مرت 6 أشهر علي الحرب الروسية الأوكرانية تكبدت كل منهما خسائر كبيرة, والعالم يتجرع الحصاد المر, وبات شبح الجوع والفقر يطارد دولا أفريقية وشرق أوسطية, لكن من الوضح والمؤكد أن الخسائر التي تكبدها الروسي تبدو أقل مما قدره كثيرون, وعلي الرغم من ذلك فأن روسيا تتمتع بتفوق كبير لفرض سيطرتها علي الأراضي الأوكرانية, في الوقت الذي لايزال الرئيس الأوكراني وحلفاؤه متفقين علي مواصلة أوكرانيا القتال حتي النصر وإعادة الوضع إلي ما كان عليه قبل بدء الاجتياح الروس, ولكن هيهات فمن غير المنطقي استمرار الدول الغربية في ضخ المزيد من الأسلحة والمال في حرب تؤدي مع كل يوم إلي مزيد من القتلي والدمار والفقر والجوع, نحن نعيش أياما صعبة بسبب ما أحدثته هذه الحرب وصدمة كبيرة في أسعار السلع الأولية غير المسبوقة منذ خمسة عقود وستكون لهذه التطورات تداعيات وخيمة أكثر مما نشهده في الوقت الراهن, وخصوصا علي الدول ذات الاقتصادات الهشة ومن ثم أفقر بلدان العالم, إذ تلتهم أسعار الغذاء والطاقة المرتفعة حصة أكبر من دخل الأسر الفقيرة والمتوسطة والتي تلاشت حاليا مقارنة بالأسر الأكثر ثراء, ويمكن أن يؤدي الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة, إلي تقليل استخدامها ما يعني تقليص المحاصيل وانخفاضا في معدلات توافر الغذاء, وأصبحنا نعيش أزمة صعبة لارتفاع نسب التضخم الأمر الذي أدي إلي تآكل القدرة الشرائية لدي البعض, وخلق تضخما غير منضبط علي المدي الطويل مما يعد تحديا حقيقيا لاقتصادات وسياسات أي دولة, استمرار تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا سيضاعف من أزمة ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم, لذا علي الدول الغربية أن تشجع أوكرانيا علي الانتقال فورا إلي طاولة المفاوضات حقنا للدماء والاقتصادات التي تنزف, وحان الوقت لواضعي السياسات ألا يدخروا جهدا لإيقاف النزيف وسرعة استعادة معدلات النمو الاقتصادي, والتصدي لأي إجراءات صعبة تضر بالمواطن.
وعلي الاتحاد الأوروبي الإسراع لخفض العقوبات التي يفرضها علي روسيا والتي قد تكون مطلوبة لتخفيف الاختناقات في التجارة العالمية للمواد الغذائية والأسمدة للخروج من المأزق والأثر السلبي للعقوبات.