش على سائحتين في الغردقة، قبل بضعة أيام، بدت المعلومات ضبابية، هل الضحية سائحة واحدة أم اكثر، فالمقاطع المرئية المصورة أظهرت ضحية واحدة، وما لبثت الأخبار في الانتشار حتى فوجئنا ببيان وزارة البيئة يوضح أنهما سيدتان، ثم توالت الأخبار والتقارير في الصحف الأجنبية، عن تفاصيل المعلومات حول السائحتين، تزامناً مع ذلك قررت وزارة البيئة تعليق بيانها عن النشر لأسباب غير معروفة.
ومن جانبها قالت القنصلية الروسية في الغردقة إن هجوم القرش، كان على ضحية واحدة هي مواطنة نمساوية.
لكن طبقا لبيان “البيئة” فإن الهجوم على ضحيتين، ولم يذكر جنسيتهما، لكن ذكر البيان ان سيدتين راحتا ضحايا لهجوم سمكة قرش عليهما أثناء ممارسة رياضة السباحة السطحية بالمنطقة المواجهة لمنتجع “سهل حشيش” جنوب مدينة الغردقة.
وتسارعت الأحداث لاحقاً ففي الوقت الذي نشرت فيه صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ان الضحية سيدة متقاعدة، تبلغ من العمر 68 عاما، كانت تسبح على الشاطئ في خليج “سهل حشيش” على البحر الأحمر عندما هاجمتها سمكة القرش المفترسة. نشرت وكالة أنباء رويترز أن جثة سائحة رومانية في أواخر الأربعينات مر عليها بعد ساعات من هجوم القرش على النمساوية ووقع الهجوم على بعد 600 متر من محل الواقعة. وعلى خلفية الحادث، تم منع السباحة والغوص وصيد الأسماك في منطقة الحادثة لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من يوم الجمعة.
من جانبها تراجعت وزارة البيئة عن بيانها بعد ساعات قليلة من تداوله لأسباب غير معروفة، ولكن البيان كان قد انتشر في كل مكان من الوطن العربي وتمت ترجمته الى اللغات الاجنبية ايضاً،
وقالت البيئة في البيان معلق النشر من جانبها: تم تشكيل مجموعة عمل من المختصين بمحميات البحر الأحمر وجمعية هيبكا، وقام اللواء عمرو حنفى، محافظ البحر الأحمر، بإصدار قراره بإيقاف كامل الأنشطة البشرية بمحيط حدوث الهجوم ، ووجهت وزيرة البيئة، ياسمين فؤاد، اللجنة المشكلة ببحث الموقف والوقوف على الأسباب العلمية وملابسات حادث الهجوم ، مع جمع كافة المعلومات من جميع المصادر مع تحليل تلك البيانات والمعلومات طبقا للبروتوكولات المستخدمة عالميا في تحقيقات حوادث هجوم أسماك القرش على البشر. ورغم ذلك قامت الوزارة بالتراجع عن بيانها بعد ساعات بدون أسباب واضحة وأكدت الوزارة في البيان، المعلق نشره من جانبها، على أن فريق العمل المختص ببحث ملابسات الحادث مازال يقوم باستكمال مهام عمله للتوصل بشكل دقيق لأسباب السلوكيات التى نتجت عن سمكة القرش المتسببة فى الحادث تجاه الفقيدتين.
وبالرجوع لموقع مُحبي الغردقة وجدت تصنيفات عديدة لأنواع كثيرة من سمك القرش، الذي ينتشر في البحر الأحمر بطول شريطه الساحلي وليس في مصر فقط، ضمن الإرشادات على صفحة الموقع الرئيسية والموجهة كارشادات للسائحين صنف الموقع انواع اسماك القرش، وذكر منها أسماك القرش في البحر الأحمر المحيطية ذات الرأس الأبيض ( Oceanic whitetip Sharks) وقال إنه يجب التنبيه بضرورة التفريق وعدم الخلط بين هذا النوع ونوع أسماك قرش الشعاب المرجانية ذات الحجم الصغير.
إذ أن هذا النوع يعد أكثر الحيوانات البحرية وأشهر نوع من أسماك القرش ديناميكية (dynamic shark)، والتي حتما تقابله عند غوصك بمياه البحر الأحمر.كما أن هذا النوع من أسماك القرش أشهر أنواع الحيوانات البحرية المفترسة كما أنه يتصف بالانتهازية والفضولية أيضا، لكن عند اتباعك لتعليمات وإرشادات الغوص البسيطة من دليل الغوص الذي تحصل عليه، يمكنك مواجهة هذا النوع بأمان، ويمكنك مقابلة هذا النوع القوي المفترس من أسماك القرش، دون أن يمسك سوء. يسهل التعرف على أسماك القرش المحيطية ذات الرأس الأبيض عن طريق تواجد زعانف ظهرية وأخرى صدرية ممتدة وأحيانا مستديرة، ولها رؤوس بيضاء، والأهم أنه يمكنك معرفتها من خلال طولها الكبير الذي يبلغ أربعة أمتار، هذا النوع أيضا مهددا بالإنقراض.
ان حوادث هجوم القرش على البشر متكررة في أنحاء العالم كله، والقرش وحده يعلم لماذا يهاجم فريسة أو لا يهاجمها فالحقيقة المطلقة لدى سمك القرش وحده، وقد تكون واحدة من التخمينات التالية، اذ كشفت دراسة أجراها باحثون أستراليون نشرت نتائجها فى 2018، إنه مع تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض، زادت التحذيرات من تأثير ذلك على هجرة أسماك القرش وزيادة هجماتها خاصة فى فصل الصيف.
وقالت صحيفة “ذا صن” البريطانية إن المملكة المتحدة وبعض الأماكن الدافئة المفضلة فى بريطانيا شهدت أمثلة على هذا التحول، حيث بات من الشائع التحذير من وجود أسماك قرش فى مايوركا وقبالة ساحل كورنوال.وأوضحت الصحيفة أن السبب الكامن وراء هذا التحول أصبح ملموسا، مع إصدار جمعية الأرصاد الجوية الأمريكية تقرير عن حالة المناخ كشف عن أن عام 2017 هو واحد من أكثر السنوات حرارة فى التاريخ، فضلا عن أن درجات حرارة سطح البحر ارتفعت أيضا إلى مستويات نادرا ما لوحظت من قبل.
كما اكتشف باحثون أمريكيون أن أسماك القرش بدأت تغير مكان سباحتها وتزاوجها ومواقع بحثها عن الغذاء.
الإنسان ليس الطعام المفضل للقروش
. ريتشارد بيرس، رئيس أمانة أسماك القرش وجمعية حماية القرش ،قال فى تصريحات سابقة نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية إن الإنسان ليس من وجبات القرش المفضلة؛ فهي لا تسعى لافتراس البشر.
ويتبنى بعض علماء البيئة نظرية أو أخرى؛ حيث يزعمون الصيد الجائر في المحيط المفتوح قد تسبب في استنزاف المخزون السمكى، الذى تعتمد عليه القروش للبقاء، الأمر الذى يجبر القروش على المغامرة صوب الشاطئ؛ بحثًا عن مصدر آخر للطعام.