أصدر أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بياناً شدد فيه على ضرورة الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وهو وقود يُستعمل لإنتاج الطاقة الأحفورية. ويستخرج الوقود الأحفوري من المواد الأحفورية كالفحم الحجري، الفحم، الغاز الطبيعي، ومن النفط. وتستخرج هذه المواد بدورها من باطن الأرض وتحترق في الهواء مع الأكسجين لإنتاج حرارة تستخدم في كافة الميادين يستخرج من باطن الأرض.
ومع زيادة الاتجاه إلى الطاقات الجديدة والمتجددة، تمسكاً بالفرصة الأخيرة لتحقيق هدف خفض درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية بحلول 2030.
وأكد جوتيريش أن الوقود الأحفوري هو سبب أزمة المناخ، بينما تعد الطاقة المتجددة هي الحلّ، قائلاً إنها «الحلّ الذي يحدّ من الاختلال المناخي، ويعزّز أمن الطاقة، ولو كنا استثمرنا في الطاقة المتجددة في وقت أبكر وبكثافة، لما وجدنا أنفسنا مرةً أخرى تحت رحمة أسواق الوقود الأحفوري غير المستقرة».
وأضاف أن «مصادر الطاقة المتجددة هي خطة السلام للقرن الحادي والعشرين، لكن المعركة من أجل تحول سريع وعادل في مجال الطاقة، لا تدور في ساحةٍ تتكافأ فيه الفرص، بل إن المستثمرين لا يزالون يدعمون قطاع الوقود الأحفوري، والحكومات لا تزال توزع البلايين على قطاعات الفحم والنفط والغاز في شكل إعانات، تبلغ حوالي 11 مليون دولار كل دقيقة.
وتضمن البيان خطة من خمس نقاط لتفعيل الحد من الانبعاثات الكربونية هي:
أولاً: لابد من جعل تكنولوجيا الطاقة المتجددة إحدى المنافع العامة العالمية، بما في ذلك بإزالة عراقيل الملكية الفكرية التي تعترض نقل التكنولوجيا.
ثانياً: تحسين إمكانية الوصول على الصعيد العالمي إلى سلاسل الإمداد بمكونات تكنولوجيا الطاقة المتجددة وموادها الخام، ففي عام 2020، قام العالم بتوفير سعة تخزين في نظم البطاريات قدرها 5 جيجا واط. والعالم بحاجة لأن تكون لديه بحلول عام 2030 سعة تخزين قدرها 600 جيجا واط، ولابد من وجود تحالف عالمي لتحقيق هذا الهدف، فاختناقات النقل البحري وعراقيل سلاسل الإمداد، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الليثيوم وغيره من المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات، تضر بنشر هذه التكنولوجيات والمواد في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إليها.
ثالثاً: التخلص من الرُوتين الحكومي الذي يعطل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وإنشاء مساراتٍ سريعة لاستصدار الموافقات، وإلى مزيد من الجهود لتحديث شبكات الكهرباء، ففي الاتحاد الأوروبي، يستغرق الحصول على موافقة لإنشاء مزرعة رياح نحو 8 سنوات، ويستغرق الأمر نفسه 10 سنوات في الولايات المتحدة، بينما في كوريا تتطلب مشاريع طاقة الرياح التي يجري تنفَيذها في البر 22 ترخيصاً من 8 وزارات.
رابعاً: يجب أن يحوّل العالم الإعانات المقدمة لقطاع الطاقة بعيداً عن الوقود الأحفوري، حتى يحمي الضعفاء من أزمات الطاقة، ولا بد له أن يستثمر في تحوّل عادل يفضي إلى مستقبل مستدام.
خامساُ: العالم بحاجة لزيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة، بحيث تصل إلى ثلاثة أمثال ما هي عليه، ويشمل ذلك المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف ومؤسسات التمويل الإنمائي، علاوة على المصارف التجارية، فلابد أن يكثف الجميع الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة.