يعتبر القطاع الزراعي من أهم القطاعات التي سوف تتأثر بالتغيرات المناخية، وذلك لحساسية الحاصلات الزراعية لتغير درجات الحرارة سواء بالارتفاع أوالانخفاض، حيث تنخفض إنتاجية بعض الحاصلات مثل القمح والأرز بارتفاع درجة الحرارة، الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى – أي احتباس الحرارة داخل الغلاف الجوي بسبب عدم تسريب الزائد منها عن قدرة الارض، وبالتالي تتسبب في تغير المناخ، في حين ترتفع إنتاجية محصول القطن بهذا الارتفاع،وفقاً لدراسة تحت عنوان ” أثر التغريات المناخية علي إنتاجية الحاصلات الزراعية في مصر” نُشرت في عام 2020 للدكتور وسيم وجيه الكسان أستاذ الاقتصاد، بكلية السياسة و الاقتصاد بجامعة بني سويف، الذي يؤكد في دراسته أن تغير تركيبة المحاصيل سوف يصاحبه زيادة استهلاك المياه بسبب زيادة مرات الري للحفاظ على درجة رطوبة التربة، وبالتالي يجب ممارسة عدة أساليب ري توفيرية.
يقول دكتور عماد الدين عدلي رئيس مجلس إدارة المكتب العربي للشباب والبيئة ورائد مبادرة بلدنا تستضيف قمة المناخ: ما ينطبق على كل الأراضي الزراعية ينطبق على النائي منها الذي ربما لو لم يطرقه المجتمع المدني لن يصل إليه احد من تلك المجتمعات الواعدة في الزراعة وقرية وادي عبادي، الواقعة ضمن اراض عديدة واعدة في مجال الاستصلاح الزراعي في محافظة أسوان التي تضم مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية الخصبة، منها وادى الصعايدة ووادى النقرة وهناك أيضاً أراض قابلة للاستصلاح الزراعى، تم إدراجها ضمن خطة الدولة، منذ سنوات، وهى وادى الكوبانية ووادى الكلح شرق ومنطقة الطريق البرى الغربى ومنطقة الرديسية ووادى عبادى على مساحة 6 آلاف فدان، ولان وادي عبادي من الأراضي الواعدة في الزراعة، ويعيش سكانها على الرزق الناتج من المحصول الزراعي، وهو ما دفع المنصة المحلية لمبادرة “بلدنا تستضيف قمة المناخ” باسوان، لتنظيم ندوة توعوية لسيدات قرى وادى عبادى بالتعاون مع جمعية لست وحدك لذوى الاحتياجات الخاصة، بالعطوانى، ووادي العبادي، حيث إنه مجتمع زراعى حديث في مدينة أسوان،ويواجه الكثير من المشاكل البيئية والخدمية.
تناولت الندوة التغيرات المناخية وأسبابها وتأثيراتها السلبية على الزراعة، وتحديدا انخفاض إنتاجية المحاصيل وزيادة تكاليف الإنتاج وما يترتب على ذلك من انخفاض الدخل المزرعى. وكيفية التكيف مع التغيرات المناخية ودور المرأة فى ذلك، وقالت سلوى سليمان ممثل المنصة المحلية في الندوة: ركزنا في برنامج التوعية على السلوكيات السلبية لهذا المجتمع، ومنها التخلص من المتبقيات الزراعة بالحرق أو الإلقاء فى المجارى المائية، وعلى ضرورة الاهتمام بالنساء اللواتي يتحملن العبء الأكبر فيه، مع ضرورة اتاحة فرص التمكين الاقتصادى للسيدات فى هذا القرية”، وأشارت سلوى الى ان ثلث جميع النساء على مستوى العالم يعملون في الزراعة فهي أكبر مهنة للنساء الريفيات إلى جانب الرعاية المنزلية، وتحتاج المزارعات الريفيات لتقنيات زراعية قادرة على التكيّف مع المناخ لتحقيق الأمن الغذائي للأسرة وغياب ذلك يشكل عائقاً اقتصادياً. بل وصحياً في بعض الأحيان التي لن تستيطع معه النساء تكبد عناء غياب هذه التقنيات، لذلك يجب العمل على تمكين النساء في القرية.
وفى هذا الصدد صرح د احمد زكى ابو كنيز رئيس الاتحاد النوعى للبيئة بأسوان ومنسق عام المنصة المحلية أن المنصة تمارس أنشطتها التوعوية فى المجتمعات الزراعية الجديدة خارج وادى النيل وهذه المجتمعات لها مشاكل خدمية بيئة عديدة، يجب الإطلاع عليها لنقلها للمسؤولين، ووادى عبادى نموذج ممثل لهذه المجتمعات، وادي عبادي، إدفو.
ويتابع كنيز واصفا وادي عبادي: أنها إحدى قرى مركز إدفو، محافظة أسوان، وهي من القري القديمة بالمركز وتعتبر قرية زراعية في المقام الأول وتبعد عن مدينة ادفو حوالي 6 كم عن طريق ادفو – مرسي علم، تحدث فيه انتهاكات بيئة مثل الإفراط فى استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية والإفراط فى استهلاك مياه الرى. انطلاقاً من ذلك اخترقت المنصة المحلية للمبادرة، مجتمع النساء في وادي عبادي، فالمجتمعات النائية تستحق الحماية لما لها من مواصفات فريدة وموارد طبيعية زاخرة، فالأرض الزراعية مورد من الموارد الطبيعية التي يجب الحفاظ عليها لذلك توجهت المبادرة الي وادي عباي، لطرح مفاهيم التغيرات المناخية وتأثيراتها عليه. وشهادات النساء تبدو واضحة انهم كمجتمع قروي لم تكن أي منهن تعلم شيئا عن تغير المناخ، وذلك في المقاطع المرئية التي قام الاتحاد النوعي بتصويرها للتوثيق.
جدير بالذكر أن مبادرة بلدنا تستضيف قمة المناخ، بدأت في يناير الماضي، براعية وزيرة التضامن نيفين القباج، ورائد المبادرة رئيس مجلس إدارة المكتب العربي للشباب والبيئة، دكتور عماد الدين عدلي.