روى فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، مُجريات أحداث مجزرة أكاديمية تكريت الجوية في العراق، التي وقعت في يونيو 2014 وقُتل فيها آلاف الطلاب العسكريين وأفراد الأكاديمية العُزّل، غالبيتهم من الطائفة الشيعية، من خلال شريط فيديو تحليلي.
تم تطوير الفيديو بالتعاون مع شركة بحوث ستيو، وهي شركة تزاول التحقيقات البصرية، ليجمع بين الأصول الرئيسية من مجموعة متنوعة من الأدلة التي جمعها فريق يونيتاد وكذلك السلطات العراقية، لإنشاء سرد مُتماسك وإعادة بناء المساحة المكانية لتسلسل الأحداث التي اكتُشفت، حيثُ تم تجميع صور الأقمار الصناعية والبيانات الجغرافية المكانية وإفادة شهود عيان ولقطات دعائية أصدرها تنظيم داعش وتم تصويرها أثناء هذه الأحداث مِن قبل الجناة أنفسهم، لتقديم وصف تفصيلي ودقيق لهذه الجرائم الجسيمة.
وحشية تنظيم داعش
يأتي نشر فيديو فريق يونيتاد حول المجزرة عقب صدور التقرير الثامن للفريق إلى مجلس الأمن الدولي.
وأشار المستشار الخاص كريستيان ريتشر، الذي يرأس الفريق، إلى أن “مجزرة أكاديمية تكريت الجوية تمثل أحد أكثر الأمثلة الوحشية للعنف الذي ارتكبه تنظيم داعش ضد الشعب العراقي،” مضيفاً أن التقدم في التحقيقات بالمجزرة بُني على التعاون الوثيق والمشاركة مع السلطات الوطنية العراقية، لا سيما القضاء العراقي.
وأكد “ريتشر”، أيضاً أنه من خلال استكمال موجز القضية بشأن هذه المجزرة، يمكن استخدام الأدلة المفصلة المقدمة لدعم محاكمات أعضاء تنظيم داعش، بعضهم ذوو المسؤولية الكبرى عن تلك الجرائم.
ليس مجرد عمل تحليلي وتجريدي
قال براد سامويلز مدير شركة بحوث ستيو، إن “هذا الفيديو يضم مجموعة من المواد الاستدلالية لتقديم وصف واضح ومتماسك لهذه الأحداث المروعة، وبينما يتبع العمل الاستقصائي أعلى معايير الدقة، فإنه مِن المهم ألا يصبح العمل تحليليًا وتجريديًا، لا يمكن فهم نطاق وحجم هذا الحدث إلا من خلال جمع إفادات الشهود والتوثيق الجنائي لتُمثل إنتاجاً مرئياً”.
وبهذا الصدد، طورت شركة بحوث ستيو منصة أدلة رقمية تستخدم لإدارة وتحليل وتقديم الوسائط المتعددة المرتبطة بها وإتاحتها لجهات المساءلة في العراق وجميع أنحاء العالم.
فيديو مجزرة أكاديمية تكريت الجوية هو امتداد لجهود يونيتاد الواسعة لتسخير التكنولوجيا المتقدمة والأساليب المبتكرة لتحقيقات الفريق في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش، وهو أيضاً جزء من مبادرة لتقديم منتجات الوسائط المتعددة التي تَعرض بالتفصيل الجرائم الدولية لتنظيم داعش التي يجري التحقيق فيها. وفي شهر مايو 2021، أصدر الفريق عرضاً متعدد الوسائط مماثلاً حول الإبادة الجماعية المُرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي في سنجار.
وقد ذكر المستشار الخاص ريتشر أن هناك مسؤولية جماعية على الصعيد العالمي لضمان تقديم الأدلة التي تم جمعها “أمام المحاكم الوطنية لمحاكمة الجناة. فلا تتحقق المساءلة الجنائية إلا إذا تم تحديد المسؤولين ومحاكمتهم وإدانتهم وعندما تسمع مناشدات الضحايا.”
