في الحروب الكل خاسر.. لكن ماذا عن حسابات الحرب في أوكرانيا من وجهة نظر الساسة والمحللين والخبراء بالغرب الذي بات طرفا أساسيا في الحرب ضد روسيا؟
مؤخرا قال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في ندوة نظمتها مؤسسة ديتشلي البريطانية الأمريكية إن أكبر التغيرات الجيو سياسية في هذا القرن ستثيرها الصين, وأن الهيمنة الغربية في السياسة والاقتصاد تقترب من النهاية, وسيصبح العالم علي الأقل ثنائي القطب وربما متعدد الأقطاب. ووصف الخلافات في مواقف دول مجموعة العشرين بشأن القضية الأوكرانية بأنها تحذير للغرب.
وقال المحرر الاقتصادي بصحيفة الجارديان البريطانية لاري إليوت إن موسكو تكسب الحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب ضدها منذ بدء العملية العسكرية بأوكرانيا في 24 فبراير الماضي واصفا العقوبات الغربية بغير المجدية.
فالواضح أن العقوبات تسببت في رفع نسب التضخم بالولايات المتحدة وأوروبا والعالم الفقير الذي يئن من أزمة في واردات الحبوب وارتفاع كبير في الأسعار.
في الولايات المتحدة تخطي التضخم نسبة 9% محطما كل الأرقام القياسية المسجلة خلال 40 عاما وارتفع سعر البنزين لأكثر من 5 دولارات من 3 دولارات قبل عام.
ويري كاتب المقال بالجارديان أن الدولة الروسية تتلقي تمويلا كافيا لمواصلة العملية الخاصة بفضل زيادة الميزان التجاري..إضافة إلي أن الحظر الجزئي علي استيراد النفط والغاز الروسيين الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي زاد من
أسعار النفط في السوق العالمية مما منح روسيا نجاحا ماليا آخر.
إضافة لذلك لا تجد روسيا مشقة في البحث عن مشترين آخرين لسلعها, حيث زادت صادراتها من النفط إلي الصين بأكثر من50% , وكذلك للهند وغيرها.
بوجه عام دخلت الاقتصادات الغربية مرحلة من النمو السلبي البطيء وسقطت فريسة للركود والتضخم علي غرار فترة السبعينيات, وأوضح مثال المملكة المتحدة التي وصل فيها معدل التضخم إلي 9% وبات الروبل يتمتع بمستوي عال.
أيضا أشار المحلل ويليام مولوني علي موقع the hill الأمريكي إلي أن العقوبات الغربية باتت تضر الاقتصادات في الغرب أكثر منها بالاقتصاد الروسي, حيث تحقق صادرات الطاقة والزراعة الروسية عائدات قياسية لموسكو.
واعتبر الكاتب أن واشنطن فشلت في حشد العالم ضد روسيا, حيث لم توافق سوي 65 دولة فقط من أصل 195 دولة علي الانضمام للعقوبات الاقتصادية, ورفض عمالقة مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك وإندونيسيا المشاركة في الحرب الاقتصادية.
وسطرت وكالة بلومبرج الأمريكية أن عددا من دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية رفض انتقاد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا, والأسباب لا تخرج عن كثرة إمدادات السلاح الروسي والاستثمار الصيني وإهمال الولايات المتحدة, الأمر الذي أقنع العديد من الدول بأن التحالف مع واشنطن لا مستقبل له. وهو ما فطن إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن وزار بسببه جدة واجتمع بدول الخليج ومصر والأردن والعراق لسد الفراغ علي حد تعبيره.